تجرى مياه كثيرة عبر مسارات تحضير القمة العربية المتوقع لها أن تعقد بانواكشوط مطلع الأسبوع الأخير من شهر يوليو 2016.
فموريتانيا أطلقت تحضيراتها الداخلية المتعلقة بترتيبات الاستضافة وأوكلت متابعتها حسب مصادر متابعة للدكتور مولاي ولد محمد الأغظف المشهود له بالجدية والكفاءة والقرب
من مركز القرار الموريتاني ، وباشرت حملتها الدبلوماسية التحضيرية للقمة وهي حملة حققت رغم أنها ما تزال في مراحلها المبكرة نتائج إيجابية تنبئ عن التئام قمة تاريخية بدأت ملامح مدخلاتها ومخرجاتها تتحدد ، والأمين العام للجامعة تنتظر زيارته لنواكشوط.
ومن يتتبع الاعلام العربي هذه الأيام يجد أصداء إيجابية تثمن استضافة موريتانيا للقمة وتتوقع تجاوز الاكراهات المرحلية وعقد القمة بمشاركة أكبر عدد من القادة العرب وبحضور ممثلين لأهم المنظمات الدولية الفاعلة.
في هذا الاتجاه صبت معالجات الصحافة المصرية الرسمية وشبه الرسمية ، وعكس الاعلام السعودي مباركة ومواكبة سعودية واضحة لدعم قمة انواكشوط ، ونفس النبرة تلاحظ لدى الاعلام الاماراتي والقطري والسوداني واللبناني في شقه السني والماروني.
ولا أخال دول المغرب العربي تتأخر كثيرا في دعم عقد قمة عربية بإحدى دول الاتحاد سيما إذا كانت موريتانيا التي تتمتع بعلاقات مغاربية متوازنة.
لكن هذا التجاوب الإيجابي العربي يضاعف مسؤولية الجانب الموريتاني الذي يتعين عليه أن يتحرك بسرعة معقلنة على مسارات عديدة.
فداخليا ما يزال هناك الكثير من التحضيرات والكثير من القضايا الأساسية التي لا تتحمل التأجيل ، وهنالك ضرورة ملحة لترميم الجبهة الداخلية وتحريك قاطراتها الموالية والمعارضة والمحايدة في مسارات تحضير القمة ، ولا أخال مشاركة الأطياف التعددية الموريتانية بحاجة إلي حوار سياسي لكي تطلق ، فالمعارضة يمكن أن تبادر ، والحزب الحاكم بإمكانه أن يطلق مبادرة تشاركية أو سع من قطب الموالاة لتحضير القمة ، ولن يكون صعبا على رجل بحنكة ودهاء سيدي محمد ولد محم إدراك ما للموضوع من أهمية سياسية حيوية تتسامى فوق التموقعات التقليدية العتيدة ، كما لن يكون صعبا على المعارضة الرافضة على وجه الخصوص أن تبادر وتخطو في هذا الاتجاه فإنجاح القمة نجاح لموريتانيا وبالتالي نجاح للجميع ، والقمة فرصة نادرة لتجاوز صورة نمطية عانت منها البلاد وعانى منها الموريتانيون لفترات طويلة ، وتجاوز هذه الصورة وبناء أخرى جاذبة يفيدنا جميعا داخليا وخارجيا ويعيد الأمور إلي نصاب المصالحة مع الذات ومع الحقائق العميقة لكل الموريتانيين.
فالمطلوب هو إسناد داخلي إجماعي قوي لمجهود ديبلوماسي خارجي تحضيري تقوم به الديبلوماسية الموريتانية التي يتعين عليها أن تخرج من بياتها الروتيني وتبين عن نواياها وتعيد ترتيب أو لوياتها وتحدد أهدافها وتنزلها في منتج ديبلوماسي إعلامي قابل للتسويق داخليا وخارجيا.
أما نحن جمهور الأغلية الصامتة فمن واجبنا أن نرفض الإقصاء والتهميش في قضية حيوية تمس الكرامة الوطنية وعلينا أن نعمل للقمة العربية من مواقعنا ودون انتظار كما لو كانت تعقد غدا ، فالأمر أهم وأجل من أن يترك للجان روتينية يسفه بعضها بعضا.