متى يكف "المشوشون" عن استغباء الرئيس، والشعب ؟! / سعدبوه ولد الشيخ محمد

تصاعدت وتيرة حملة "التشويش" المتعمد في وجه الحكومة، والحزب الحاكم، والغريب في الأمر ليس الحملة في حد ذاتها، فمتى وجد الإنجاز يوجد من يشوش عليه، بل مكمن الغرابة في نقطتين:
الأولى: محاولة "المشوشين" استغباء" رئيس الجمهورية، والشعب،

وتصوير الرئيس ولد عبد العزيز كما لو كان شخصا قاصرا، وغبيا سياسيا، وجاهلا، ولا يعرف في من يضع ثقته، وبالتالي يحتاج لمن يوجهه، ويسفه خياراته، ويطعن في من يعينه وزيرا أول، أو عضوا في الحكومة، فحسب هؤلاء عندما يعين ولد عبد العزيز أشخاصا يغدقون عليهم الأموال، ويمنحونهم الامتيازات يكون رئيسا "حكيما" عاقلا، متبصرا، أما عندما يعين أشخاصا لا يلقون كبير اهتمام لمن يمدحهم، أو من يذمهم، فعندها يصبح الرئيس أبله، ولا يميز بين من يستحق التوزير، ومن لا يستحق، فيغدق "المشوشون" عليه نصائحهم التي لا تنتهي، وهي نصائخ بالمجان، وقديما قيل إن النصيحة لمن لا يطلبها تكون كلاما فارغا، والنصيحة إذا كانت في الملأ، وعبر صفحات المواقع  تنتقل من النصح، إلى الحسد، كما قال الشاعر الحكيم:
لو كان لومك نصحا كنت أقبله @ لكن لومك محمول على الحسد
فمن ينصحون ولد عبد العزيز عبر التشكيك في خياراته، وشتم حزبه، وحكومته، ودق الأسافين بين أغلبيته، وزرع العداوات بين أنصاره، هؤلاء ليسوا من الناصحين للرئيس، بل هم ألد أعدائه، وخلايا سرطانية يجب استئصالها.
الثانية: النقطة الثانية التي تثير الاستغراب، بقدر ما تثير الشفقة في حق هؤلاء "المشوشين" هي أنهم يزعمون باستمرار أنهم يدعمون الرئيس ولد عبد العزيز، في مفارقة لا يقبلها عقل، ولا يصدقها منطق، إلا إذا كان الأب يمكن أن يطلق النار على ابنه بدافع الشفقة عليه !!.
يبدو أن رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز لا يقرأ ما يكتب هؤلاء، أو إذا كان يقرؤه فهو غير مقتنع به، ومع ذلك لا يكف "المشوشون" عن ممارسة هوايتهم في شغل الرأي العام بخلافات، وصراعات، وحروب طاحنة يرون أنها هي الشغل الشاغل لأنصار الرئيس.
يتبع هؤلاء عدة أساليب، أحيانا يميلون لبث أخبار عن حرب بين الحكومة، والحزب الحاكم، وتارة يغيرون التكتيك، ويركزون على ضرب بعض قادة الحزب ببعض، أو ضرب بعض الحكومة ببعضها، في لعبة باتت مكشوفة، ولا تنطلي على أحد.

6. يونيو 2016 - 11:31

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا