خيمة الكرم و قمة الهزل / محمد فاضل عبد الرحمن

ترتبط الخيمة العربية بتاريخ العرب، و لها مكانة خاصة في نفوس البدو الرحل في الشام و الجزيرة العربية، و كان العربي حيثما نزل يضرب خيمته التي لا تفارقه، فمن العروبة و الاصالة الاعتزاز بالخيمة، و ليست الخيمة حكرا على موريتانيا و ان كانت تعتز بها، لكن العرب نسوا او تناسوا مكانة الخيمة

 في تاريخهم و اصبحوا يعيرون موريتانيا بها، كأنما ليست لهم بها صلة، من أعاب على موريتانيا أن تضرب خيمة عربية أصيلة و كبيرة لتستضيف القمة العربية تحتها، فليست له صلة بالعرب و عليه أن يبحث عن اصوله بين الامريكان و اليهود.
نصب الخيمة أكثر كرامة من نصب المضارع و نصب الفاعل و نصب المال العام، أكثر عروبة من اغراق شعب عربي أبي بالنفايات، أكثر عروبة من تقبيل يد من سيدفن في التراب، أكثر عروبة من أصحاب الجلالة و الفخامة السمو الهزليين، أكثر عروبة و شجاعة ممن يتراجع عن الدخول تحت الخيمة في اللحظات الأخيرة خوفا على حياته، و ينسى أن له أجدادا عاشوا دهورا في الفلاة تحت الخيام.
العرب كانت و لا تزال تضرب الخيام لضيوفها و تضربها في الحرب و تضربها للسمر، و لم يضربها الموريتانيون يوم أمس إلا للوذ عن عروبتهم و لإكرام ضيوفهم، فليس ينقصنا ما نجمع فيه قادة العالم ان نحن امهلنا الوقت الكافي، لكننا حتى لو أمهلتمونا الوقت الكافي ما نصبنا لكم إلا خيمة فان كنتم لا ترون أنكم أهلا للجلوس تحت خيمة عربية أصيلة، فلستم جديرين بحكم أوطان عربية أصيلة و التحكم بمصائر شعوبها.
أما وقد اجتمعتم تحت الخيمة و غرستم سيوفكم في لغتنا الأم و غمزتم بعيونكم في كرمنا و اصالتنا، و تهكمتم على شعرنا الذي لم يبقى للعروبة من عزاء سواه فيكم، فلسنا نعيب عليكم بعد اليوم، ما تفعلونه بشعوبكم، من ظلم و غبن و كبت و إهانة، فأنتم لستم أهلا لقيادة تلك الشعوب لو تجرأتم على الخيمة، لستم أهلا للضيافة إن أنتم تجرأتم على اصالتكم و عروبتكم، فلتعتذروا لشعوبكم و لترحلوا و لتتركوا خيام بلادكم تنصب فليس للعرب أجمل و لا أحسن و لا أطيب من الخيمة.
قمتكم في انواكشوط لم تنجح لكننا نجحنا في اللوذ عن العروبة بخيمتنا، خطاباتكم تحت الخيمة لم تكن على المستوى لأنكم تفكرون في الخيمة هل ستسقط، هل ستترنح، هل يخترقها الرصاص، هل تخترقها القذائف، هواجسكم دائما مرتبطة بما تقدمونها للشعوب العربية، الخراب و الدمار و تفكيك الدول.
قمتكم جاءت دون المستوى ليس لأنها عقدت في انواكشوط، بل لأنكم أنتم دون المستوى، لأنكم تفكرون في بطونكم و جيوبكم قبل شعوبكم، لأنكم لستم أهلا للثقة الممنوحة لكم، لأنكم بلا أحاسيس و لا مشاعر، لأنكم لا تحاسبون على أفعالكم، لأنكم أصنام تعبد في عهد الديمقراطية، أشخاص تقدس في زمن الحرية، حرية الشعوب، أنتم من جنى على القمة و جنى على العروبة و جنى على العربية و جنى على الاخوة و جنى على الانسان العربي بكل ما حكتم من مؤامرات و ما عقدتم من صفقات بعتم من خلالها شعوبكم فردا فردا و بعتم خيرات بلدانكم فأيديكم المدنسة بسواد النفط و المحنطة بدولارات شعوبكم الجائعة، لم تكتفي بذلك أصبحتم تبيعون كل شيء حتى الكلام، و لو بلغة متكسرة.
خيمتنا كريمة بقدر كرم شعوبكم و قمتكم فاشلة أتم الفشل.

26. يوليو 2016 - 18:29

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا