حكومة لبنان في انواكشوط طلعت ريحتكم مجددا / إسماعيل الشيخ سيديا

كنانظنها مزحة ثقيلة من الصحافة اللبنانية والآن لما سمعناها من وزير الصحة اللبناني وائل أبوفاعور فقد ثبت الأمر. الوفد الرسمي اللبناني بعد ماسماه الوزير تقرير المفرزة الاستباقية سيبيت في المغرب ويقيل في موريتانيا؛ لأن القمة ستقام في خيمة ! ولأن البنية التحتية ليست جاهزة للوفد اللبناني. 

وحسب الوزير فاعور دائما فإن الدول الغنية ومن بينها لبنان، مقصرة في حق الدول الفقيرة التي من بينها موريتانيا، وأن اللوم لايوجه لموريتانيا بل للدول الغنية. انتهي الاستشهاد.
متى كانت لبنان غنية ؟ فكل ثرواتها الطائلة وأثريائها المشهورين استغنوا من بيع طوائفهم، السنة للسعودية والشيعة لإيران والقوميون والمسيحيون لمن يعلمون ممن يدفع. دولة يقودها سماسرة وتقتات من ميزان القوى بين الرياض وطهران.
مئات المليارات من الدولار بعد كل حرب على لبنان تحول من ضفتي الخليج العربي أو الفارسي ، صناع الحرب هم صناع السلام وهم من يحكم ويتحاكم ويتخاصم. ساسة لبنان يتغنون بالتعايش والعدالة ويحكمون بلدا بركانا من أمراض القلوب وتجارة الدم.
ثلثهم معلق بالفاتيكان والثلثان الباقيان معلقان بالدرعية وقم ودمشق، لست أتحدث إلا عن الطبقة السياسية فالشعب اللبناني طيب لايقبل إلا طيبا.
الساسة في لبنان - إلا من رحم ربهم - أنانيون جهلة لغتهم العربية مكسرة ولهم أنصباء من حظ النفس، لايولون الشأن العربي أهمية ويهتمون بالاجندا الليلية أكثر من النهار، فتحوا سفارة في داكار بجمهورية السنغال منذ عشرات السنين وضنوا بها على موريتانيا، يعاملون اللاجئين الفلسطينيين كمواطنين من درجة ثانية ويشردون شعبهم ويخربون بيوتهم بأيديهم كل عشر سنوات.
لهم ولغيرهم من العرب نقول في موريتانيا إن الخيمتين اللتين ضربتا في مطار انواكشوط وقصر المؤتمرات ثمنهما ملايين الدولارات واستقدمتا من مهد الثورة الصناعية ألمانيا وليس بهما من الخيمة العربية إلا الدلالة اللفظية والشكل، تسعان من البشر أكثر من قصر بعبدا ومسارح صيدا وسهل البقاع.
وأن الموريتانيين خرجوا من فللهم وديارهم وتركوها مجانا للضيوف بدون مقابل وأن من ضن علينا في المبيت نسامحه في المقيل.
سيبيت معنا ملوك وأمراء ورؤساء أغنى وأنقى وأكثر دلالا ومشاكسة من فاعور وسلام، وسوف لن تجعلنا تفاهات وزير محاصصة تربع على وزارة ممولة من وراء الحدود، إلى أن نندب فقرنا ونتناسى طيبة لبنانيينا الذين تربوا معنا وحملوا جوازات سفرنا ويرتدون الدراعة والملحفة مثلنا، ولن نمن حلي نسائنا وأشياءنا التي جمعت مرات لأجل سواد عيون اللاجئين اللبنانيين إبان نكباتهم المتتالية والتي كثيرا ما كانت من صنع أمثال فاعور.
خذوا وقتكم في المغرب وفوتروا على كاهل المواطن اللبناني ماشئتم وغنوا هنالك وارقصوا واسكروا، وأتونا متى شئتم أولاتاتونا فلسوف نظل نكن لبيروت وطرابلس وقانا وصيدا وجبران ومطران وملحم ووديع، حبا خالصا عربيا عارما نعلقه عمائم ردا على إساءتكم.
#طلعت_ريحتكم

22. يوليو 2016 - 18:01

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا