تمثل العاصمة انواكشوط بولاياتها الثلاث ثلث سكان البلاد فبعض مقاطعاتها يفوق تعداد سكانها عدة ولايات مجتمعة ومع ذلك فهناك إحباط لدى ساكنة العاصمة من عدم الإكتراث بهذا الواقع فحينما تكون هناك بعض الطوارئ التى تحتاج الحشد فتقع المسؤولية الأولى على هذه الساكنة فى حين يتم تجاهلهم
عندما تكون هناك محاصصة فى المناصب الحكومية أو الإنتخابية فيتم تغييب تمثيلهم فبأي منطق هذا .
لقد حان الأوان لمراجعة التمثيل السياسي للعاصمة ونحن مقبلون على تغييرات سياسية فمن غير المعقول ولا من قبيل الإنصاف ترك الأمور على هذا الحال .
فهناك سياسيون و فاعلون وساكنة تستحق التمثيل ومن اللازم إشراكها فيما يدور لأنها ببساطة موجودة وواقع لا يجوز تجاهله. إن سكان انواكشوط يتطلعون إلى زيارات لفخامة رئيس الجمهورية كسائر الولايات حيث ينبغى لقاءه بممثليهم ونقاش مشاكلهم فهناك وضعيىة تختلف عما فى الداخل .
لقد كان مما ميز نظامنا الحالى عن الانظمة الماضية هو إحتضان سكان العاصمة له وذلك مدعاة لتجاوبه مع تطلعاتهم فى الإشراك بصورة عادلة فيما يدور و إعادة الإعتبار لهم بتمثيلهم انتخابيا و تنفيذيا منهم هم لا من غيرهم .
إن هناك تجارب جديرة بأخذ العبرة منها من حيث محاولة تمثيل الساكنة إنتخابيا من خارجها فالموضوع يحتاج إلى مراجعة وتصحيح .
إنه إنطلاقا مما سبق ينبغى مراجعة وتصحيح الاختلال الحاصل لنبني التغييرات السياسية القادمة على أسس سليمة وهو ما يقتضى إنصاف ولايات انواكشوط الثلاثة بما فى ذلك المقاطعات بحيث يكون لكل مقاطعة تمثيلها من حيث النواب و المجالس البلدية المرتقبة والتمثيل الإدارى المناسب .
إنه إذا ما تم التوافق فى الحوار المرتقب على مثل هذه التصورات نرى أن الأمور ستكون أفضل فى انواكشوط مما يعطى للسياسة معنى فى العاصمة التى هي البوصلة الموجهة للسياسة بالنسبة للبلد كله.