في أقصى نقطة عربية هناك في شمال غرب إفريقيا وبعيدًا عن صراخ الأطفال العرب واستغاثات النساء العرب في سوريا والعراق والسودان واليمن تنعقد القمة العربية!
في أبعد نقطة عربية هناك على شاطئ المحيط الأطلسي تنعقد القمة العربية بعيدًا عن تنكيل إسرائيل بمدن عربية، بل بدولة عربية عضو قديم في جامعة الدول العربية.
في آخر نقطة عربية وبعدها البحر تنعقد القمة العربية بعيدًا عما يجري في بنغازي وطرابلس وبرقة وباقي مكونات دولة من أقدم وأعرق الدول العربية!
ويخطئ من يظن من العرب أن انعقاد القمة في خيمة صحراوية موريتانية بعيدة سيحجب مشاهد القتل والدم والدمار أو يحجب صرخات النساء والكبار والصغار! الوطن العربي ما زالت له عين صقر تثقب المدى، لكيلا يضيع انتظاره وصبره سدى.. الوطن العربي له أذن يسمع بها كي لا تضيع عواصمه وكي لا تزول هويته وتتغير ثقافته بل ودينه بسهولة هكذا!
أدرك أنها في موريتانيا وأنها ستنعقد في خيمة صحراوية في العراء أو في الخواء العربي، لكنها أبدًا لن تسمح بتغيير أو تبديل مفهوم الأمن القومي العربي..لن تسمح بتمييع الأمور وبيع القضية!
وانتبهوا! كل شيء في موريتانيا عربي قح وإسلامي قح، فالناس هناك يتمسكون بعروبتهم وإسلامهم وقرآنهم وسنتهم ويتبادلون حفظها وتسميعها لبعضهم فوق أفرع الشجر! الناس هناك يعتزون بعروبتهم وبانصهارهم أو انصهار الأمازيج وغيرهم فيهم!
نواكشوط التي عرفتها وعركتها وزرتها كثيرًا ليست ولن تكون بعيدة عن الشعاع العربي الذي ينكسر، وعن الدموع العربية التي تنهمر من زمن فوق خد الوطن!
سيقولون لك إن اسرائيل كان لها سفارة في نواكشوط، قل لهم إن في القاهرة واحدة مثلها، لكن هذا لا يغير الحقيقة الثابتة بل العقيدة الثابتة.. المصريون ما زالوا أكثر الشعوب العربية صلابة وشدة في وجه إسرائيل!
الموريتانيون كالمصريين وكالعرب الحقيقيين.. واضحون كالشمس في الصحراء الغربية.. يأنفون السرية ويكرهون الضغن.. ويطالبون بمناسبة ومن دون مناسبة في المسألة الإسرائيلية أن يخرج كل شيء إلى العلن!
الموريتانيون شأنهم شأن المغاربة والسودانيين والليبيين والسوريين والعراقيين وأهل الخليج أجمعين يشتاقون لأرض الجليل.. يحبون يافا وحيفا وينتظرون الزمان البديل والزمان الجميل!
ومهما يكن من أمر، ستظل الخيمة الموريتانية تتوق إلى سحابة.. تمسح عن الوطن الكآبة.. وأبدًا أبدًا لن تكون حبالها واهنة.. انتظارًا للحظة العربية الآمنة!