تدل كل المؤشرات السياسية و الدبلوماسية و التنظيمية علي أن مؤتمر القمة العربي المرتقب سينعقد في الموعد المحدد له في العشر الأواخر من يوليو المقبل بنواكشوط و هي مناسبة للتذكير- و التذكير لا يزيد إلا إصرارا- بضرورة اغتنام فرصة القمة العربية لتملك و تبني الحكومة الموريتانية لاقتراح عملي
واقعي و قابل للتنفيذ بخصوص تفعيل العمل العربي الإفريقي المشترك.
ذك أن انعقاد مؤتمر القمة العربي علي أديم الدولة الموريتانية الإفريقية بامتياز تاريخيا و جغرافيا و مكونا عرقيا و فتحا إسلاميا و "تفاعلا صوفيا" و تبادلا تجاريا،...يبرر مبادرة بلادنا لمحاولة إعطاء دفع للتعاون بين العرب و القارة السمراء "مهد التاريخ" و"مستودع المستقبل" والذي لا زال دون سقف "الحد القابل للسكوت عنه" من تطلعات النخب و الشعوب العربية و الإفريقية.!!
فليس من المستساغ أن تحرص دول كبري علي تنظيم لقاءات سنوية منتظمة مع القارة الإفريقية مسبوقة بدراسات معمقة حول فرص التعاون و التبادل( قمة الولايات المتحدة و إفريقيا، فرنسا-إفريقيا،الصين-إفريقيا، االيابان-إفريقيا،تركيا-إفريقيا،...) في حين يرضي العرب عن مستوي من التفاعل مع " العملاق الأسمر" ينحصر في لقاءات غير منتظمة لا مسبوقة و لا ملحوقة بتوصيات أو قرارات تعاون فعلي مثمر.!!
وفي اعتقادي أن اللجان التحضيرية لمؤتمر القمة العربي المقبل يجدر بها أن تقدم إلي القادة العرب مقترحا عمليا واقعيا قابلا للتنفيذ العاجل يهدف إلي مأسسة العمل العربي-الإفريقي المشترك قد يكون من أبرز عناوينه:-
أولا: اقتراح حضور الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي لمراسيم افتتاح القمم العربية و كذا حضور الرئيس الدوري لمؤتمر القمة العربي لفعاليات افتتاح القمم الإفريقية تأكيدا علي الروابط الخاصة بين المجموعتين؛
ثانيا:الإعلان عن إلزامية عقد قمة عربية-إفريقية عادية كل ثلاث سنوات علي الأقل مع التوصية باستثمار السنوات الثلاثة الفاصلة بين اللقاءين من أجل التحضير الجيد حتي تكون القمة العربية الإفريقية قمة قرارات لا قمة مجاملات!!؛
ثالثا:التوصية بعقد اجتماع كل سنتين يضم الوزراء و المسؤولين المكلفين بالتجارة و الصناعة و الاقتصاد و الاستثمار بالبلدان العربية و الإفريقية سعيا إلي زيادة فرص التبادل و التكامل و الاندماج؛
رابعا:: التشديد علي ضرورة عقد اجتماع سنوي بين طاقمي لجنة الاتحاد الإفريقي و الأمانة العامة لجامعة العربية اضطلاعا بمهام متابعة تنفيذ قرارات القمم العربية- الإفريقية السابقة و كذا تحضير ملفات القمم اللاحقة؛
خامسا: إنشاء جهاز عربي-إفريقي مشترك ذو مهمة سياسية و إدارية خفيف العدد قليل التكلفة عَالِيِ الخبرة و التجربة يُعني باستكشاف و تطوير و استغلال فرص التكامل العربي الإفريقي و يكون مقره بنواكشوط.