أتابع باهتمام ما آل إليه حال العائلات المرحلة من الساحة الخصوصية قرب مستشفى العيون ؛وأهتم كثيرا بالشرطي الذي رفع للعلاج إثر الرجم الجماعي العابث بوقار رمضان ومظلة السكينة وإنسانية رجل الأمن؛ وأصغي بشغف لمصير المعتقلين إثر الأحداث ومصائرهم.
وبالمقابل أعتب على العائلات في تراخيهم لعشرين سنة في تسكين أنفسهم؛ وعلى الدولة في ربط الإسكان باللحظات في فشل منكشف؛ وعلى الإعلام في تعجل التصوير والتقرير لحالة من الهشاشة عمت بها البلوى؛ دون أن يراعي حساسية الصورة والكلمة في عالم اليوم؛ و عتبي أشد على المدونين حين” يتببغوا“ عن حسن نية.
الربط بين البيظان وممارسة الرق فرية ؛ والنظر إلى الرئيس ولد عبد العزيز ونظام حكمه كمنتدى مسؤول عن ممارسة الرق زور؛ وأرى أن تكاثر النشطاء من الإخوة الزنوج في الحراك المناهض للعبودية البيظانية فقط عهر سياسي وكفر اجتماعي وبوار نضالي.
أروني اعتصاما واحدا في بابابي أو امباني أو قرى النبلاء في انتيكان وسيلبابي وكيهيدي؛ يقيمه ألئك الناشطون احتجاجا على العبودية التي يمارسها الموريتانيون الزنوج على الزنوج من عبيد زنوج سابقين أوحاليين؛ لايهم... أم أن مخلفات الإسترقاق في مجتمع البيظان أولى بالمحاربة من الإسترقاق نفسه في هذه المجتمعات؟
الرق مدان ومنكر ومستنكر والترسانة القانونية والمشاكسات السياسية لاتكفي لمعالجة ماتبقى منه أو من تأثيره. والشعب الموريتاني مطحون كله بالفقر والتهميش والجفاف وإفرازاتها؛ لا فرق بين حفيد سيد وحفيد عبد ؛ زنوجا وبيظانا.
لكن أن يظل سيرك المبشرين بغد أفضل من أبناء الوطن الواحد يتغنون بالسلمية ويقرصون في عباءة اللحمة والسكينة؛ ظانين ظن السوء بفئة دون أخرى وأنهم حملان وديعة فهم بذلك يضحكون على أنفسهم وذقوننا.
عبثا يحاول الكل النيل من وحدتنا حكومة ونشطاء ومانحين؛ لقد مارس أسلافنا العبودية جميعا؛ سودا وبيضا تماما كما مارسها كل العالم؛ وعلى الحكومة والنشطاء صقل القصاع وإنارة الأضواء وتوزيع الشموع والخيام والشوارع والدواء والتعليم والوظائف بإنصاف؛ وفتح فروع للمتشدقين بحقوق الإنسان من الغرب سودا وبيضا في أحياء الصفيح حنى يروا ببصائرهم لا بأبصارهم كيف كذبوا عليهم ؛ وكيف كذبوا علينا .
وعلى الدبلوماسية الموريتانية أن تعمل بشكل مكثف في أوروبا وإفريقيا وأمريكا حتى تساعدنا على الاغتسال من درن التشويه واستنبات الماضي السحيق لنيل مكسب معاصر دنيء أو أن يستقيل السفراء جماعيا.
موريتانيا التي نعرفها ليست مايتكلمون عنه بلغتهم الحادة وتراكيبهم المريضة؛ نريد أن نتعاطف معهم؛ ونريد أن نستفيد مما يكشفون من ظلعان مجتمعنا لكن ليعذرونا حين نختلف معهم بحرقة.