من هم الإخوان المسلمون؟ / الإمام خالد بن إسلم

 قال الله تعالى «ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون»، وقال سبحانه «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين»، وقال عز وجل «ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه»..
- الإخوان المسلمون هم جماعة من المسلمين من الدعاة إلى الله تأسست

سنة 1928 في مصر على يد الشيخ الإمام الشهيد حسن البنا وجماعة من إخوانه الميامين ممن أهمهم شأن الأمة الإسلامية وكيفية النهوض بها على أساس الإسلام.

- الإخوان المسلمون يعتقدون جازمين أن الإسلام دين ودولة لأنه عقيدة وشريعة ومنهج حياة شامل وكامل يحكم ويصلح جوانب الحياة كلها العقدية والأخلاقية والعبادية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية .. : «قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين»: ففي الشريعة الإسلامية أحكام وقواعد وأخلاق تتعلق بكل هذه الشؤون، بعضها مفصل وبعضها مجمل: «ما فرطنا في الكتاب من شيء»، «إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم» قال الشوكاني في تفسيره (فتح القدير): "أي أن القرآن يهدي للتي هي أحسن وأرشد وأصلح في كل شأن من الشؤون وفي كل أمر من الأمور".

- الإخوان المسلمون يسعون عبر التربية والتعليم والدعوة والإصلاح لإقامة الفرد المسلم والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم والدولة الإسلامية، والأمة المسلمة القدوة «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله»، «وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا»، «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين».

- الإخوان المسلمون مع تمسكهم بأصول الإسلام وقواعده وأحكامه يستفيدون من الحضارة الإنسانية وما حققته من إنجازات مفيدة في مجال الحكم والإدارة والاقتصاد مثلا، كل ذلك في حدود الضوابط الشرعية "والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها".

- الإخوان المسلمون يتعاملون بإيجابية مع الديموقراطية ويعتقدون أنها وسيلة جيدة للقضاء على الظلم والاستبداد السياسي وإدارة شؤون الدولة والتنافس السلمي على السلطة، ويرون الديمقراطية الحديثة في أساليبها التطبيقية (الانتخابات، المجالس النيابية ..) شبيهة جدا بنظام الشورى الإسلامي «وأمرهم شورى بينهم»، «وشاورهم في الأمر».

- الإخوان المسلمون يسعون دائما لمقاومة الظلم والظالمين ومعارضة الفساد والمفسدين «رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين»، «وقد خاب من حمل ظلما»، ويتعاونون مع كل دعاة الإصلاح والخير «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان»، «إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون».

- الإخوان المسلمون يهتمون دائما بشؤون الوطن وقضايا الأمة ويعبؤون الناس ويحرضونهم للتفاعل معها إصلاحا للأوطان وبناء لها على الحق والعدل والحرية، ومن أجل تحرير الأمة الإسلامية ومقدساتها (خصوصا في فلسطين وسوريا ومصر وبورما وأفغانستان والعراق واليمن وإفريقيا الوسطى..): «إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون»، «وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون».

- الإخوان المسلمون يؤمنون بأن الجهاد الحقيقي بضوابطه الشرعية هو ذروة سنام الإسلام ومن أعظم فرائضه للدفاع عن الأوطان والمقدسات وتحريرها من الاستعمار والطغيان، ولديهم سجل حافل من الجهاد والمقاومة خصوصا على أرض الإسراء والمعراج (فلسطين) وحركة حماس (وهي حركة إخوانية) تواصل الآن نفس الجهاد وتخدم الشعب الفلسطيني في مختلف المجالات.

- الإخوان المسلمون موجودون في الكثير من دول العالم وخصوصا العالم الإسلامي والدول العربية وهم موجودون في موريتانيا ويشكلون تيارا إسلاميا وسطيا واسع الانتشار خصوصا في صفوف العلماء والأئمة والمثقفين والمهندسين والطلاب والشباب والفتيات والنساء، وهم أعرق وأقدم الجماعات الدعوية الإصلاحية محليا ودوليا، ويشهد لهم المنصفون في بلدنا هذا مثلا بأنهم جددوا الدعوة إلى الله ورفعوا لواء الإسلام الشامل والإصلاح الواقعي، وقد زكاهم وأشاد بهم بعض كبار العلماء والمصلحين ومن أشهرهم الإمام العلامة بداه بن البصيري رحمه الله (ويمكن الرجوع إلى خطبه)، والشيخ العلامة محمد الحسن ولد الددو حفظه الله..

- الإخوان المسلمون سواء في موريتانيا أو في غيرها من بلاد العالم قدموا خدمات جليلة وملموسة للإسلام والمسلمين بتوفيق الله وعونه في مجالات الدعوة إلى الله والتعليم والثقافة والعمل الخيري والاجتماعي وفي المجال السياسي، وهدى الله على أيديهم الكثير من أبناء الأمة فأصبحوا صالحين مصلحين.

- أما حزب "تواصل" (التجمع الوطني للإصلاح والتنمية) فهو حزب إسلامي موريتاني يضم قطاعا واسعا من أبناء هذا الشعب ويقدم رؤية تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتزاوج بين التمسك بالإسلام أصولا وأحكاما مع الاستفادة من النهضة والحداثة دون الوقوع في العلمانية، وهو يضم كل فئات الشعب الموريتاني ويسعى لإصلاح البلاد والنهوض بها وتعزيز وحدتها الوطنية انطلاقا من الإسلام كشريعة شاملة، مع احترام الديمقراطية والتناوب السلمي على السلطة.

- الإخوان المسلمون لا يحتكرون الإسلام ولا يحتكرون الدعوة إلى الله ولا يحتكرون الديمقراطية، بل إنهم يقرون أن هناك علماء وفقهاء ودعاة ومصلحين ومثقفين يخدمون الإسلام والوطن وأهله وهم ليسوا من الإخوان المسلمين.

- أما هؤلاء الأقزام اللئام – من مستشاري الرئيس الموريتاني الحالي ومن الصحافة المأجورة – الذين شبعوا من المال الحرام ويشتمون الدعاة إلى الله والعلماء ويركزون على محاولة تشويه الإخوان المسلمين والتنقيص منهم محليا ودوليا فإنهم حاسدون فاشلون «ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله»، «إنا كفيناك المستهزئين».

- ويكفي الإخوان المسلمين شرفا أن يؤذوا في سبيل الله كما أوذي الأنبياء وعلى رأسهم نبينا عليه وعليهم الصلاة والسلام وكما أوذي الصحابة والتابعون «لتبلون في أموالكم وأنفسكم».

- إن الواجب الشرعي علينا جميعا أن نحذر من أعداء الإسلام من منظمات تنصيرية وأحزاب علمانية وجماعات عنصرية تسعى ليلا ونهارا لهدم الإسلام وتفريق صفوف المسلمين «إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون».

- الإخوان المسلمون ليسوا معصومين بل هم جماعة بشرية لها إيجابياتها وسلبياتها ولها إنجازاتها وإخفاقاتها ويؤخذ منها ويرد، ولكنهم من أمثل وأحسن من يدعو إلى الإسلام ويسعى لتحكيمه في وسطية واعتدال دون إفراط ولا تفريط.

- الإخوان المسلمون لا يمكن استبعادهم ولا تهميشهم ولا إقصاؤهم لأنهم من قضاء الله وقدره ،ولأنهم من صميم الشعب دينا وهوية، وأي محاربة لهم سلبياتها كثيرة وأصحابها مهزومون بقوة الله وعونه "إن الله يدافع عن الذين آمنوا"، " وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين"، " وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا"، " والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"

"وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ".

19. مايو 2016 - 21:51

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا