1- القضية الفلسطينية
من المسلم به أن قضية العصر، قضية القضايا، هي القضية الفلسطينية.
وهي – قضية القضايا لما يتجلى فيها من الظلم المنظم، والانتهاك المستمر لحقوق الإنسان والامتهان المتجدد لكرامة الإنسانية.
ونحن في موريتانيا، منذ الاستقلال 1960 م ننظر إلى القضية الفلسطينية على أنها قضيتنا نحن العرب أولا وقضيتنا نحن المسلمين ثانيا، وقضية الإنسانية ثالثا، فقد اشتملت على جميع الأسباب لتكون أولى الأولويات بالنسبة لنا نحن العرب أينما كنا وفي مطلع تاريخ الدولة الموريتانية رفض الرئيس المؤسس للدولة الموريتانية المختار ولد داداه مصافحة الصهاينة الملطخة بدمائنا العربية في فلسطين الأبية أحرى أن يتحدث معهم أو تربطه بهم أي علاقة أو صلة من الصلات ... واستمر ذلك عقودا من الزمان. – واليوم فإن فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز كان له الفضل في إبعاد أول ممثلية للصهاينة من أرض موريتانيا الطاهرة وبهذا الإنجاز تضاعفت محبة الشعب الموريتاني العربي المسلم لقائده، وترسخ الولاء المستحق لسياسته الرشيدة في الداخل والخارج.
فالقضية الفلسطينية قضيتنا جميعا بكل المقاييس ويجب أن نبتكر لها حلا بانتصار الحق على الباطل والعدل على الظلم فتلك أولى الأولويات في قمة الأولويات.
2-تفعيل التكامل العربي
إن تطوير الجامعة العربية – بوصفها خيمة العرب – وتعزيز قدراتها بالتنفيذ، من أولى الأولويات وخطوة على طريق الوحدة العربية الشاملة ...
وعلى الرغم من إدراك كثير منا لهذه الحقيقة فإن واقع الأمة العربية لا يوحي بذلك.
فالمراقبون اليوم ينظرون إلى العرب – من خلال الجامعة العربية، ومن خلال تعاملهم مع قضاياهم المصيرية – على أنهم كرة قدم يتعاطاها اللاعبون السياسيون في العالم ...
وللخروج من هذا الوضع المنافي لمكانة الأمة في التاريخ والحضارة والريادة نرى من المناسب أن يتخذ أصحاب القرار في مؤتمر قمة الأولويات بانواكشوط خطوات عملية – بدلا من القرارات في سبيل توحيد كلمة الأمة العربية، ويمكن أن يكون ذلك باتخاذ آلية جديدة فعالة تجعل منا – نحن العرب- متكلما واحدا ومخاطبا – أمام العالم – واحدا يمتلك اتخاذ القرار، ويمتلك تنفيذه مهما كانت الظروف والتحديات.
ويكون ذلك عمليا باستغلال التكامل الاقتصادي والعلمي والبشري والحضاري بين البلدان العربية من جهة، وبينها وبين البلدان الإسلامية الأخرى (ربع البشرية) من جهة ثانية.
3-تبادل التجارب البينية
لعل من أولى الأولويات – في قمة الأولويات – العمل على جعل التجارب العربية المفيدة حقلا لاستفادة الجميع حتى يتجسد التقارب والتماهي في التصورات والمناهج والمواقف داخليا وخارجيا، ويتجلى ذلك في إمكان تبادل التجارب الناجحة وخاصة في مجال ترسيخ الديمقراطية والحكم الرشيد وحرية التعبير... ومواكبة متطلبات العصر المتجددة.
ونحن هنا في الجمهورية الإسلامية الموريتانية في ظل القيادة الرشيدة لفخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز – نشهد تطورا نوعيا في مجال التعددية والتنوع : وتوفير الحريات العامة مما عزز السلم الأهلي، ووفر "سيولة سياسية" لصالح الجميع في الداخل والخارج، فلم تعد عندنا في موريتانيا الجديدة بقيادة فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز تحجيمات تكبت الرأي أو تلجم التعبير، والنموذج الموريتاني في هذا الصدد يمكن أن يكون قدوة للعالمين العربي والإسلامي، للوقوف أمام الفوضى المهلكة والاضطرابات المفاجئة والحياة الحمراء المصبوغة بالدماء.
فقد بقيت موريتانيا- بفضل الله ثم بهذا النهج التعددي - بمنأى عما يسمى يومها (بالربيع العربي) وما خلفه في بلدان عديدة مما لا تحمد عقباه ...
لقد أصبحت موريتانيا نموذجا ناجحا في الدبلوماسية الدولية إبان رئاستنا للاتحاد الإفريقي للمرة الثانية حيث أسمعنا صوتها عاليا ناصعا في المحافل الدولية وبكل جدارة، واليوم نبارك لأنفسنا انعقاد قمة الأمل والأولويات برئاسة صانع الدبلوماسية في إفريقيا والوطن العربي وصانع التنمية في موريتانيا ومن صناع الديمقراطية كذلك وناشر العلم والنور وأسباب الحياة في البلاد الرئيس محمد ولد عبد العزيز.