البدء:
في المقام الأول أتوجه بالتهنئة من دون ملل وبكل أمل الي الأمة الموريتانية رئيسا وحكومة وشعبا وذلك بمناسبة انعقاد وإنجاح المؤتمر العربي , كم كان يشغلني ذلك اللقاء وكم كنت أناجي أن يمر بسلام .
لقد تم بحمد الله ماتمنينا
-انعقد اللقاء علي أرض شنقيط -بشهادة الضيوف ثم بشهادتنا نحن . ألم أقل في كتابة فائتة أن الموجود هو الآتي وليس الحاضر ؟هذا ليس من عندي بل هو من قول:كانت الذي لا أقاسمه كل شيء.
ان العاطفة نحو الوطن ورجاء الخير له تدفعك دفعا فلا يمكنك إلا ان تعمل المستطاع حيث يتولد الانطباع أنك هو الوطن و أن الوطن هو الأنت,ان صح تعريف الضمير,هذا الشعورالذي يغلب علي الظن انه موجود بالقوة فينا جميعا هو ما ينبغي أن يصطلح علي تسميته بالمواطنة التي الي الآن لا اتفاق علي تعريف لها .
الموضوع:
ان –وللتقرير-الأوجاع الملمة بالأمة لم تعد خافية,من قبل كانت مدركة من النخبة التي مع الأسف كان هم البعض منها الاستزادة من النفوذ والجاه لا يولي الهم العام ولا الرقي أي اعتبار .
كانت الخطورة تتمثل في هدر المال والسفه في التسيير و لم يكن ثمة تهديد بنسف كيان الأمة من جذوره وهو ما يمكن أن نعبر عنه بالانقراض الذي لم يعد أي عاقل يماري في أنه ممكن الحدوث تماما كما حصل مع الديناصور ,وهم أشد قوة وأثقل وزنا – الحديث عن المفرد بضمير الجمع جائز .
الخوف اليوم هو من أن تزول أمة بأكملها وتكون جزء من دروس التاريخ تقدم للتلاميذ والطلبة في الفصول شرحا شفهيا أو كتابة علي السبورة في تناقض صريح مع ماض مجيد.
ندرك اليوم بكامل أطيافنا انه ان لم يتم التدارك الواعي وبسرعة فقد يقع ما لا تحمد عقباه ,الأعداء يتربصون الدوائر وهم مع الأسف كثر و لن يهدأ عيشهم قبل اغراقنا في أوحال لا سبيل الي الخروج منها عبر مراحل بدأت بزرع البغضاء وخوف البعض من البعض للانتقام و الانتقاص من منزلتنا .
وفي مرحلة لاحقة وبسببهم يخاف المرء من بنيه ومن نفسه حتي اذا سيطر الخوف علي الجميع رأيتهم يتحاربون ,كل يريد البقاء بينما الواقع قضي بأنهم انما يهلكون أنفسهم بأيديهم وأيدي المستعمر.
الأمة اليوم كما الأمس القريب –ان كان نعت الأمس بالقرب يزيد - مسكينة ,بائسة عكس ما كانت عليه في الأمس القديم ان كان انعات الأمس بالقدم مقبولا.
الأسباب : لا أري من المناسب الخوض فيها لتواضع معرفتي ولأنها من ما لا ينفعنا في الحاضر .
ويحسن هنا استحضار قول شاعرنا منذ عقود:
بني سورية اطرحوا الأماني وألقوا عنكم الأحلام ألقوا
فان من خدع السياسة ان تنادوا بألقاب الرئاسة وهي رق .
انظر معي أننا لا نزال نعيش كما لو كنا في القرن الثامن عشر ,لو صح أن الزمن لا يؤثر في الناس لقلت :انهم نحن .
ان واقع الأمة الآن يدركه الأعمى والبصير والمشكل يتمثل في انعدام نية المواجهة ,كأننا لا نفهم الذي يرتب أو قد أدركنا أنه لم يعد من حل وبعبارة أخري ,خيم اليأس علي العقول والنفوس.
في هذا السياق الذي لا يكلف وصفا عميقا كونه مدركا من لدن الجميع , تتنزل قمة العرب في نواكشوط التي أسموها عن صواب قمة الأمل .
والذي عليه الاجماع أن الأمة –أيةأمة-عندما تضيع الأمل لا تنشد المستقبل و تبقي في وضع مراوح أقرب للسلب منه الي أي تقدم.
وحتي ان كان الأمل لا يموت عند البعض لكونه غير مادي فقد رأيناه يموت ولم نستطع اسعافه بسبب فقدان الأمل .
وتعد قمة نواكشوط فرصة نادرة من اللابدي -أولا بد- من اغتنام ما بعدها لا حياء الأمل في القضاء علي عدم الأمل المتأتي من ديمومة ألم الملل من عدم الأمل .
ان الألم الحاصل للأمة لم يعد يطاق فلذلك نواجهه باللامبالات غنا من البعض أنك حين لا تبالي بالشيء تخرجه من أناك فلا يبقي سوي الأثر وهو ما يسميه البعض التناسي بالإلهاء وهو لعمري ضرب من الخيال واستحقار للسلوك السوي اذ هو يتجاهل الواقع ونحن نعلم أن الواقع لا ينفع تجاهله بل مواجهته هي المفيدة .
وأخشي ما أخشاه أن نبتلي في الجغرافيا فيتم الالتفاف علي أوطان بأكملها ويصبح هم الجميع أن يمنح عيش المعاهد او اللاجئ فقط .
سؤال وعدم أهلية الجواب :
هل بإمكان قمة نواكشوط في ضوء هذه الاعتبارات وغيرها أن تكون مخلصا ؟الجواب :نعم ولا ,فكيف ؟
نعم :اذا كان الجميع قد أدرك الخلل الكبير-اكتفيت بهذا النعت –الحاصل للأمة وانه يلزم البحث الجاد عل وعسي لا تنقرض الأمة وتزول أو تزول وتنقرض.
لا :اذا انطلقنا من الصورة الوردية التي تردد أو يتم ترديدها كل حين والتي مؤداها أن كل شيء علي ما يرام وأن ما يقال عن الضيقات ليس إلا اقوال متشائمين مع ادراك هؤلاء أنه قد تبين الحق.
لا أدعي تقديم النصح في ذلك فرشداء الأمة كثر وعلماؤها والذي ينقص هو المبادرة والشعور بأن الوقت زاد علي كونه حان مرات مضاعفة .
نحن اليوم لا نجاهد لتحقيق نمو أو زيادة انتاج بل نسعى الي أن نبقي لأن البقاء شرط في تحقيق أي مسعي مهماكان و حتى السعي للبقاء يتطلب البقاء أولا .
ان تبني :المحافظة علي التوازنات الكبري والحد من التضخم وتحقيق نمو قدره كذا والاسترسال في الفحص الميز انوي كل هذا اذا لم يواكبه الطرح الواعي قد يدلي في غرور ان لم يكن ذلك قد حصل –مع الاعتذار في الاستخدام المفرط للاسم الموصول.
حفظ الله الأمة وأرشدها الي الخير ووفق موريتانيا الي أن تكون قيادتها للجامعة فاتحة عهد جديد من مصارحة الذات , يلم الشمل ويصون الكرامة ويحفظ الأهل ويحقق المبتغي ويعصم من كل زلل ويؤمن من كل ملل وينهي الألم ويفتح كل أمل .
أدام الله عافيته علي الجميع ...