إن سياسة "فَرِّقْ تَسُدْ" التي وقع في فخها إخوتُنا في فلسطين الحبيبة، قد أضرت بالقضية الفلسطينية العادلة، وأثّرتْ سَلْبًا في العلاقات البينيه لبعض الأقطار العربية (ولو كان ذلك بمستويات متفاوتة).
وممّا زاد الطينة بِلة ما يقع في بعض الأحيان من اصطفاف عربيّ مع هذا الفريق أو ذاك، وما يعيشه عالمُنا العربيّ حاليا من أوضاع صعبة لا يتسع المقام للخوض في تفاصيلها.
لقد أثبتت التجارِب أنّ تماسك الجبهة الداخلية في أيّ بلد، كفيل بالصمود أمام أيّ خطر خارجيّ. كما أثبتت أنّ توحيد المواقف داخل أيّ مجموعة بشرية يُكسِبها قوة ومَهابة في تعاملها مع المجموعات البشرية الأخرى.
المطلوب من القمة العربية (قمة الأمل)، المقرر أن تحتضنها انواكشوط في أواخر الشهر الجاري (يوليو/ تموز 2016م)، أن تعمل على تفعيل المبادرة العربية المتعلقة بالسلام بين العرب وإسرائيل (أو أن تبحث عن البديل المناسب).
ويدخل في هذا الإطار، توحيد المواقف العربية تجاه القضية الفلسطينية (قضية العرب الأولى)، وبذل المزيد من الجهود والمساعي الحميدة لدى إخوتنا الفلسطنيين-قياداتٍ وفصائلَ- من أجل إقناعهم بضرورة الحرص على توحيد مواقفهم، منطلقين من أن ما يوحِّدهم أكثر ممّا يفرقهم، ومن أنّ الهدف واحد، وإن تعددت الوسائل والطرائق.
نأمل أن تنجح القمة في إقناع إخوتنا الفلسطينيين بضرورة الدخول-دون تأخير- في حوار جادّ وصريح، من أجل الوصول إلى اتفاق تام ونهائيّ حول القضايا الأساسية المتعلقة بالأسلوب الأمثل لتحرير الأرض وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وأن يمهِّد التفاهم الفلسطيني لتفاهم عربيّ شامل حول أفضل السبل للوصول إلى الهدف المنشود.