أيامٌ معدودات تفصلنا عن التئام مؤتمر القمة العربي بنواكشوط المتوقع انعقاده في الخَمْسِ الأواخر من شهر يوليو الجاري 2016 لأول مرة بموريتانيا في ظرف عربي مُحَرِضٍ للأسي و الحسرة، متميزٍ بالتشظي و "ضياع البَوْصَلاَتِ الهادية" و تزايد عدد الدول العربية الفاشلة و تلك السائرة علي "الطريق السريع " للفشل.!!
و لقد أحسن المنظمون حين أطلقوا لقب "قمة الأمل" علي قمة نواكشوط المنتظرة تعبيرا عن التشبث بأمل اليسر و الانتعاش و الفرج رغم كل عوامل العُسْرِ و الإحباط و شيئ من "القنوط" غير قليل. ولعل بَاكُورَةَ بشائر تحققِ ذلك الأمل هي ما لا يُخْطِئُهُ كل مراقب نَوًرَ اللهُ قلبه من اجتماع أشْرَاطِ حسن تنظيم مؤتمر القمة المقبل و التي من أبرزها:-
أولا: الإجماع السياسي الموريتاني علي إنجاح تنظيم مؤتمر القمة العربي: لا جدال في أن الإجماع السياسي الوطني غير المسبوق للموالاة و المعارضة-رغم التفاوت في الحماس و الحُنُوِ- علي ضرورة توفير كل الظروف المناسبة لحسن تنظيم مؤتمر القمة العربي ببلادنا يعتبر أهم المبشرات المُطَمْئِنَةِ علي أن مسؤولية الطرف الموريتاني في تنظيم المؤتمر سيتم الاضطلاع بها علي أكمل وأحسن و أسرع وجه؛
ثانيا: الهَبًةُ الرسمية و الشعبية لحسن وِفَادَةِ الضيوف العرب: رغم ضيق وقت التحضير اللوجستي للمؤتمر بالنسبة لبلد يستضيف لأول مرة مؤتمرا بهذا الحجم من عدد و "مَقَامِ"ِ المشاركين فقد انطلقت هَبًةٌ رسمية و شعبية لا تَأْلُو جهدا و لا تدخرا نَقْدًا و لا تخشي رِفْدًا من أجل توفير الظروف اللوجستية "فوق المناسبة" للأشقاء العرب فَجَادَ بعض المواطنين ببيوتهم الفاخرة و سياراتهم الفارهة بعد أن أخرجوا منها أزواجهم و أبناءهم و أخذت نواكشوط كامل زِينَتَهَا احتفاء و فرحا بالحدث الكبير.
كما تم افتتاح أنشطة "قرية ثقافية" متكاملة تدوم أياما عشرة و تضم عشرات المعارض العلمية و الثقافية و الفنية و الصناعية و النماذج المحظرية،... و ذلك سعيا إلي تعريف الزوار بالتاريخ الثقافي و الإشعاع العلمي و الإبداع الفني للشعب الموريتاني و تجميعا و تيسيرا للمناشط السياحية و الاستكشافية التي تكون غالبا إحدي انشغالات و اهتمامات الوفود الرسمية و الإعلامية و" الوفود غير المصنفة"،...
ثالثا:المشاركة الواسعة للقادة العرب في مؤتمر القمة: من المجمع عليه أن من أهم مؤشرات قياس نجاح تنظيم المؤتمرات عموما و مؤتمرات القمة العربية خصوصا "حجمُ و مقامُ" المشاركة. و يشاع علي نطاق عريض أنه تأكد حتي الآن حضور عدد كبير من الملوك و الرؤساء و رؤساء الحكومات العرب ربما يفوق متوسطَ المشاركاتِ الرسمية في القمم العربية اتي التأمت في ظروف أكثر لُطْفًا و اٌقل توترا و "أحسن رُؤْيَةً"،...!!
رابعا:الاهتمام الإعلامي العربي و الدولي الواسع بالحدث: من الملاحظ بدء الاهتمام الإعلامي العربي و الدولي بالقمة العربية و ذلك من خلال بعض التغطيات و الإثارات و الحوارات حول ما قبل القمة و عبر العدد الكبير من الإعلاميين العرب و الأجانب الذين بدأوا في التوافد علي نواكشوط ابتغاء المشاركة في تغطية أعمال المؤتمر الذي تتجه إليه عَدَسَاتُ و ميكروفونات و"لَوْحَاتُ حُرُوفِ"(Claviers/Key Boards) معظم المحطات الإعلامية العربية و الدولية باعتباره أهم حدث إقليمي و دولي منتظر خلال نهاية هذا الشهر.
آمالنا عِرَاضٌ في أن تكتمل علامات و أشراط التنظيم الناجح لمؤتمر قمة العرب بنواكشوط سنة 2016 و أن يتعزز حسن التنظيم بحسن المخرجات من خلال القطيعة الكاملة مع نمط البيانات الختامية "المثلجة"، "ذات المقاس الواحد"، "الصالحة لكل زمان و مكان" و التي يُتَنَدًرُ علي نطاق واسع بأن أحد الباحثين الظرفاء أثبت أن مواضيعها و عناوينها الفرعية و مفرداتها منذ نشأة جامعة العربية إلي مؤتمرها الأخير تتشابه و تتقاطع بنسبة 99% "غير طيبة الذكر".!!!