تستضيف نواكشوط خلال الأيام القليلة القادمة أول مؤتمر قمة عربي، يعقد على أرض شنقيط.. وهي مناسبة يتحتم على الأشقاء العرب أن يقوموا من خلالها بواجبهم اتجاه هذا الشعب الذي ظل يحرس البوابة الغربية لوطننا العربي، جاعلا منها جسر تواصل مع القارة الإفريقية التي انتشر فيها الإسلام بواسطة
أولئك الجنود المجهولين وغير المجهولين من بلاد شنقيط، التي ظلت ولا زالت منارة ومصدر إشعاع للثقافة العربية -الإسلامية في ربوع هذا القارة وغيرها.
ولعل أول ما يتحتم على إخوتنا العرب فعله، هو: الحضور المكثف، رفيع المستوى لهذا المؤتمر الذي يمثل بالنسبة لموريتانيا قيادة وشعبا، لحظة فارقة في تاريخها الحديث.
إن شعبنا الأصيل، المعتز بانتمائه للعروبة و المعروف بتحمسه لقضايا أمته ، مطلوب منه أن يكون على مستوى الحدث، من حيث توفير المناخ المناسب، لتكون هذه القمة، قمة أمل حقيقي.. تعيد إلى الوطن العربي لحمته، وتنهي مأساة الاقتتال بين الأشقاء على أساس طائفي.. قمة تكون لما للجروح المفتوحة، تضع حدا للصراعات المذهبية التي أوصلت العرب إلى ما هم فيه الآن من ويلات، دمرت كل شيء في وطننا العربي.
صراعات لن يستفيد منها سوى الأعداء الحقيقيين في دويلة الصهاينة وحلفائها من مسيحيين متصهينين، و عثمانيين جدد.
وكلنا أمل في أن يتخذ القادة العرب قرارات تكون على مستوى ما تواجهه الأمة من أزمات، و أن يبتعدوا عن كل ما من شانه إثارة النعرات الطائفية.
, فإذا كانت القيادة الموريتانية قد قبلت بشجاعة تنظيم هذا المؤتمر في وقت قياسي- بالرغم من الظروف السياسية الصعبة على المستوى العربي، والتي كان الكثيرون يؤكدون علنا استحالة تنظيم هذا المؤتمر في ظلها.. فقد أصبحت الكرة اليوم في مرمى الجميع.
لذلك، يجب على إخوتنا العرب أن يقدروا الموقف وأن يعطوا المناسبة ما تستحق من تشجيع وعناية وتحمل للمسؤولية التاريخية.
أما نحن في موريتانيا فكلنا أمل في أن يكون القادة العرب: ملوكا و رؤساء وأمراء، على مستوى متطلبات المرحلة، بإنجاح هذه القمة، من حيث مستوى حضورهم و ترفعهم عن كل ما من شأنه أن يحول دون اتخاذهم لقرارات، نرجو أن تكون على مستوى آمال الشعب العربي من المحيط إلى الخليج.. وفي المقدمة منها، حصول مصالحة عربية عربية، تمكن من إعادة الأمور إلى مجاريها، من حيث التضامن و التكاتف ونبذ الخلافات و تفعيل بنود ميثاق جامعة الدول العربية، وخاصة معاهدة الدفاع العربي المشترك و السوق العربية المشتركة.