(1)
إذا كنتَ تدعي بأنك من النخبة ومن قادة الرأي في هذه البلاد، ثم قلتَ من بعد ذلك بأن قمة نواكشوط هي قمة الرئيس عزيز، وبأنها ستنجح بحكمته، وبأنها إن نجحت فإن ذلك سيكتب في صحيفته، لا في صحيفة موريتانيا..إذا كنتَ ممن يقول بهذا الكلام، فاعلم بأنك أنت أيضا تعمل على إفشال القمة.
(2)
إذا كنتَ عضوا في اللجنة التحضيرية للقمة، وإذا كنتَ من الذين حددوا أسماء الشخصيات المرجعية التي عليها أن تتحدث لوسائل الإعلام خلال أيام القمة، ثم تجاهلتَ أسماءً يمكن القول بأنها هي أفضل من يتحدث في هذا المقام.. إذا كنتَ كذلك فاعلم بأنك أنتَ أيضا تعمل على إفشال القمة.
وإذا أردتَ مثالا على الأسماء التي تم تجاهلها فسأكتفي بأن أذكر لك اسم الأستاذ الخليل النحوي، وهو أفضل من يتحدث: نثرا، وشعرا، وكتابة عن حدث كهذا، ثم إن السجل الوظيفي للأستاذ الخليل النحوي وجهده في نشر الثقافة العربية في إفريقيا السوداء ليؤهله أكثر من غيره لأن يتصدر مثل هذه اللائحة المرجعية.
(3)
إذا كنتَ عضوا في اللجنة التحضيرية للقمة، وإذا كنتَ من الذين اختاروا أعضاء اللجنة الإعلامية، فاخترتَ أسماءً لا تمتلك مؤهلات وقدرات متميزة، وأبعدتَ أسماءً يُشهد لها بالكفاءة.. إذا كان المزاج والتخندق السياسي هو الذي جعل تختار هذا الاسم وتبعد ذاك، فأعلم بأنك أنتَ أيضا قد عملتَ على إفشال القمة.
(4)
إذا كنتَ من صناع القرار الرسمي في هذه البلاد، وإذا كنتَ قد تعمدت أن تتجاهل الرسائل الإيجابية التي أبرقتها أهم الأحزاب المعارضة في هذه البلاد، وهي الرسائل التي رحبت في مجملها بتنظيم القمة في نواكشوط، وتمنت لهذه القمة النجاح..إذا كنتَ من صناع القرار الرسمي في هذه البلاد، وتجاهلت تلك الرسائل، ولم تقابل تلك الخطوة الإيجابية للمعارضة الموريتانية بخطوة إيجابية من الحكومة من أجل إنجاح القمة.. إذا كنتَ من صناع القرار، وإذا كنتَ لم تقابل تلك الخطوة الإيجابية بخطوة إيجابية، فاعلم بأنك أنتَ أيضا تعمل على إفشال القمة.
(5)
إذا كنتَ ممن يديرون مؤسسات الإعلام الرسمي بشقيه: الحكومي والخاص، أو كنتَ من الذين يحددون أسماء الضيوف في التلفزيونات الرسمية، الحكومية منها أو الخاصة، ثم تعمدت من بعد ذلك أن تكرر نفس الأوجه المستهلكة إعلاميا، وكأنه لا يوجد في موريتانيا غيرها، مع حرمان شخصيات أخرى كانت أولى بالاستضافة، تم حرمانها لأسباب مزاجية أو سياسية، إذا كنتَ ممن ساهم في حرمان تلك الشخصيات، فعليك أن تعلم بأنك أنت أيضا تعمل على إفشال القمة.
(6)
إذا كنتَ تعمل في قطاع حكومي، وإذا كنتَ تعمل في قطاع العدالة تحديدا، ثم قررت من بعد ذلك أن تصدر حكما قاسيا في مقام كان يفترض فيه التخفيف، حكما يقضي بسجن ناشط شبابي لثلاث سنوات نافذة، وأن تتعمد إصدار ذلك الحكم قبيل موعد تنظيم القمة بأيام معدودة..إذا كنتَ كذلك، فأعلم بأنك أنتَ أيضا تعمل على إفشال القمة.
(7)
إذا كنتَ مدونا نشطا، وإذا كنتَ لم تكتب منشورا واحدا خلال كل السنوات الماضية عن غياب الصرف الصحي في العاصمة نواكشوط، وإذا كنتَ لم تكتب عن الفساد وعن الصفقات التي تمنح بطرق غير شفافة، إذا كنتَ لم تتحدث عن الفساد الذي صاحب تنفيذ بعض المشاريع ذات الصلة بالقمة (المطار؛ خيمة القمة ؛ الشوارع ..).. إذا كنتَ كذلك، فأعلم بأنك أنت أيضا تعمل على إفشال القمة.
(8)
إذا كنتَ ممن يوزع اليوم ـ وبكرم ـ النصائح على المعارضين، وإذا كنت ممن يذكر المعارضين في كل حين بأن هذه القمة ليست قمة نظام حاكم وإنما هي قمة لكل الموريتانيين، وبأنه على كل موريتاني معارضا كان أو مواليا أو مستقلا أن يساهم في إنجاحها، إذا كنتَ ممن يكرر هذا الكلام بالغدو والآصال، ونسيت أن تقول للنظام ـ ولو لمرة واحدة ـ بأن هذه القمة ليست قمته، وبأن عليه أن ينسى خلافاته مع المعارضة إلى حين، وبأن عليه أن ينفتح على الجميع، وأن يتيح للكل فرصة المساهمة في إنجاح هذه القمة.. إذا كنتَ من هذه الطائفة من المدونين والنشطاء، فأعلم بأنك أنت أيضا تعمل على إفشال القمة.
(9)
إذا كنتَ ممن لا يتذكر الوطنية إلا لأسبوع واحد من السنة، وينساها خلال 360 يوما. إذا كنتَ ممن يوزع أوسمة الوطنية على كل من يعلن ولاءه للنظام الحاكم، ويحرم منها كل من يعارض النظام الحاكم. إذا كنتَ تعتقد بأنه ليس بالإمكان أن يتم الجمع بين الوطنية ومعارضة النظام الحاكم. إذا كنتَ لا تقدر مواقف أولئك الذين قرروا أن يتجنبوا أي عمل يمكن أن يشوش على القمة، وذلك في الوقت الذي قرروا فيه أن يتمسكوا بمعارضتهم للنظام الحاكم.. إذا كنتَ كذلك، فأعلم بأنك أنت أيضا تعمل على إفشال القمة.
(10)
إذا كنتَ ممن يحاول أن يخفي في هذه الأيام أهم ميزة تتميز بها موريتانيا عن غيرها من الأشقاء العرب. إذا كنتَ ممن يحاول أن يخفي وجود أي معارضة للنظام القائم خلال أيام القمة، فعليك أن تعلم بأنك تحاول بذلك أن تخفي أهم إنجاز حققه الموريتانيون، وهو الانجاز الوحيد الذي يمكنهم أن يفتخروا به على إخوتهم العرب ألا وهو الانجاز المتعلق بحرية التعبير وحرية التخندق السياسي.. إذا كنتَ من هذه الطائفة الأخيرة فعليك أن تعلم بأنك أنت أيضا تعمل على إفشال القمة.
حفظ الله موريتانيا..