كثيرا ما ترى شابا موريتانيا في مقتبل عمره؛ بل قد ترى مراهقا أيضا يلبس زيا تظن أنه " خاخام يهودي" أو "مرشد بوذي" للأسف الشديد، ولا تكاد تميزه من غيره لوجه التشابه الغريب بينه وبين هؤلاء؛ اللهم إلا عن طريق البشرة واللجهة والتي هي أيضا تغيرت في أغلب الأحيان تبعا لتغيرالملامح ،
فأصبحت تحتوي كلمات من قبيل : "مون بوت" أو"وايت" أو "صاحبي" أو كتلك خوي" أو "آه مون بوت انت جو" أو "لا اتكول شي خوي"... فهل نحن في عصر جارف للأخلاق والقيم الشنقيطية الأصيلة؟ وهل يا ترى أصبح هذا العصر أو الجيل بدعا من الأجيال الماضية؟ولماذا ؟
تكمن المشكلة في تغير النهج التربوي التعليمي لدى الأسرة الموريتانية اليوم، وغياب الرقابة من طرف الوالدين؛ بل وجهل الكثير منهم لأساسيات التربية الإسلامية التي تربينا عليها؛ مع أن عامل تغيرالقيم بواسطة الأحكام االعسركية لتي حكمت موريتانيا بعد انقلاب 1978 وكان لدى الدور الأساسي في إفساد القيم والأخلاق للأسف الشديد "وأهل مكة أدرى بشعابها.
قد ترى في بعض الجامعات أو المدارس من يمارس كافة أنواع التصرفات الغير أخلاقية والمنافية للشرع وتستغرب، ولكن ماهو أغرب من ذلك أن الشباب الموريتاني في أغلبه وخاصة من كان في سن المراهقة أو فوق ذلك بقليل ينتهج أسلوبا مغايرا؛ يبيع المخدرات ويستعملها وتلك لعمريهي الطامة الكبرى وسببها تواجد حوانيت الصين في المقاطعة، إضافة إلى وجود أغلب المدرسين في المدارس الحرة هم أجانب وربما يكونوا لديهم ضلع كبير في تغيير أخلاق التلاميذ! وقلما ترى مدرسة إلا وهناك شباب حلاقة رؤسهم كأنها رؤوس الشياطين وزيهم زي رجال وهم نساء بامتياز ؟ أو شياطين يراهم البشر في وضح النهار يمرحون للأسف الشديد والتعلم منهم براء.
أيضا هنالك منهم من يلبس "البانطلون" الساقط من الخلف - وتلك الموضة الجديد - وينسى أنه إذا ركع سقط السربال عن عورته فخرجت العورة الملغظة وبذلك تبطل صلاته لخروج خاصرته لأن قميصه قصيرا غالبا ولا يسترها.
إذن هل نستنتج مما سبق أن الجيل الجديد جيل التسعينات والألفين جيل من نوع خاص (جيل التملاح والتبانضي والتللص)؟
وأين نحن من عصر الدولة الشنقيطية الأصيلة المعروفة بخلاف ذلك ؟
وهل نسينا أننا أحفاد شنقيط وولاته ووادان وغيرها ...؛ تلك المدن التي أخرجت أمثال : الولاتي الذي ألف 110 كتب وهو في سن الثامنة عشرة، و الإمام الحضرمي،والديماني والحاج لحسن ولد آغبدي ومنيرة بن حبيب الله ومحمد سعيد اليدالي وخديجة بنت العاقل وآب ولد اخطور وأحمد البدوي المجلسي وعبد الله بن أحمد الشنقيطي الحوضي والطالب أحمد ولد أحمد راره التنواجيوي والطالب محمد البرتلي والمختار بن بونه والشيخ سيد المختار الكنتي وسيد عبد الله ولد الحاج ابراهيم والشيخ المصطف ولد العربي الابيري وغالي ولد المختار فال البصادي ومحمد مولود ولد أحمد فال اليعقوبي والقامة تطول ...... ولعمري أولئك هم الرجال وعيبأ لا يقال لمن كان في زيهم رجل!