ما ذا يعني خطاب الرئيس لبائعات الخضار؟ / محمد الإمام ولد ناجين

في حديث جانبي بين سيدات بائعات للخضار في سوق مسجد المغرب يجلسن تحت خيام رثة تقيهم حر الشمس، يبعن تجارتهن التي اختلط فيها الخضار والفواكه والتبغ وأشياء قد لا يمكن إضافة بعضها إلى بعض مخافة تشكيل خليط يصعب تفكيك شفراته مقارنة مع خطاب الرئيس في النعمة، الذي

 كان حديثهن حوله.
قالت إحداهن للأخرى: هم يشرحون خطاب الرئيس وهو تكلم بالحسانية الواضحة، لم يتكلم بغيرها، هل من الممكن أن يخاطب الرئيس شعبه بما يحتاج الشرح أو يحتاج الترجمة الفورية؟ أليس الرئيس من الشعب وهو الذي اختاره الشعب على خطابه وبرنامجه الانتخابي؟.
الرئيس كلامه ليس ككلام غيره يحسب له حساب داخليا وخارجيا، فالرئيس حينما يتكلم ينصت الجميع وحينما يخرج يقف الجميع ويترقب الأفضل، هل يمكن أن يخاطب الرئيس منتخبيه بما لا يفهمون؟ وهو الذي زارهم في الكبات واستقبلهم في القصر مرات بعد أن ساروا على الأقدام من داخل البلاد إلى القصر من أجل إيصال مشاكلهم؟ هل يصح أن سيادته هو من أصدر أوامره بشرح مضامين خطابه في النعمة، أم أنها خطة من خطط السياسيين يتنافسون من أجل التقرب إلى دائرة القرار واكتساب ود رئيس الجمهورية؟
لم يخاطب الرئيس جماهيره والعالم بإحدى اللغات المستعصية الفهم، بل خاطبهم بما يفهمون وفي إطار نسق مرسوم لفحوى الزيارة وبلغة صريحة، ردت بائعة الخضار على زميلتها.
شخص الواقع المعاش خارجيا وداخليا، أمنيا وسياسيا.
كان لب الخطاب وبيت القصيد تغيير الدستور والدعوة الصريحة للحوار وإشراك الشباب في المشهد السياسي، لكن الرئيس لم يتحدث عن مشاكل النقل وضعف القوة الشرائية لدى المواطن، وتلك مشاكل تدخل في صميم اهتمام بائعات الخضار في مسجد المغرب، اللواتي يعانين من مشاكل أخرى لا تنتهي.
اختتم الحوار بمداخلة جانبية من سيدة استفهمت عن أهمية الشرح الذي يقوم به السياسيون لخطاب واضح، متسائلة عن إن كان الشارحون يخاطبون أناس من بلاد أخرى لم يفهموا كلام الرئيس، أم أن مهرجانات الشرح لا تعدوا محاولة لكسب ود الرئيس؟

19. مايو 2016 - 8:30

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا