واه من يظنّ أنّ للعام الدراسي الجديد نكهة سوف تجلب لنا جديدا؛سوى مزيد من هدر طاقات المصادر البشرية التابعة لوزارة التهذيب؛ وهم ما يعرفون وطنيا عندنا (بالمفرغين)؛فهؤلاء يزدادون مع كلّ مسئول جديد يلج باب الوزارة؛فلكل منهم أقاربه وأصفياءه وحاشيته لا بدّ من تلبية ذوقهم؛
ولو على حساب هذا الوطن الحبيب ونهب خيراته وتجهيل أبنائه.
واه من يظنّ أنّ هذا العام الدراسي فيه جديد؛ووزارتنا عاجزة أن تفرض القانون على خمس مائة موظف ما بين معلم وأستاذ ؛يختبئون في أروقتها؛ووزيرنا الحالي قد أحصاه وعدّه عدّا.
هل تعلم أنّ ديوان الوزير يخبئ مائة وثمان خمسون معلما وأستاذا (مفرغون) ولا توجد لديهم مذكرة عمل. وهل تعلم أنّ المصادر البشرية في الوزارة تخبئ ما يربوا على مائتين من المعلمين والأساتذة و لا يمارسون أي عمل؛وإنّما هم أيضا (مفرغين).
وهل تعلم أنّ هناك مائتين وستّ وثلاثين معلما وأستاذا يتبعون لمصلحة الامتحانات وهم (مفرغون) كذالك. وهل تعلم أنّ لوزير التهذيب وحده خمسة عشر مستشارا مستغن عن خدماتهم؛ومع ذالك بقوا بجنبه (مفرغين )؛والوزارة عاجزة أن تنزلهم للميدان.
أمّا مصلحة التعليم الثانوي والتعليم الأساسي والإدارات الجهوية والمفتشيات فلن أقدم لكم أرقاما تفضح فسادهم وهدرهم للكادر البشري ؛لأنّها صارت أوكارا لدفن طاقاته وهدر مجهوده من خلال (التفريغ)؛ينهمكون فيه؛كأنّهم ينفذون سياسة رسمية للوزارة.
يقال أنّ سبب سقوط الموصل بيد (الدولة الإسلامية) هو (تفريغ) عدد كبير من الجنود ؛كان ديدنهم تسجيلهم في دفتر الحضور كلّ يوم داخل ثكناتهم العسكرية برشوة قادتهم؛مقابل غيابهم عن مواقعهم العسكرية؛فكانت الموصل لقمة سائغة أمام هجوم (الدولة الإسلامية).
فهل يتكرر السناريو في موريتانيا وتسقط وزارة التهذيب بيد الفوضى الخلاقة للجهل والفساد والمفسدين؟.
في كلّ سنة تصرف وزارة التهذيب مليارات الأوقية على موظفين لا يزاولون عملهم؛تركهم الجاه والرشوة والقرابة من دون رقيب ولا حسيب؛يستلمون رواتبهم؛ويتركون واجبهم الوطني.
وتسعفهم الوزارة بعقدويين لا خبرة لهم من أجل سدّ فراغهم؛والتغطية على غيابهم.
لا أفهم تقاعس الوزارة عن تطبيق القانون على هؤلاء إلا إذا كانت الوزارة تخشاهم ؛بسبب قوّة نفوذهم في الدولة؛ وتوغل لوبيهم السياسي فيها؛فيكون أيّ مسؤول وخاصة الوزير أمامهم ريشة في مهب الريح إن فكّر في عنادهم؛ ويرتجف من سطوتهم إن خالف ودّهم.
هذا المذهب قد يدعمه أنّ حال (المفرغين) يعلمه النظام لكنّه يتعامى عنه.
التعليم في بلدي دخل غرفة الإنعاش؛ فنخبة كادره (مفرغة) على مرأى ومسمع من صانع القرار؛ومع ذالك لا يحرك له ساكنا.
بل يستبدلهم بعقدويين يكتتبون غالبا على شهية الهوى؛ونار الرشوة؛يسحق بذالك مستقبل التلميذ.
وأمّا مناهجنا فما زالت تتخبط في مسألة التعريب في المواد العلمية التي تدرس بلغة أجنبية؛لا يتقنها المدرس ولا يفقهها التلميذ؛فيؤول أمره إلى الضياع.
وتراجع عدد الناجحين في كلّ سنة دراسية شاهد على ما نقول.
فهل من فرج يا ترى؟.