لن يستغرب من يحل ضيفا على أرض المنارة والرباط حين يلقى حفاوة استقبال، أو يجد كرم ضيافة، فيقابل بترحاب يناسب مقامه، الأرض أرض الكرم والطبيعة أعانت سكان هذا المنكب البرزخي على استقبال كل من نزل بهم قبل أن يستقر به المقام بالترحاب والتلقي ولسان حالهم يقول مقولة حاتم الطائي:
أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله
ويخصب عندي والمحل جديب
هذا بالضبط هو حالنا، نفرح بالضيف عند قدومه، ننزله أحسن منزلة وأعلى مرتبة، دون النظر إلى هيئته وصفته، اليوم موريتانيا فرحة بقدوم قادة كل الوفود الذين شرفوها بحضورهم إليها، نحن نقدر لهم هذه الحضور، ونرحب بهم في ربعهم وبين أهلهم فأهلا بكل من حضر إلى هذه الأرض وأقام عليها أيام معدودة، لهم ولمرافقيهم نقول مع الشاعر:
نعما محل الضيف لو تعلمينه
بليل إذا ما استشرفته النوابح
وكما أن الجمهورية الإسلامية الموريتانية هي أرض "المنارة والرباط" وهي أرض"المليون شاعر" فإنها أرض ثلاثة ملايين مضياف، ولذلك فإن الشعب الموريتاني اليوم يقول ويعلنها علانية صريحة مرحبا بكل نازل بنا، كل باسمه وصفته، مرحبا بكل ضيف يده نظيفة وطاهرة من دماء الأبرياء.
تفصيلا وإجمالا مرحبا بضيوف موريتانيا، نرددها بحنجرة واحدة مع القائل:
ومرحبا قولها باللفظ متحد
لكنها باختلاف الناس تختلف
لن ينال قارئ هذه العجالة كثير عجب حين يلحظ الحضور الشعري بين ثنايها، فموريتانيا بلد قرض الشعر وقِرى الضيف، وهما خصلتان نعتز ونفخر بهما.
فبقلوب ملؤها المودة ..وأفئدة تنبض بالمحبة .. وبكل ما يبعث روح الأخوة من مرقدها نقول: أهلا وسهلا.
كل أمنياتي أن تجدوا ضيوفنا الأكارم في بلادنا مقاما سعيدا هنيئا ممتعا.