لماذا فرنسا؟
لأنه أصبح لدينا اليوم من يدعي الإسلام وهو أسوأ من كل المؤذيين..
أصبح لدينا مسلمون لا يعرفون من لإسلام غير هذه البدع السخيفة التي يعبدون أضرحتها دون بصيرة أو تبصر..
أصبح لدينا هذه الأصولية البغيضة التي ينتهجها بعض الملتحين ومدعي الصلاح والإلتزام الزائفين، وهم أعكر وأنتن وأشد رفسا من حمر الوحش..
أصبح لدينا من يقتل ويسب ويكذب ويدلس على مخالفيه دون مراعاة لأخلاق الإسلام..
أصبح لدينا من أرى الأبرياء النصارى في فرنسا وفي كل مكان أكثر أمانة وفضلا منه..
ولا تقل لي: هؤلاء كفار !
لأنني سأقول لك: عرف لي الإسلام من جديد ؟
أخبرني عن ذلك الإسلام الذي لا يزهق الأرواح عن قصد، ولا يعبد صاحبه الطواغيت، ولا يتعصب لوجهة نظر عفنة مبنية على بغض حكام المسلمين ومحكوميهم وقتلهم وقتل الآخرين..
أخبرني عن ذلك الإسلام الذي يوحد أصحابه رب العالمين، ويحبون الخير لكل الناس..
أخبرني عن الإسلام الذين يحيي الناس بهدايتهم إلى الجنة بدل التعجيل بهم إلى الجحيم.
من المؤسف أن نرى اليوم من أسباب تخلفنا كمسلمين تجردنا من الكثير من أسس نهضتنا، فبعد التوحيد المنبوذ نبذا، خلعنا قميص الأخلاق فأصبح من بيننا من يكذب ويسرق ويخون ويغش، بل ويقتل !
تركنا أسس حضارتنا فتلقفها الآخرون وتقدموا نحو الأمام..
تأمل في نظافتهم وأمانتهم واشتراكهم في الثروة برحابة صدر وصدق نوايا وأعمال بعكس هؤلاء المغبرين الكاذبين القذرين الذين يخادعون ربهم ويخدعون الناس..
انظر إلى أغنياءنا وإلى شركاتنا الفاشلة وإلى القائمين على دولتنا المتخلفة بستين ألف داهية. لن ترى من يقدم غيره على نفسه وأقربائه المقملين ؟ لن ترى مؤمنا يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه رغم أن ذلك شرط الإيمان، إلا ما رحم الله.
لن ترى عاقلا يتدبر القرآن ويفهمه، فيواسي المسلمين وينفق على المحتاجين، ويقتل الفقر الذي يحزن المسلمين..
لكنك سترى أهل الخير – وإن أنحصر في مظاهر الدنيا – هنالك.. ستراهم في أمريكا وفرنسا وفي كل تلك البلدان.. وأتكلم هنا عن العوام والمواطنين، لا عن الحكومات والمحاربين..
هل سمعت بشركة جوجل العملاقة، أتعرف أنه بفضلها يغطي اليوم معظم الشباب العربي المسلم المطحون العاطل احتياجاته المالية ! وغيرها كثير لكن على مستوى ذلك العالم المتحضر أما على مستوى عالمنا المتخلف الجاهل البخيل فلن ترى غير اللهث خلف المصالح الأنانية والإستهزاء بالإسلام وشعائره (بهذه البدع) وبالمسلين ! فهل هذا من الإسلام في شيء ؟!
ستعجب، ولكنها الحقيقة، فجوجل لا تعرف الكذب والنفاق والخداع كما تعرفه هذه الحكومات وهؤلاء التجار البخلاء واالسياسيين المخادعين الذين يزعمون أنهم على الصراط المستقيم !
قد تصادفك مشكلة شراء من الإنترنت من أحد أكبر وأغنى المواقع الأجنبية، ويكون ثمن البضاعة دولارا واحدا، لكنك إذا احتجت إلى الدعم الفني سيستقبلونك برحابة صدر وإخلاص نية وعمل، مما يجعلك تلعن المعاملة الهمجية تجاه البشر عموما في بلدك المسلم !
ستهتم بك شركة عملاقة أجنبية لأنك أولا إنسان وثانيا زبون، أما المسلم في بلدك فقد سودت الحياة البائسة وجهه وقلبه وحولته إلى شيطان رجيم لا يعرف غير إتيان السيئات !
إذا تأملت في فشل الحكومة في توظيف العاطلين عن العمل المحتاجين الذين تلدهم الجامعة الفاشلة كل عام، وتأملت تفشي الفقر في الناس كالنار في الهشيم، وسواد القلوب المغبرة – حتى سمعنا بمن ترك مريضا يموت على عتبة المستشفى لأنه لا يملك ثمن فاتورة العلاج ! ومن زور حليب الأطفال ليربح بعض الأوقيت ! - وما خفي من تلك الطامات أعظم.
إذا تأملت في كل ذلك السوء والبؤس والخبث، وجدت انعدام جوهر الإسلام هو سبب تلك المعاناة التي تكاد تشعل النار في الهشيم !
لهذا أنا متعاطف مع أولئك الأبرياء الأمناء الذين تجاوزت أنانية بعض المسلمين وجهلهم الحدود لتسفك دمائهم في بلدانهم الآمنة، وهم لم يفكروا للحظة واحدة في العدوان على أحد ! مساكين خرجوا ليحتفلوا بالحياة فخرج عليهم لاعن للدين وللحياة وسفك دمائهم إن صحت الرواية المتكررة..
أخبرني ما ذنب ذلك الرضيع الذي دهسته الشاحنة وفجرته القنبلة ؟
أخبرني كيف وُجد من بين المسلمين من هو أذن للمخابرات الصهيونية تجنده لقتل نفسه والأبرياء والإساءة إلى الإسلام !
أخبرني متى كان المسلم وحشا سفاكا للدماء أو كلبا أنانيا بلا أخلاق ؟