مرة اخرى..تحاول إيران غزو الجزيرة العربية من باب موسم الحج بعد أن عجزت عن تحقيق ذلك بشكل مباشر من خلال مغامراتها العسكرية والتى كان آخرها من اليمن عبر عملائها الحوثيين.
السلوك الإيراني معروف كل سنة يعتمد منهجية الشغب ونشر ثقافة التوتر والإثارة عبر أسلوب استفزازي وقح ردت عليه المملكة العربية السعودية دائما بحكمة ومسؤولية
لكن بصرامة لاتقبل المساس بأمنها أو أمن ضيوف الرحمن.
الأماكن المقدسة جعلها الله بحكمته ضمن سيادة دولة عربية هي المملكة العربية السعودية وجعلها المسؤولة عن حمايتها وحماية روادها من جحاج ومعتمرين ولا مجال للمزايدة عليها فى ذلك.
هذا مالم يرق لإيران التى ترى أن زعامة العالم الإسلامي التى تحلم بها-والأحلام تضليل-تمر عبر السيطرة على الجزيرة العربية التى تضم الأماكن المقدسة فدأبت على إثارة الفتنة فى مواسم الحج من خلال محاولة تحويل هذه الشعيرة المقدسة إلى مهرجان سياسي تمرر عبره خطابها الهادف إلى تصدير ثورة الخمينى المفلسة وتسويقها للعالم بعد أن عجزت عن فرضها بالقوة من خلال مليشياتها الإرهابية ومرتزقتها فى العراق وسوريا ولبنان واليمن.
هنا يأتى قرار إيران منع مواطنيها من تأدية فريضة الحج هذه السنة وطلبها الغريب إنشاء منظمة تشرف على تنظيم الحج وهو طلب لا يخفى ما يبيت وراءه من أهداف قذرة تستهدف عملية الحج فى الصميم.
المواطن الإيراني وحده المتضرر من قرار بلاده منعه من تأدية واجبه الديني وهو قرار ليس نشازا فى السلوك الإيراني بل ينتظر من إيران ماهو أكثر من ذلك فهي تتصرف انطلاقا من خلفيتها العنصرية البغيضة تجاه العرب وأطماعها التاريخية فى الجزيرة العربية والتى خاضت بسببها ألفين وخمسمائة وثلاثة حروب عدوانية ضد العرب منيت فيها بهزائم مازال شبحها يطاردها حتى الآن حيث ظلت تلعق أصابع الندم فى كل حرب وتكتوى بالنار التى أشعلت أوارها.
المملكة العربية السعودية صاحبة السيادة على الأماكن المقدسة والمسؤولة عن رعايتها وحمايتها رفضت الابتزاز الإيراني وتعاملت معه بما يمليه عليها واجبها من حماية أرضها وسيادتها ومقدساتها وضيوفها حجاج بيت الله الحرام ..فهي تدير عملية الحج بكفاءة عالية على جميع الأصعدة ووضعت بنى تحتية متكاملة لضمان انسيابية عملية الحج وراحة الحجاج فى جميع المشاعر المقدسة فى الحرمين الشريفين وعرفة ومزدلفة ومنى وغيرها من الأماكن التى يزورها الحجيج خلال الموسم.
إيران طالبت كما أسلفت بإنشاء منظمة تشرف على تنظيم الحج وهو طلب يخفى الكثير من النيات السيئة ويكشف عن محاولة مفضوحة للسعي إلى تمييع هذه الشعيرة المقدسة وتحويلها إلى”شركة متعددة الجنسيات”يسهل اختراقها والتلاعب بها خاصة من قبل الإيرانيين الذين لايعتبرون حرمة الأماكن المقدسة وليست بالنسبة لهم أكثر من وسيلة يركبونها للوصول إلى هدفهم المركزي:تكريس هيمنتهم على الجزيرة العربية والشرق الأوسط والتحكم فى مصير المنطقة وقرارها السيادي ومقدراتها وهو حلم ظل يراود العقلية الفارسية المتخلفة عبر العصور ولم يستطع إعفاءه الزمن.
فالإيرانيون كما قلت فى مقالات سابقة لا يستفيدون من التاريخ وعبره ولم يستطيعوا أن يجعلوا من أنفسهم جارامسالما محترما يعيش بسلام مع جيرانه العرب فاختاروا منهجية العدوان ولم يستوعبوا البعد التاريخي للدروس فى صراعهم المستمر مع الأمة العربية منذ ثلاثة آلاف سنة فظلوا يجرون أحقاد التاريخ ويربون أجيالهم المتعاقبة على الضغائن وثارات الماضى وروح الكراهية لكل ما هو عربي .
إنها السمة المميزة لإيران ولكنها لن تجني منها إلا الهزائم.