قمة نواكشوط سيادة وأمل ومكاسب / محمد ولد بلال

إن قبول رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز لتنظيم القمة العربية في دورتها السابعة والعشرين ،هنا في عاصمة بلاد شنقيط ،رغم صعوبة الظرفية الأمنية عالميا وإقليميا،ورغم المشاكل الجمة التي تعاني منها بلدان عربية عديدة ،ليعكس بما لا يدع مجالا للشك رمزية وأهمية الحدث لتجسيد 

أهم مقومات الدولة،فلا دولة يمكن أن يكون لها شأن في عالم اليوم دون أن تكون لها سيادة فعلية وبعد في النظر وقدرة على اتخاذ القرارات التي تراها مناسبة دون الرضوخ لتأثير أيا كان وهي حقيقة لا يستطيع أحدا المكابرة بأن سيادة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز بدأ يجسدها فعلا منذ وصوله لسدة حكم البلاد ، فقرار قطع العلاقات المشينة مع الكيان الصهيوني ،وقرار مراجعة اتفاقية الصيد مع الإتحاد الأوروبي وقرار إلزام الشركات الأجنبية العاملة في البلاد بالخضوع للقوانين الوطنية المنظمة للعمل في موريتانيا ،كلها خطوات تجسد لهذا المبدأ الأساسي لتقدم أي دولة وديمومتها.
ثم إن قبول الجامعة العربية ودولها الأعضاء أن تكون بلادنا عاصمة للعرب في وقت دقيق من تاريخ الأمة العربية لتؤكد النجاح المميز الذي تتسم به الدبلوماسية الموريتانية وقدرتها على تسيير علاقاتها بشكل يليق بدولة تحترم نفسها وتقدر العلاقات الأخوية التي تربطها بمختلف الدول العربية بشكل خاص ،وعلاقات الصداقة مع مختلف المنظمات الإقليمية والدولية،ودول العالم بصفة عامة.
إن الأمل المعقود على هذه القمة أمل كبير في الوصول إلى حلول هامة لمختلف القضايا التي تعاني منها أمتنا العربية ،خصوصا القضية المحورية ،قضية العرب والمسلمين والإنسانية جمعا، القضية الفلسطينية العادلة، إضافة إلى إيجاد حلول ترضي كافة الأطراف المتصارعة في بعض دولنا العربية لضمان استتباب الأمن وعودة الحياة الطبيعية في هذه البلدان الشقيقة،هذا علاوة على إيجاد آلية لمكافحة الإرهاب والقضاء على الجريمة المنظمة وتعزيز العلاقات الاقتصادية البينية بين مختلف دول الوطن العربي الكبير من أجل خلق تكامل اقتصادي كل مؤشرات إمكانية نجاحه موجودة بفضل المساحات الزراعية الكبيرة التي تتوفر عليها دول الجامعة العربية ووفرة المواد الأولية خصوصا النفط ومشتقاته وبعض المعادن الأخرى النفيسة، إضافة إلى الثروات البحرية الهامة ، أزد على ذلك أهمية وإستراتجية المنطقة الجغرافية لدول الجامعة التي تعد حلقة وصل بين آسيا وإفريقيا وأوروبا مع قرب بعض دولها من دول العالم الجديد،وهي أمور تعزز مكانة الجامعة وتجعلها تنظيما يمتلك كل مقومات إثبات الذات والتأثير إيجابا في مختلف القرارات العالمية الكبرى.
علاوة على تلك الإيجابيات المتوقعة من خلال قمة نواكشوط فإننا نعول عليها كموريتانيين في تحقيق عديد المكاسب الهامة من خلال التعريف بالبلد عن طريق مئات الصحفيين العرب والأجانب الذين يزورون البلاد تزامنا مع هذه القمة،والذين سيشاهدون عن قرب التنوع الزاخر والفسيفساء الجميلة لمجتمعنا العربي الإفريقي المسلم، وثراء عاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية وقيمنا الحضارية الضاربة في أعماق التاريخ من شهامة وأخلاق وكرم وتسامح وقدرة على تسيير الاختلاف بطريقة حضارية لا تفسد للود قضية.
ثمة أبعاد ومكاسب سياسية واقتصادية ستفرزها قمة نواكشوط دون شك ، ستساهم في تعزيز بلادنا لمكانتها عربيا وإفريقيا وعالميا.
مكسب آخر سيبقى أيضا للشعب الموريتاني هو البنى التحتية الهامة من طرق عصرية وشبكات وأنظمة إنارة عمومية، ومنشآت كبرى باتت تزين وسط العاصمة نواكشوط وتظهرها في حلة تليق بدولة مضيافة وشعب كريم يستقبل أشقائه لأول مرة في تاريخه،وهي مكاسب تستحق منا جميعا الإشادة بها والاعتراف لرئيس الجمهورية ولحكومته بها،صحيح أن هذا واجبهم اتجاه الوطن والشعب ،لكن صحيح أيضا أن رؤساء عدة وحكومات عديدة تعاقبوا على حكم هذه البلاد ولم يعطوا لأمر بهذه الأهمية كثير اهتمام.   

20. يوليو 2016 - 22:58

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا