إلي كل من ينحاز للوطن، قبل انحيازه لفئته وقبيلته وجهته...
إلي كل من يغلب مصلحة الوطن، علي مصلحة الذات، والإحن...
إلي كل من تهمه موريتانيا، كدولة وكيان، قبل أن يفكر في فلان أوعلان...
إلي كل من يغلب المصلحة العامة علي المصالح الخاصة، وينظر في المحاسن والمكاسب قبل المساوئ والمثالب...؛
إلي كل من يؤمن بموريتانيا كوطن لا بديل عنه، ويسعي إلي نموها وازدهارها، ويهتم بواقعها ومآلها...
هذه صرخة من الأعماق...،
هذا نداء نصح صادق، ودعوة خالصة إلي الانحياز للوطن والمواطنين...
دعوة تهيب بالجميع إلي الانحياز إلي الشعب والوطن... والولاء المطلق للشعب والوطن...،
دعوة إلي نبذ المكابرة الفاجرة، والإقلاع عن التمادي الفاسد والمعاندة، في نفي الحقائق الواضحة، الباهرة...، ومحاولة تزييفها، عن طريق نكرانها تارة، وتبخيسها تارة أخري، والتقليل من شأنها مرة، وغمطها حقها من التثمين والإشادة في كل مرة،...
هذه دعوة إلي الفك عن التمادي في السلبية والعدمية، والإيغال في المعارضة، لا من أجل مصلحة عامة، ولا لغرض إحقاق حق، أو إبطال باطل، وإنما عنادا ومكابرة، ومعارضة من أجل المعارضة...،
في نوع من الهروب إلي الأمام... لا يمكن أن يكون مصدره إلا النظر إلي الشؤون العامة من الزاوية الضيقة للقبيلة والجهة، والعرق والفئة، بل حتى الخيمة والأسرة...،
في تعليل وتحليل أحادي الاتجاه...، في تعاطي هو غاية في السلبية...، ينم عن نظرة حاسرة للقضايا العامة للوطن.. مواقف وتصريحات اتضح وبان، بالدليل القاطع والبرهان، أنها تنبع من محض الضغينة والحقد، والبغض والكراهية و الشنآن، لشخص بعينه، أو...،
فيبلغ الشنآن بالمعارض الأثيل في معارضته عندنا، والسياسي المتمرس في أرضنا، حد التضحية بالمصالح العليا لوطنه، في أتون صراع عبثي محموم علي السلطة...،
وتدل علي هذا المنطق الأفين، عادته الراسخة في السعي الحثيث إلي كل منحي تعلل فيه النفس بالوصول إلي السلطة، والإحجام عن كل مسعى، يكون فيه الوصول الشخصي إلي السلطة غير مأمول...؛
إلي هذا النوع بالذات، من المعارضة الفاشلة، الآسنة، الشانئة، الشائنة، التي لا تريد إلا التمادي في المكابرة، والإصرار علي التضحية بالمصالح العليا للوطن، في سبيل تحقيق حلم مريض بالوصول إلي سدة الحكم، والجلوس علي كرسي الرئاسة...،
إلي مرضي النفوس هؤلاء، الذين كذبوا علي الشعب، فحسبهم سياسيين وطنيين مخلصين في يوم من الأيام، وهم من يحسبون أنفسهم أوصياء علي هذا البلد ومقدراته، وكفاءاته، وشبابه، ونخبه...،
إلي مرضي النفوس هؤلاء، ممن عجزوا عن تطبيق الديمقراطية في أحزابهم، أحري أن تأملها منهم أوطانهم ...
أقول: لقد أفل عهد الضحك علي الذقون، ولم يعد أحد، في مشرق ولا مغرب، في نجد ولا وهد، من أهل مدر ولا وبر، من سكان قرية أو مدينة، إلا وبإمكانه الإطلاع علي الحقائق من مصدرها، ورصد الأوضاع في أدق تفاصيلها، وجزئياتها...،
ولم تعد المزايدة تجدي، ولا المكابرة تغني، ولا الدعاية الكاذبة تستساغ من طرف أي أحد...
فليربع هذا الصنف من الساسة علي أنفسهم، وليتركوا الساحة لغيرهم...
فلا السياسة ما يأتون، ولا مصلحة الوطن فيما يأملون، ولا مستقبل البلاد فيما يرجون...
إن الانحياز للوطن أوجب الواجبات، وتغليب المصلحة العليا للبلد علي كل ما سواها من آكد المهمات، والنظر للمستقبل بفطنة وروية، وبصيرة وحكمة، وتمحيص وتخطيط، وسداد، ورشد وترشيد...
كل ذلك...، لا يخفي علي من كان له من الحصافة أدني سلافه...
ولا يتنكبه ويحيد عنه إلا من هو مصر عنيد، لا يصلح للشأن العام ولا يفيد، ولا ينفع في القيام والتصدي للمهام العظام، والأمور الجسام... ؛
فأيهما أحق: علي الأقل، الإنصاف أو المعارضة الناصحة، إن لم يكن الانضمام التام، إلي صف نظام يشيد ويبني، ويعد فينجز، ويقرر فيحقق...
يشق الطرق والممرات، يوصل الكهرباء ويسقي الماء، ويبني السدود والمطارات، ويشيد المدارس والمستشفيات...
في اعتماد رائع علي ميزانية الدولة، أي علي الذات ... و تصريف صحيح للإمكانيات والمقدرات...
نظام، قال رئيسه، في صدق لم يفطن له الكثيرون يومها، يوم أن فاز بالانتخابات، : '' سأكافئ كل من صوتوا لي، بالمدارس والمستشفيات، والماء والكهرباء، والقطع الأرضية، والسدود، والمصانع والموانئ والمطارات''...؛
قالها..ولم يخلف، ولم يحد، ولم يصدف...
وأنجز حر ما وعد...، في غير من ولا نكد...
ولم تكن وعودا انتخابية ... ولم تكن شعارات آنية... بل بناء وتشييد... وانشغال بكل ما هو للوطن مفيد...؛
أذاك، وهو في حقيقة الأمر، انحياز للشعب والوطن...،
أم التمادي في الغباء السياسي... والسفه في الرأي، والإغواء، والغي، والركض وراء كل دعوة مغرضة، والتشكيك في كل الإنجازات القائمة المشاهدة، والمزايدة علي المقدسات والوطنية، والنزاهة والشفافية...
أظن الأمر بين...
فالخيار واضح، لمن يحب موريتانيا، ويسعي لمصلحتها، يريدها بحق ولا يريد سواها...
يؤثرها ولا يؤثر عليها مصالحه الضيقة، ولا يعبه بجهة ولا فئة ولا قبيلة، ولا عرق لا عشيرة، ولا حزب، ولا إيديولوجية ولا منظمة... لا يغتم من أي جهات الوطن كان النظام ورئيسه، فلا يهتم إلا لمصلحة الوطن والشعب... ...
لأن المهم ، هو ما يتم تحقيقه علي أرض الواقع من انجازات، لأن المهم أن ينزل المطر، ويأتي الغيث، ولا عبرة بجهة قدومه، ولا من أين هطل...
الخيار واضح لهذا الصنف من المعارضين... الذين عارضوا هذا النظام أصلا، أي سنة 2008م، لقلة معرفة بقائده، وجهلا به وبزعامته، وعدم معرفة به، وبنيته وغايته... أولئك الذين عارضوه يومها حبا للوطن... وغيرة علي مصلحة الشعب...وحرصا علي مستقبل البلاد... ولم تكن معارضتهم نابعة إلا من هذا الحرص علي المصالح العليا للوطن... وغيرة علي شؤونه... وحرصا علي تحقيق النمو والازدهار للمواطنين الموريتانيين البسطاء...الذين ذاقوا الأمرين من نهب الأنظمة المتعاقبة علي السلطة، وفساد النخب المهيمنة علي القيادة في البلد، طيلة عقود من الاستقلال...
هؤلاء، بالتأكيد، لن يجدوا حرجا في الرجوع إلي الحق، لأنه أحق، والإشادة بالمنجزات العملاقة التي تم تحقيقها لصالح المواطنين، علي يد النظام الحالي...
وسيسعون جاهدين إلي تعزيزها، والمضي قدما في النهج والمسلك الذي يبقي عليها و يديمها، وسيعملون علي الذب عنها، لأنها أولا وقبل كل شيء، منجزات للوطن والمواطنين،...
ممتثلين قوله تعالي : ''يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين'' .. و قوله تعالي : ''ولا يجرمنكم شنآن قوم علي أن لا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى''.. ومستلهمين قوله سبحانه : '' فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس، فيمكث في الأرض''
وأما الصنف الآخر من المعارضين، الذين يرون في مواقفهم وآرائهم الحق المطلق، ولا يتصورون السلطة إلا عندهم وبهم، وإلا كانت فاسدة ومفسدة، ولا يتصورون الإصلاح إلا منهم وبهم، وإلا كان فسادا وضياعا، فهؤلاء، وكما أسلفت، لا خير فيهم للوطن ولا المواطنين، ومن المؤكد أنهم لا يسعون إلي المصلحة العامة، ولا يسعون في تقدم بلدهم أو نموه وازدهاره، وهم الخطر الأكيد علي الديمقراطية و التنمية...
وختاما، أقول، رجاء التأمل، والمراجعة السريعة للمواقف الخاطئة :
- من يستطيع إنكار المطار الدولي 'أم التونسي'، مدرجاته وفناؤه وصالات استقباله ومعداته...
- من يستطيع إنكار الأمن، ينعم به كل مواطن في كل شبر من الوطن ويتفيأ ظله وظلاله،
- من يستطيع إنكار حالة الحوزة الترابية للوطن كله اليوم، وقد صينت حدوده وأطرافه، وسهوله وهضابه، وأغواره وأنجاده.. ولم يعد أجنبي يستطيع، إلا من نقطة عبور، اجتيازه...
- من يستطيع إنكار وضعية الجيش، وقد أكملت عدته وعتاده، ولم يعد للإرهابيين قوة علي مقارعته ونزاله...
- من يستطيع إنكار الحالة المدنية الحديثة، البيومترية، الراقية، التي أعادت للمواطن هويته وضبطت مواطنته...
- من يستطيع إنكار النقاط الصحية والمستشفيات العلاجية، خصوصا مستشفي الأنكلوجيا، الذي صار يرتاده حتى مرضي دول الجوار، وما تم تجهيزه به من الأدوات والمعدات الطبية.. ومستشفي كيفة، والنعمة، قيد الإنجاز...
- من يستطيع إنكار الموانئ والمحطات الطرقية... وشركة النقل العمومية...
- من يستطيع إنكار المدارس المبنية، والمعاهد الفنية، وكلية الطب، وكلية العلوم القانونية والاقتصادية، وجامعة ''لعيون'' الإسلامية...
- من يستطيع إنكار طباعة المصحف الموريتاني، وقناة المحظرة، وإذاعة القرآن الكريم، وأجور الأئمة .. ودكاكين ''أمل'' للفقراء والمساكين...
- من يستطيع إنكار الطرق المعبدة في أقاصي كل بلدية، وجهة وناحية...
- من يستطيع إنكار استعادة المكانة الدولية، في المنطقة، وشبه المنطقة، وفي العالم العربي، والقارة الإفريقية...
- من يستطيع إنكار ما تحقق من إنجازات دبلوماسية، تم فيها إسماع صوت موريتانيا، عاليا، بالجدارة والأحقية في تنظيم أول قمة عربية، علي أرض جمهورية موريتانيا الإسلامية...
لست أنا، بالتأكيد..، ولا من ''كان له قلب، أو ألقي السمع وهو شهيد''...
بل، يكاد لسان حال الموريتانيين جميعا، عدا المكابرين، يقول : نحن معك أيها الرئيس، ما شيدت وبنيت، ونحن معك ما أنرت وما سقيت، ونحن معك ما أشعت الأمن وضمنت الاستقرار، ونحن معك ما رفعت راية موريتانيا خفاقة بين الأمم، فنحن مع الانجازات، ومع من يصنع الانجازات، وحذار من الحياد عن نهج الانجازات، والمشاريع العملاقة، والبنية التحتية التي هي للمواطن باقية.. فهي أفصح لسان .. وأبلغ دليل وبرهان، علي جدارة الحاكم وشرعيته..