كنت قلتها سابقا خلال الإطلالة الأولى أنى لم أشئ سوى أن أستقرأ واقعا طال أمده وحسبى أنى أستطرد أشياء تأخذ حيزها من الواقعية بجلاء .
عن الطبقة السياسية وتجديدها رأينا وسمعنا الكثير ' تعالت الاصوات حولها وامتلئت الحناجر بذكرها ..
والكل ينتظر لها وجودا عله يلمس شيئا من هذا النداء العابر في كل وقت وحين .
نعم تجديد طال انتظاره وأمل أضحى واقعا لم يعد نكرانه ممكنا . إذ أن طيفه بدي للكافة يلوح شيئا فشيئا .
هذه المعالم جعلتنا ندرك كم نحن بحاجة الى مثل هكذا تجديد لطبقتنا السياسية فيه ينفتح بعضنا على بعض وبه نسمو عن
تفاهات الأمور التى تفرق أكثر مما تجمع وتلهو بنا عن ما يمكن أن يحاك ضدنا ' وكفى بالآخرين من حولنا عبرة ومثالا بل
نموذجا قد يطالنا ان نحن لم ندرك خطر المشروع وشموليته ...
فنحن أمام تحد صعب لا يجوز فيه غير التكاتف سبيلا ' فالحاجة ماسة الى كل يد يكمن ان تساهم بشكل او آخر
ولا شك أن الفكر الجديد كفيل بتخطي المشاق وتذليل الصعاب ولا يمكن لهذ الفكر الوجود ، دون ترك حيز له
دون غيره ولن يتأتى ذالك الا بالتجديد والتجديد فقط ...
فحين نمعن النظر في طبقتنا السياسية معارضة وموالاة ' نلاحظ الحاجة للتجديد ' ونجد الضرورة ملحة لذالك .
فلا يمكن غيره طريقا لأي حل قادم مهما كان شكله او طبيعته .
حقيقة صاغتها دعوة النعمة التاريخية التي نادت بضرورة التجديد ولاحت بطيف ان هو كتب له البقاء ليغيرن من الواقع
اشياء قد لا تكون في الحسبان وستحمد عقباها .
دعوة علينا ادراك حقيقتها وبعد مداها وقيمة أهميتها فلئن كنا قد وعيناها حق وعيها وقرأنها حق قراءتها فهي تعنينا دون
غيرنا وليس لها سوانا ولن تتحقق دوننا .
فليت غيرنا يعى أنها خاصة بفئة دون أخرى وليست ضد أحد بقدر ماهي ضرورة أملتها ظروف استعصت مواجهتها
واضحت واقعا معاشا لا قبل لأحد به .
اليوم أصبح الشباب جزءا من الحكومة واعتلى مؤسسات سيادية كبرى لم يكن مظنونا انها خلقت له أو أنه سيسيرها يوما
من الايام وانشئ مجلس أعلى للشباب يعنى به وحده وعزز كل ذالك مع غيره بدعوة صريحة لم تعد حبرا على ورق ولا شعارا أجوف لا يبارح الحناجر ...
أيا شبابنا قد ملكتم نداء أحاطكم بسوار حماية لن تتكرر قبل ان تتحقق جليا تلكم الدعوة وتترا ئى كل معالمها جلية للعيان .
دعوة تقوى على النسيان تجعل من الواقعية مكانا وحصنا حصينا ليس من السهل اختراقه وكأن ثمارها قد أينعت
وحان قطافها قد لا يراها الكثيرون ممن لا يعنيهم الأمر في شيئ بل أحيانا يعتبرها حديثا عابرا قد لا يصلح كعمل واقعي
صغيرا كان أم كبيرا .
لكنها بين يدي شباب وعاها وأيقن أنها تعنيه دون غيره ، لاشك سيعمل انطلاقا من هذا المفهوم ويجعل منها دعوة شاملة
تتسع للكل . تبحث عن أي فكرة تنصهر مع غيرها فى بوتقة واحدة تثرى واقعيتها . وتجمع من لاتجمعهم إلا هم
اواطانهم ومحاولة البناء في ظل التغيير بافكار ورئي جديدة قابلة لتكامل البعض مع الكل .