لا يخالج المنصف فى هذا البلد أدنى شك أن التغيير السياسى ، أو التجديد كما يحلو للبعض ' قد بدأ فعلا دون مراء ، يأخذ
حيزه من الواقعية بشكل لافت ، مما جعلنى أستقرئ هذا الواقع الذى طال أمده بكل تجرد ' وأنا أسلك نهج اﻹنصاف سبيلا وطريقا ...
كيف لا نلمس التجديد ونحن نرى بأم العين أشياء مكتسبات صنعت فقط لفئة الشباب ، وهم وحدهم اﻷجدى بصيانتها دون غيرهم ' فإن هم رعوها حق رعايتها ' كان للتغير المنشود معنى وللتجديد الحاصل قيمة ، وإن هم ضيعوها وتركو زمام أمر قيادتهم لغيرهم من سارقى أحلام الشباب وبايعى آمالهم ، فقل على منتسبى هذه الفئة
السلام ، فرأس النظام في البلاد فعل كل ما بوسعه ، فقدم انجازات ملموسة لصالح شريحة الشباب .
وأسلم القوس لباريها ،
فأنشأ مجلسا أعلى للشباب يعنى بقضاياهم وهمومهم .
وفتح الباب واسعا أمام كل الراغبيين فى العمل السياسى ' فرخصت اعداد من اﻷحزاب الشبابية أو من تدعى ذالك
واصبحت الكرة فى مرماهم ، عل وعسى أن يجدو ذواتهم فى مهنة السياسة ، فكان ما كان من تفرقة واشتباك مصالح '
العمل الشبابي البحت منها براء.
ووضع استراتيجية محكمة للقضاء على البطالة . فأنشأ صناديق لتمويل مشاريع لذوى الدخل المحدود
ووظف الشباب بالطرق المباشرة عن طريق مسابقات نزيهة ؛ وفى مختلف المؤسسات العمومية ' المدنية والعسكرية
ودعم التكوين المهنى بكل صوره ؛ ليجد الشباب طريقه لولوج سوق العمل .
وادخل الشباب في العمل الحكومى كأعضاء ؛ لأول مرة فى تاريخ الجمهورية ؛ ليتيح الفرصة أمامهم لتسيير المال
واﻷشخاص.
ولم يتوقف عند ذالك ' بل عين شبابا على رأس مؤسسات عمومية كبرى لم يكن مظنونا أنها خلقت لهم أو أنهم قادرون على
تسييرها يوما ، أيضا ليتيح الفرصة أمامهم.
وسير مشاريع ضخمة للمساهمة فى تقويض شبح البطالة ( صندوق الإيداع والتنمية ... وكالة تشغيل الشباب إلخ)
وهاهو اليوم يلزم كل المؤسسات الخارجية المستثمرة فى البلد يلزمها بجعل اﻷولوية للمواطن الموريتانى فى التشغيل داخل
هذه المؤسسات .
فما ذا بعد هذا ؟؟
لا يمكن لمن يتصف بخلق اﻹنصاف إلا أن يقول أن التجديد بدأ فعلا ، ولم يعد بمقدور المشككين أن ينالو من هذا الواقع
مهما حاولو؛
فرجاء يامن لا يعنيهم أمر التجديد فى شيئ ، رجاء صححو أخطاءكم ' ولا تعبثو بمصير شباب أمتكم ؛ فقد حصل بعد
عناء على شيئ إن ترك له ليكفينه ويزيد.
فتعالو بنا إلى كلمة سواء تجعل من شبابنا كما يريد له رئيس البلاد ، فهو من ءامن بفتية قومه وجعل لهم حظا من اسمه
وكفى بالعمل خير دليل ' فاعتبرو ياأولى اﻷلباب ، وتبينو !!! من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ....