ا لبدء :
لم اعد اهتم بأعداد القراء –علم الجميع انهم قليل لعلة ليست الأمية وإنما تأثير المادة التي اصبحت قبلة الكل علي حساب مادة : درس .
هذه الظاهرة المقيتة عمت بها البلوى ويكال منها للأمة بنصيب يزيد ضرره و ينقص تبعا للمخزون الثقافي المحسوب علي سلم أعداد الأكاديميين :خريجي جامعات او محاظر .
البعض لا يولي هذا الضرر حق قدره منطلقا من أن المصاب العام تقل وطأته ولئن كان ذلك يصلح لعديد المعضلات فان سحبه علي ظاهرة العزوف عن التعلم وازدراء أهله خطير جدا:انه يعني بقاء أمور المجموعة علي ما كانت عليه بل وحراكها الي الوراء ,لا أقصد هنا الوراء المقابل ل:أمام بل الوراء الموصل للدونية والتخلف وربما الانقراض .
الأمة محاربة في وجودها وعليها الاسراع في اتخاذ قرار, أتكافح من أجل البقاء أو تستعد للدخول في مادة التاريخ التي تدرس في المدارس .
سيقول البعض ان هذا التصور غائص في التشاؤم وأنه انطلاقا من:الذي يلد لا يموت ,لا تموت الأمم .
لكن ليعلم أن الأمة تموت –بتاء مضمومة وواو مشددة, يكون لها ذلك بسبب ذاتي أو خارجي ثم بالاثنين معا ولا عمل ينجي سوي التخطيط. العلمي .
عودة الي موضوع القمة :
لم يكن قد خطر ببال أحد ان قمة عربية تلتئم بموريتانيا للأسباب:بني تحتية –امن –الخ...
وقد دأب الأشقاء علي مغازلتنا تبني هذا التوجه أو ذاك بعد أن تكون الأطراف قد تحددت ودخلت في حملة جمع الأصوات كأن قدرنا أن نتبع لا أن نتخذ المبادرة .
نعلم أن القضايا الملحة عند العرب اليوم تنوء بالعصبة وبالأمم المتحدة وأنه اذا لم يتم التدارك من الآن فسيفوت الأوان ان لم يكن قد فات بالفعل .
ثم انه من الأهمية بمكان التفطن الي آليات تعصم من التفرق وذلك لتجنب الوحل الذي تعانيه أوروبا بسبب ما أسموه الانسحاب الطوعي .
ان العالم بدأ يتشكل من جديد وعلي كل أمة تريد النجاة أن تخطط مستقبلها من الآن والا فالقادم لا يمكن التنبؤ به :قد تتشكل المجموعات مستقبلا علي اساس المصلحة لا اللغة ولا القومية .هذا البعد جدير بالاعتبار وبسرعة التدير.
الأقطار اثنان : نوع يطمح الي تولي الزعامة فهو يجمع أصوات هؤلاء وأولئك لتكون له الكلمة الفصل في البيان الختامي و آخر يتبنى موقفا مراعاة لمصالحه ..
وللأسف غاب عن هؤلاء أنهم انما يقتلون أنفسهم ويفرقون شملهم -وان شئت قلت : يفرقون شملهم ويقتلون أنفسهم-ذاك ما يقتضيه التسلسل - كل ذلك يتم و جامعتهم تشكو عديد الأوجاع .
هذا الواقع من الطبيعي ان يولد صورة سيئة عن بلداننا سيحتاج محوها عديد السنين و المعجزات .
اقرارقرارالقمة:
انبه الي ورود كلمتين-اقرار –قرار –فرغم الاتحاد في الحروف والدلالة فقد أعملت الأولى في الثانية وكان باستطاعتي الاقتصاد في المداد لكني لما علمت أنني قد لا أقرأ-بضم الحرف الأول- عرفت أن لا ضير في عدم التفطن الي التراكيب مع ملاحظة أن تجاور تلك الكلمتين لم يكن علي حساب أي منهما فالأولي من الفك السفلي و أعلي الحلق مع حبس النفس الي الشفتين من دون تماس و الأخري تكاد تماثلها بقليل من الاختلاف .
قد لا أكون وفقت في تحديد المخارج فعادة أبنيه علي تتبع نطقي دون اللجوء الي مسودات مخارج وصفات الحروف ...
ان لغتنا لغنية – تعمدت زيادة التأكيد بإضافة ان الي الاسمية- - تتحد في الأصوات وتختلف في الدلالات صعبها جميل وحفيفها مفيد يشد بعضها بعضا ,تقتصد كثيرا من المعاني في القليل من اللفظ , تجوز-بكسر الواو المشددة حذف المفهوم اقتصادا في الوقت وتجنبا للتكرار : وسعت كتاب الله آيا ووعظا..., ,ان من تلك صفات لسانهم حري بهم أن يكونوا في المقدمة وأن يخططوا لمستقبل أجيالهم .
القمة التي سيذكر التاريخ :
الأعذار الواهية:ان اشتراط البني التحتية : فنادق وطرق سريعة ومطارات لا يصمد اذ لو كان ذلك كذلك لأبرمت الجامعة العربية ابروتوكولا مع باريس أو لندن ولعقدنا فيها القمم كافة وكذلك لكان المقر الاجتماعي في احدي العواصم الامريكية أو الأوروبية –ان كان المنشود حداثة البني التحتية فقط
صحيح ان الرئيس ولد عبد العزيز بمبادرته عدم التخلي عن انعقاد الجامعة عندنا قد حقق الكثير من المكاسب التي قد لا يكفي مكتوب واحد سرد جميع حيثياتها كما قد لا تلحظ نتائجها الا بعد فترة طويلة كما هو حال الظواهر الاجتماعية عموما.
ان المتتبع للأمور ليعلم ان ما تحقق من مقاربات امنية وترأس قمم كثيرة وحضور مكثف علي اصعدة شتي كل ذلك هيأ المناخ لتفهم قدرة بلدنا علي التنظيم والتطلع الي الريادة.
لا يماري حسود ولا حاقد في كون موريتانيا تحتل اليوم مكانة مرموقة بين الأمم وأنها تحظي باهتمام الجميع بالنظر الي ما يمكن أن تلعب من الأدوار في عالم لا تحصي مشكلاته ولا يعير الضعفاء أي اهتمام.
كل المعطيات تشفع لموريتانيا أن تحتضن مقر احد أجهزة الجامعة : جغرافيا طبيعية , بوابة ,سلامة اللغة الخ...
من ما ينبغي فعله تحضيرا للقمة :
من الموضوعي أن نعتبر:أغلبية ومعارضة ومن مختلف المشارب أن نجاح القمة مكسب لموريتانيا وان علي الجميع تأجيل الملاحظات لا لتدفن بل حتي نتجاوز الحدث ونوصل البلد بر الأمان –هذا يحسبه البعض وعرا وهو هين تماما ان تم التغلب علي النفوس.
-علي كل المنازل المواجهة أوالتي تباشر مكان الانعقاد أن تتزين علي حساب ملاكها أو بمساعدة المجموعة ممثلة في : البلدية أو المجموعة الحضرية أو أية جهة حكومية يعهد اليها بتوفير الظروف المناسبة للحدث .
-في اعتقادي أن كلفة تبليط و طلاء واجهة منزل من قئة 600م مربع وهو الشكل الشائع في تفرغ زينة زهيدة مقارنة بالحدث ثم لأنها مفيدة ونحن نستقبل فصل الخريف .
-كذلك لنحد من استخدام السيارات إلا ما كان ضروريا حتي نسمح بالانسيابية المطلوبة في اليومين أو الثلاثة , تخفيفا للزحمة التي تنشأ في الصباح وقبيل الظهيرة.
-وعلي قنواتنا الوطنية التفكير في حلقات هادفة تعرف بالبلد وبعده القومي وامتلاكه مقدرات هائلة ينبغي أن يماط اللثام عنها .
-وكذلك علي القيمين علي الشأن العام التزام أقصي المرونة في فرض النظام واعتماد الالانة والإرشاد بدل العتاب والعقاب كي لا تقع مشادات بشأن مرور أو أي تصرف يلفت الانتباه ويسبب التجمهر...
-تنظيم زيارات ميدانية لسواحلنا وللعاصمة الاقتصادية ومناطق الزراعة والصحاري والذهب والنحاس الخ...
انني علي علم تام بأن ما أقدم جد سطحي ويعلمه الجميع وأننا جميعا سنعمل الممكن في سبيل انجاح الملتقي المنتظر الذي عليه نبني الكثير من الآمال .
ومهما يكن من أمر وتقديرا للجهود التي تبذل والمشهودة فمن المهم لفت انتباه الجميع الي أن أي تقصير في تقديم الممكن لإخوتنا وضيوفنا لن يغفر مطلقا وحين ينتهي الاجتماع ويعود الجمع الي الديار فلن يكون التدارك ممكنا كما لن تنفع الندامة .
مع رجاء الخير للجميع...
الحلقة المقلبة :سيناريوهات القمة .