شكلت دعوة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز خلال خطاب النعمة للشباب لأخذ مكانتهم اللائقة في بلدنا ،الذي تعتبر فئة الشباب فيه تزيد على ال 65 في المائة،شكلت تلك الدعوة إذن بعثا لروح الأمل في هذه الفئة التي همشت كثيرا ،وما المعاناة الكثيرة التي يعاني منها المجتمع إلا تمظهرا
من تمظهرات عدم إشراك تلك الطاقات الشبابية الفاعلة ،وهي طاقات إن مكنت من الأسباب الكفيلة بمساهمتها في البناء الوطني ،سيكون أثر ذلك كبيرا وإيجابيا على فئة الشباب نفسها وعلى المجتمع برمته،وهو الأمر الذي انتبهت له قيادتنا الوطنية،فتلاحقت خطوات مهمة في هذا الصدد أذكر منها ،إنشاء المجلس الأعلى للشباب الذي تمخض عن اللقاء الذي دار بين الشباب و رئيس الجمهورية ،والذي أعلن الرئيس بعد تقديم الشباب لمختلف المطالب والمقترحات التي يرونها تساهم في ترقية الشباب وتقدم البلاد،عن إنشاء هذا المجلس الهام ،والذي يعد هيئة استشارية في مختلف السياسات الوطنية الموجهة للشباب،هذا علاوة على المكانة التي يحظى بها الشباب في الحكومة الحالية بمختلف قطاعاتها.
وهي خطوات ستتعزز باستجابة الشباب للضرورة الملحة لتجديد الطبقة السياسية في البلد وأخذ مكانتهم الطبيعية في المشهد السياسي الوطني ،باعتبارهم الأكثر فهما لمشكلات وتحديات مجتمعهم والأقدر على تصور حلول ملموسة لها،وهو أمر على مختلف التشكيلات السياسية التي ستشارك في الحوار الوطني المرتقب ،أن تستوعبه وتحدد نسبة معتبرة من المقاعد الانتخابية للشباب،وترقى بفهم الأدوار الحقيقية للشباب،فلا تقدم ولا تطور بدون ذلك.
ونظرة بسيطة لواقع المجتمعات يؤكد حاجتنا العميقة لاستغلال الطاقات الشبابية استغلالا أمثل واستثمارها فيما ينفع الناس ويمكث في الأرض،وذلك من أجل تأمين المجتمع من هجرة طاقاته الخلاقة وتأمينها كذلك من الاستغلال من طرف جماعات الإرهاب وعصابات الجريمة التي باتت تستغل معاناة الشباب ،وتجندهم في أعمالها التخريبية،وهي حقيقة على المجتمع أن يدركها كما أكد على ذلك رئيس الجمهورية في خطاب الثالث من مايو بمدينة النعمة.
إن على الشباب أيضا إدراك حاجة الوطن إليهم وإلى سعيهم لخدمته عن طريق خلق أحزاب سياسية فاعلة ومؤسسية كبديل حضاري أو مكمل لأدوار الأحزاب الموجودة،وكذا المساهمة بفعالية في منظمات المجتمع المدني والهيئات النقابية ،فكما يقول شوقي:
شباب قنع لاخير فيهم /وبورك في الشباب الطامحينا
لكنه طموح يجب أن يكون مربوطا بالحرص كل الحرص على تقدم المجتمع وتطوره ليأخذ مكانته اللائقة بين المجتمعات العربية والإفريقية والمجتمع الإنساني بصفة عامة.