نحن نعرف أن هناك من ظل يضع العراقيل المتواصلة أمام نجاح القمم العربية عبر تاريخها لأسباب مجهولة تارة ومفهومة تارة أخرى , إذ السمة الغالبة على مثل هؤلاء دوما هو ارتباطهم بأجندات إقليمية , وحتى دولية تتحكم في قراراتهم وتصريحاتهم وتلميحاتهم .
لكن الذي صدر من وزير صحة لبنان حول "تقزز"
الوفد اللبناني من المساكن الموريتانية الطاهرة وتفضيله المبيت بالمغرب المعتذرة عن تنظيم القمة أصلا , تجاوز الخطوط الأخلاقية التي ينبغي أن تطبع المقام وحسن معاشرة الإخوة, وتحكم أدبيات اللباقة الدبلوماسية التي جانبها هذا "التصريح " الذي لازم "القرار" , فنحن لا نعترض على حرص الوفد اللبناني على "صحة " أفراده ولو كانوا يحرصون على هذه "لصحة" أكثر من الوفود المشاركة الأخرى , ولكن طبيعة التبرير والتمادي في تفسير عدم أهلية موريتانيا ل"مبيت" الوفد اللبناني الكريم يطرح عدة تساؤلات من قبيل : إرضاء بعض الأطراف التي لا تريد لموريتانيا أن تكون أهلا لهكذا قمم؟!, والواضح أن مؤشرات نجاح قمة الأمل في نواكشوط باتت محل اتفاق,,ولم يعد التعكير والتشويش باستطاعتهما النيل منها.
ولم لا تكون صيغة التعكير هذه –والتي كانت تتبناها أطراف عربية معروفة عند انعقاد كل قمة- تتم دراستها بعناية في دوائر إقليمية ودولية لا تريد لملفات بعينها أن تتحرك ؟! , فلو كان الوفد اللبناني المحترم يريد سلامة الأبدان فقط لكان قرر المبيت في المغرب أو المشرق أو لم يشارك أصلا في قمة لا تريد لها دوائر لبنانية أن تكون في نواكشوط دون خرجته غير الموفقة التي أساءت إلى كل العرب !, ولعل طبيعة التحالفات والتمويل جاءت بهم مكرهين !!.
قد يقول البعض إنهم لا يعرفون القمامة في مدنهم ولا يعرفون المبيت خارج فنادق بسبع نجوم أو خمس وأقمارها , ولكننا نعرف أن حكومة لبنان تعاني من انتشار القمامة في كل الأراضي اللبنانية وأبو فاعور نفسه خير من يعرف ذلك, ويعرف كيف كان يقيم ويسكن .
و أريد أن أقول أخيرا إن الذي حرضكم على ذلك لن يعطيكم أكثر مما خسرتموه ماديا ومعنويا في هذا التصريح المسيء !.