للإصلاح كلمة تتعلق بحقيقة الإسلام بمناسبة شهـر رمـضان المـبـارك / محمدو بن البار

كلمة الإصلاح هذه المرة ارتأت (طلبا للثواب) أن تتوجه بهذه الكلمة عن حقيقة الإسلام إلى الشعب الموريتاني المسلم كله ، وذلك لتتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك .
فمن المعلوم أن الإسلام تعنى الدين المقبول عند الله الآن كما جاء في الآية الكريمة ((إن الدين عند الله الإسلام )) بتعريف الجزءين القاضي بحصر الدين المقبول عند الله في الإسلام.

ومعلوم كذلك أن الإيمان والإسلام لا يتفرق معناهما إلا إذا ذكرا في خطاب واحد كما في حديث جبريل عليه السلام ، أما إن ذكر واحد منهما بمفرده فإنه ينوب عن الآخر، فالإسلام هو المفصل في حديث جبريل المشار إليه أعلاه .
أما الإيمان بالله وحده فبعد رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فلا يقبل الإيمان إلا ومعه التصديق برسالة النبي صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى عن إيمان النصارى المرضى عنده : (( ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستـكبرون وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع من ما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين))إلى قوله تعالى( فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار )) إلى آخر الآية أي آمنا بما أنزل على الرسول وهو جميع ما جاء في هذا القرآن .
فعلينا إذن أن نـتوجه إلى المسلمين الموريتانيين لنلفت نظرهم إلى العمل بما أنزل على هذا الرسول بأفكارهم وأقوالهم وأفعالهم ليستحقوا بذلك الاثابة عليه من الله يقول تعالى: (( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فـقـد فـاز )) .
وما أنزل على الرسول هو هذا القرآن الذي بين أيدينا نـتـلوه آناء الليل وأطراف النهار ومنه ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم طبقا لقوله تعالى(( وأنزلنا إليك الذكر لتـبــيــن للــناس ما نـزل إليهم )) ، وأول الإيمان بما أنزل إلى الرسول هو أن يقف كل شخص بعـد بلوغه مع نفسه خاصة ليتأمل في هذا القرآن ليتيقن أن كل ما جاء في هذا القرآن هو حق وواقع لا محالة ، قال تعالى : (( أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى )) .
فكما أنـنا شاهدنا أن ما أنزل في هذا القرآن من ما يتـعلق بالدنيا ولا قدرة للإنسان على خلقه شاهدناه بأعيـنـنا فكذلك ما أخبر عنه أنه سيقع في الآخرة فهو واقع  لا محالة طبقا لما جاء في القرآن .
ولصعوبة إقناع الإنسان بأي شيء قـبـل أن يراه فقد أكد القرآن ما سيقع في الآخرة بأدوات التوكيد عند العرب الذين أنزل هذا القرآن بلغـتهم فتارة بإن واللام (( إنـما توعـدون لواقـع )) وتارة يـرفع ذلك التوكيد إلى القـسم يقول تعالى (( فورب السماء والأرض أنه لحق مثـل ما أنكم تـنطقون )) ((ويستـنـبـئونك أحق هـو قـل إي وربي إنه لحق و ما أنـتم بمعجزين )) .
فـعـندما يقرأ الإنسان تطور خلق الجنين في بطن أمه ويسمع في آخر الآية (( ثم كسونا العظام لحما)) إلى قوله تعالى(( ثم إنـكم بعـد ذلك لميتـون ثم إنـكم يوم  القيامة تبعـثون)) فكما أنه تـيـقـن تطور خلق الإنسان فعليه أن يتـيـقـن أنه سيـبـعـث ويتـيـقـن كذلك ما سيقع بعـد البعـث من ما جاء في القرآن في قوله تعالى : (( يومـئـذ تعـرضون لا تخفى منـكم خافية ...)) الخ الآية .
أمـا تطور الحياة بعـد الخلق في الدنيا فـقـد شاهـدنا اجباريتها على كره من الإنسان وعموميتها عليه يقول تعالى (( الله الذي خـلقـكم من ضعف ثم جعـل بعد ضعف قوة ثم جعـل من بعد قوة ضعفا وشيـبة)) فهل شاهدتم هذا كما أنزل فسـتـشاهدون قوله تعالى (( وترى كل أمة جاثـية كل أمـة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنـتـم تعملون هذا كتابـنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستـنسخ ما كنـتم تعـملون )) الخ الآية .
هذا الشكـل من اليقيـن وهو أن كل ما جاء في القرآن من سورة الفاتحة إلى سورة الناس وما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم هو حق وواقع لا محالة لا مبدل لكلمات الله ذلك الدين القيم ، هذا اليـقـين هو الذي لا يخـلد صاحبه في النار إذا لم يلبسه الإنسان بظلم وهو أيضا معرفة الله حق المعرفة التي لا يتدخل فيها الشيطان وهو الذي يتعـلق بعـنـق كل إنسان.
ولاشك أن الشيطان سيحاول مع كـل إنسان أن يلبـسه ظلما مع هذا اليـقـين كما أخبر عنه تعالى بقوله (( ثم لآ تيـنهم من بـين أيديهم ومن خلفهم وعن إيمانهم وعن شمائـلهم ولا تجـد أكثرهم شاكرين)) .
ومن ما يؤسف له ويجب أن نفـزع منه نحن الموريتانيـين على آخرتـنا أنـنا كنا من أحفظ الناس لألفاظ القرآن ولكنـنا كـنا أبعـد الناس تـفكيرا عن البحث عن النجاة به في تطبيقه كما أنـزل .
فعـندما كنا في البوادي رحلا ابتـلانا الله بعادات وتـقاليد وبـيـئـة جعلـنا تطبـيقها مكان الآيات القرآنية التي نحفظها،وقسمنا بسبـبها المجتمع إلى فـئات زعمنا أنها لا تصلح للآخرة كلها ،أو أنها غير مخاطبة بها فـئـة عليها أن تـتـعلم الدين حتى تعرفه وفـئات أخرى ليس عليها ذلك حتى أنها عليها أن لا ترفع الآذان الذي فيه الشهادتان وغير مطلوب منها الحضور للجماعة إلى آخر ما نعـرف جميعا ومنه كارثـة الاسترقاق غـير الشرعي مع أننا لم نـرعه حق رعايته الشرعية ، ونحن مع هذا كـله نـقرأ قوله تعالى: (( يأيـها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعـبدوا ربكم وافعـلوا الخير لعلكم تـفلحون )) إلى قوله تعالى : (( مـلة أبيكم إبراهيم هو سمـاكم المسلمين من قـبـل )) إلى آخر الآية ،
فعـندما يقـرأ المسلم القرآن فسيجد كل خطاب موجه للمؤمنين هو خطاب عمومي في الدنيا ووعـده وعـيده عمومـيان في الآخـرة .
فـلم يتـنـبهوا إلى أن كل هذه الفـئات متساوون في احتـياجاتهم إلى الأكل والمشرب والملبس والمسكـن فكما أنهم متساوون في الاحتياج له في الدنيا فهم متساوون له في الاحتياج له في الآخرة، وهو الموعود به في الآخرة يقول تعالى لـكل من استـحـقه في الآخرة(( كـلوا واشربوا هنيـئا بما أسلفـتـم في الأيام الخالية )) ويقول (( مـثـل الجنة التي وعـد المتـقون فيها أنهار من ماء غـير آس وأنهار من لبن لم يتـغـير طعمه )) إلى آخر الآية .
والمصيـبة الكبرى أن الجميع سواء من حفظ القرآن وتعلم الدين وسواء من استكفى بسلوك العادات والتـقاليد والبـيـئة التي وجدها أمامه ، فقد كونوا جميعا عقيدة يزعمون أنها دينـية تـتعايش مع حفظ القرآن وأداء العبادة المنصوص عليها في القرآن والسنة ، إلا أن خطورة تـلك العقيدة أنها تـتـعلق بإشراكهم بصفات الله المبـين في القرآن أنها خصوصية له جل جلاله إشراكهم فيها للبشـر معه تعالى الله عن ذلك عـلوا كبـيرا.
فالقرآن يوضح ويكرر في آياته أنه لا يتصف بها إلا هـوـ ومن هذه الصفات أنه هو الذي يعلم السر والنجوى يقول تعالى (( وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون )) ومنها إجابة المضطر يقول تعالى (( أمن يجـيـب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء )) ويختم الآية بقوله (( أءله مع الله )) .
ومنها أنه لا تـنـفع الشفاعة عنده إلا من بعـد إذنه أي بعـد رضاه عن الشافع والمشفع فيه يقول تعالى (( وأنـذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع )) ويـقول : (( يوم لا تـنـفع الشفاعة عـنده إلا من أذن له )) وأعظم تـلك الكوارث العقائدية في الآخرة نداء مخلوق لمخلوق مثـله لشيء لا يستطيع الإغاثة فيه إلا رب العزة ، هذه الكارثية العقائدية الأخروية عمت بها البلوى في بلادنا مع كثرة قراءتنا للقرآن إلا أنـنا عندما نمر على مكان النهي عنها في القرآن  يخنس الشيطان على قـلوبنا عن التدبر فيها حتى لا نفقه معنى الآية وما تدل عليه ليهـلكنا بذلك .
ولذا فإن الله أخـبر هذا الداعي أن المدعو حتى ولو كان صالحا فإنه لا يكشف عنه الضر لا في الدنيا ولا في الآخرة لأن المدعو نفسه يدعو ربه ويرجو رحمته ويخاف عذابه قال تعالى (( قـل أدعو الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا ، أولئك الذين يدعون يبتـغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه )) الخ الآية .
فنحن نـقرأ دائما في القرآن (( اليوم أكملت لكم دينكم )) وهذه الآية نزلت مع حجة الوداع ومعناهـا اليوم انقطع عـنـكم الوحي من السماء وانـقـطع عـنكم كلام النبي صلى الله عليه وسلم في الأرض وكل هذا الانـقطاع يعنى انـقطاع خبـر الغيب والعقيدة، وما سيقع في الآخرة هو الذي أكملته لكم اليوم ، أما خـبـر حياتكم في الدنيا فثوابتها في المعاملة فيما بيـنكم أكملته لكم أيضا كما قال تعالى (( وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا ، والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين ))   .
أما ما سيطرأ لكم في تطور حياتكم الدنيا فتركت لكم اجتهاداتكم فيه المبـنـية على تـلك النصوص وسنحاسبـكم حسب مصلحتها من عدمها كما قال تعالى((والله يعلم المفسد من المصلح )) إلا ما اضطررتم إليه ، إلا من أكره وقـلبه مطمئن بالإيمان إلى تـلك القواعد  العامة المبثوثة في القرآن للعمل بها في محلها عـند الحاجة المطابقة للشرع .
والآن نعود إلى أخطر تـلك العقائد التي ورثناها من عـاداتـنا وبـيـئـتـنا البدوية لنـبـين منها أمثـلة توضح خطورتـها ألا وهي النداء لغير الله فيما لا ينـفع فيه إلا هو مع أنه وضح أنه قريب يجيـب الداعي إذا دعاه ومثـل مثالا عجيـبا لذلك بقوله تعالى : (( ولقـد نادانا نوح فلنعم المجيـبون )) وبـين كيفية الإجابة بسرعة على لغة العرب يقول تعالى ((فـدعا ربه أني مغلوب فانـتـصر ففتحتـنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا فالتـقى الماء على أمر قـد قـدر )) .
فهذا النداء يعـبر عنه بأنه تارة يكون من دون الله وتارة يقول أنه مع الله والله يقول ((أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي وهو يحي الموتى وهو الله على كـل شيء قـديـر)) ، فهنا أبرز القرآن ضميره المنـفصل ثلاث مرات في آية واحدة والضمير المنـفصل يؤذن  بالاختصاص .
وقد أكـثـر القرآن من التهكم من عقيدة أمثال هؤلاء وتـنوعت عـباراته في هذا التهكم يقول تعالى(( والذين تدعـون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينـبـئـك مثـل خـبـيـر )) ويقول تعالى زيادة في التهـكم: (( والذين يدعون من دون الله لا يستجـيـبون لهم شيء إلا كباسـط كفيه إلى الماء ليـبـلغ فاه وما هو بـبالغه )) أي كمن كاد أن يقـتـله العطش ومع ذلك يقول للماء تعال إلي فمي لنشرب منك فعـدم حركة الماء عن مكانه ليغيـث العطشان مثـل عجـز الإنسان المدعو بشيء ليس في مقـدوره ، فـهذا النوع من العقائـد التي ورثـناها عن تـقاليدنا وعـاداتـنا وبـيـئـتـنا فعـلينا عـندما نقرأ القرآن في هذا رمضان أن نـتـفطن لعباراتها وعلاقـتـها مع العقيدة هل تصـلح أن يموت الإنسان وهو حامل لها ؟ أم يجب عليه أن يتـوب منها كما قال تعالى عن خصوصيته أيضا ((وهو الذي يقـبل التوبة عن عـباده ويعـفوا عن السيـئات  ويعـلم ما تـفـعـلون)) .
ومن هذه الكوارث كذلك أن الموريتانـيـين اتبعـوا هذه العـقيدة بتصرف آخر يخـتـلف تماما عن أوامر الله في شأنه ألا وهو إعطاء المال لمن لا  يستحقه رجاء ثوابه في الآخرة .
فالله يعـين صفة الفـقر والمسكنة المعروف معناهما عـند أهل اللغة ومع ذلك يضرب مثـلا للمؤمنين خاصة للحذر منه يقول تعالى(( يأيها الذين آمنوا إن كثـيـرا من الأحبار والرهبان لياكلون أموال الناس بالباطـل ويصدون عن سبـيـل الله )) الخ الآية والمعروف أن الأحبار هم القادة الديـنـيـون لليهود والرهبان هم القادة الدينيون للنصارى والله يحذر المؤمنين من إعطائهم المال بدل إعطائه لمن وصفهم الله بلام الملك لهذا المال (( إنما الصدقات للفقراء والمساكين )) الخ الآية ويقول(( وما تـنـفـقوا إلا ابتـغاء وجه الله وما تـنفقوا من خير يوف إليكم وأنـتم لا تـظلمون للفقراء الذين أحصروا في سبـيـل الله )) الخ الآية .
ومن المؤسف أنـنا نـشاهد الكثـير من الأغـنـياء وحتى الفقراء يهرعون لإنفاق أموالهم على من لا يستحقها فالأولياء والصالحون يقول الله إنهم لا خوف عليهم ولا يحزنون بدون ذكـر صرف الأموال لهم .
وأريد هنا أن نعلن إلى كل من ليست هذه عـقيدته أو لاحظ على كلمة الإصلاح هذه أن لا يتوجه إلى الرمية ويتـرك الرامي فالرامي هنا هو القرآن والرمية هي كلمة الإصلاح فليتوجهوا إلى القرآن ويـبحثوا عن المعاني اللغوية لما في القرآن من الصفات الخصوصية لله عـز وجـل فإذا كانت عـقيدتـنا الـتـقـليدية التي كنا نعايشـها مع قراءة القرآن بدون أن يعود إليـنا واحد من ماتوا ليصحح لنا هذه العقيدة و ينهانا عنها فعـلينا جميعا أن نعمل من الآن فصاعدا طبعا لما نصل إليه من المعاني لألفاظ تـلك العقيدة المطابقة للألفاظ العربـية ومعناها في القرآن ، فمثلا ياء النداء التي نـنادي بها الله هي نفس ياء النداء التي نـنادي بها غيره من البشر وعـند ما نحصل على نـتيجة هذا البحث اللغوي والمعنوي نـنـشره لينـتـفع به من تلك عقيدته ومن لا يعـتـقد ذلك .
وأظن أن صاحب هذا البحث بعد نـشره سيقول بعـد ذلك ما قاله إبراهيم عليه السلام وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينـزل به عليكم سلطانا فأي الفريـقين أحق بالأمن إن كـنـتم مؤمنين )) الخ الآية
ومن هـنا نــنـتـقـل من عقائـدنا البدوية إلى عـقائـدنا الحضرية التي تـلـقيناها بدون عـرضها على السلوك الإسلامي في القرآن ألا وهي الديمقراطية وما أفرزت من مصطلحات الموالاة والمعارضة وحرية التعبـير الخ ولكن حق علينا فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم : ستـتـبعون سنن الذين من قبـلكم شبرا بشبر وباعا بـباعا الخ الحديث .
فمعلوم عـند المسلم أن قوله تعالى(( وما تـكون في شأن وما تـتـلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كـنا عليكم شهود إذ تـفيضون فيه وما يعزب عن ربك مثـقال ذرة الخ الآية هو عام يجري حكمه على كل نفس تـتـنـفس ومنها طبعا الموالاة والمعارضة .
فمن أعـتـقد أن أئمة المساجد وخدام البيوت ومدراء المخابرات في الطيران العسكري عـملهم جميعا غير مراقب من الله على حـد سواء وسيحاسبون عليه طبقا لتـلك المراقبة فهو يفـكر خارج الإسلام لأن قول الله (( إن كل نفس لما عليها حافظ )) وقوله(( وإن عليكم لحافظين كراما كاتـبـين يعلمون ما تفعلون )) يتـناول هؤلاء جميعا على حـد سواء .
فالموالاة في الديمقراطية لا تـعـنى الطاعة المطلوبة لحاكم المسلمين ولكن تعـنى الطاعة العمياء بل ربما تـعـنى كما هو مشاهد (( فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون)) وكذلك المعارضة لا يراد بها النصيحة للحاكم المسلم بل المراد منها كما هو مشاهد ((وإن كادوا ليستـفزونك من الأرض ليخرجوك منها)) .
ومن المؤسف أن كلا من الموالاة والمعارضة عندما يخوضون في أقوالهم وأفعالهم هذه لا يسندونها إلى الإسلام ولا يشـم المستمع لها تـلك الرائحة الطيـبـة التي تصدر من عمل المسلم مع أخيه المسلم ، فعلى المسلم أن يتصور نفسه وهو حي في الموالاة والمعارضة ويتصور نفسه وهو ميت بعد كل هذا أي عمل أمره القرآن أن يعمل به وهو حي ليموت وهو متـلبس به  لينـتــفع به وهو ميت بعد ذلك ، فعلى المسلم من كل الطرفين أن لا يـكثـر من قراءة القرآن في هذا الشهر المبارك وقـلبه يتعايش مع القرآن بفـكره الديمقراطي ولا يتعايش مع القرآن بأوامره للإنسان في القرآن فهو هنا يمثـل عمـل الأعمى الذي يحفر في مكان ويـتـفـل في مكان ويحثوا التراب في مكان آخر فكذلك على المسلم أن لا يكـثر من قراءة القرآن والنوافـل ويسلك مع ذلك سلوكا لا يجتمع مع الصراط المسـتـقيم صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصيـر الأمور .   

10. يونيو 2016 - 12:12

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا