الحشرات كائنات حيوانية تتبع لشعبة مفصليات الأرجل ،وهي واسعة الانتشار ،حيث تشكل حوالي70% من الكائنات الحيوانية علي كوكبنا، للأسف الشديد لا توجد دراسة وافية لأنواع الحشرات في بلادنا ،إلا أن الثقافة الشعبية الوطنية تنسج قصصا وروايات تلعب الحشرات الدور الرئيسي فيها،
ومن تلك الحشرات نذكر:
الجمر القافز(الحشرات المضيئة) Lampyridae
تنسج قصص حول رؤية البعض ،لجمر يقفز في ظلام البرية الموحش ،وهو دليل عند الكثيرين علي رؤية الجن، إلا أن ذلك الجمر القافز لا يعدو كونه أنواعا حشرية تتبع عائلة Lampyridae ،والتي لها القدرة علي إصدار أضواء ذات طبيعة كيميائية تعود لتشكل مركب ،Oxyluciferen و يساعد الضوء علي جذب الشريك للتزاوج أو رؤية الفرائس أو جذبها أو إخافة الأعداء.
دودة راس لغنم (دودة الجيوب الأنفية) oestrus ovis
يصاب العديد من الناس بالاشمئزاز عند رؤية ديدان في وجباتهم و التي يدخل رأس الماشية في مكوناتها، ويعود ذلك للطور اليرقي لنوع من الذباب oestrus ovis اكبر قليلا من الذبابة العادية، والذي تبيض أنثاه في النسيج المخاطي للأنف وعند فقس البيوض تهاجر اليرقات إلي الجيوب الأنفية لتكمل دورة حياتها ،لتخرج و تتحول إلي ذبابة ،هذا طبعا إن لم تطبخ مع رأس حيوان من قبل شخص غافل.
القمل Pediculus humanus
طفيلي شائع أزعج أجدادنا وسبب لهم أمراضا عديدة ،حيث لم يسلم من أذاه في الماضي أحد ،ويعود انتشاره لقلة النظافة الشخصية ،فالماء نادر في الصحراء، وقد كانت النساء تتقن إزالة القمل ،فالحكة الشديدة لا يزيل ألمها سوي الاستمتاع بصوت انفجار القمل بين أظافر متطوعة محنكة ، ويتندر البعض بان كثرة القمل تحرك الثياب من مكانها ،وقد عزل عالم الطبيعيات الفرنسي Thédore Monod خمسة أنواع من القمل علي ساكنة نواذيبو سنة 1923.
هنكمة ادلجان (خنفساء البقول) Callosobruchus maculatus
خنفساء البقول حشرة تبيض أنثاها في قرون اللوبيا الخضراء ،وعند نضج الحبوب وتخزينها تفقس البيوض، لتبدأ الحشرة في التغذية علي محتوي الحبوب من الداخل ،وهي مشكلة شائعة ،ونظرا لكون اللوبيا احد مصادر البروتين الثمينة في أوقات الشدة ،فلم يكن أمام الموريتانيين خيار آخر غير التهام حبوب اللوبيا الحاوية علي الخنفساء، وهي علي كل حال مصدر إضافي للبروتين، لكن المحزن في الأمر أن الحشرة تبقي ماثلة للعيان لتذكر الجميع بأنهم تناولوها عن سبق إصرار وترصد.
نار الفارسية (الخنفساء القاذفة للنار) Brachininae
حشرات من رتبة غمدية الأجنحة غالبا ما تحوي ألوانا زاهية ويبلغ طولها حوالي 2.5 سنتمتر ،وتملك القدرة علي قذف رذاذ ساخن لدرجة الغليان، يسبب حروقا لأعدائها وغالبا ما تهاجمنا في فترة الخريف ولا تتأذي الحشرة من الحرارة ،لأنها تتشكل خارج جسمها نتيجة تفاعل كيميائي بين مادتين هما الهيدروكينونات و بيروكسيد الهيدروجين حيث توجدان بشكل منفصل داخل جسم الحشرة وعندما تمتزجان وبتوفر الأوكسجين والموجود طبعا في الخارج ،تنتج الحرارة المسببة للحروق وتتم كل هذه العملية في أجزاء من الثانية.
احمد عودان(رتبة العيدانيات) phasmatoptera
حشرات متخصصة في التخفي ،ويصعب تميزها عن العيدان الجافة ،لذلك سميت احمد عودان وهي دقيقة الجسم وخفيفة الوزن.
جمل القولة(فرس النبي)Mentha religious
حشرة مفترسة للحشرات الأخرى، بفضل كلابيها القويين وقدرتها علي التخفي علي أوراق النبات، لتلتهم الحشرات الغافلة ،وهي صديق للمزارع، إلا أنها تعد نذير شؤم لدي الكثير منا ويربطها بالجن ويعود ذلك لشكلها الغريب، إلا المظاهر خداعة دائما .
الدويدة (يرقات بعض الخنافس)
يرقات بعض الخنافس تعيش داخل جذوع الأشجار ،وكانت تؤكل في بلادنا بعد أن تجبر علي الخروج بفعل النار ،ثم تجفف وتطحن، وتستخدم في التغذية بحجة علاج بعض الأمراض، إلا أن استخدامها في البداية ربما يكون بسبب المجاعة فغناها بالبروتين يشفي من أمراض سوء التغذية.
الجراد الأعمى( الجراد الصحراوي) Schistocerca gregaria
حشرة من رتبة مستقيمة الأجنحة، عندما تصل أعدادها لحد معين تتبع نمطا سلوكيا مختلفا، حيث تتحول من الطور المتوحد إلي الطور الجماعي ،فتتغير ألوانها ومزاجها وتصبح جزءا من سرب قد يبلغ ملايين الأفراد ويتحرك بنظام إدارة معقد جدا، وتندر الموريتانيون في نهاية الثمانينات، بان الدولة رصدت جائزة لمن يقبض علي رئيسة السرب.
تتجاوز أنواع الجراد في موريتانيا 50 نوعا، ثلاثة منها فقط قادرة علي أن تتحول إلي الطور الجماعي وقد شكلت مصدرا للبروتين في السنوات العجاف خصوصا أن ميتته حلال،وبسبب انجذاب الجراد لضوء النار واحتراقه ساد الاعتقاد لدينا بأنه أعمي ،إلا انه علي العكس من ذلك يملك أسلوبا في الرؤية ،يعد فريدا من نوعه، حيث يعكف العلماء علي محاكاته لتطوير المركبات ذاتية القيادة! .