من المفيد جدا أن تجلس مع نفسك وتلقي نظرة متأنية على سنة
عمرتها قربتك إلى آخرتك ورحلت بك عن دنياك
هل زادتك قربا من ربك الذي سارت بك إليه وأدنتك من لقائك أم أبعدتك عنه وﻻمفر منه ؟
تذكر تلك الليالي الخوالي التي انكمشت ماذا قمت منها ؟
وتلك اﻷيام التي طويت ماذا صمت منها؟
هل أنت ممن ذهب عنهم عناء الطاعة وبقي لهم جزاؤها ؟
أم ممن ذهبت راحتهم وبقيت حسرتهم على ضياع اﻷجر و الذخر؟
تذكر أيام وأساييع وشهور وساعات ودقائق تلك السنة هل ربحتها أم خسرتها ؟
ماذا أنجزت من أهداف ؟ وماذا ربحت من فرص؟ وماذا تجاوزت من تحديات ؟وما اقتحمت من عقبات؟
ماذا ازددت علما وماذا كسبت من حلم؟
ماذا حققت لنفسك ؟ وماذا حققت ﻷمتك ؟
هل تراك أطيب قلبا وأزكي نفسا وأشرح صدرا وأسرع سيرا
وأمضي عزما وأعلى همة وأسبق سعيا منك قبل عام أم ﻻ زلت
تراوح مكانك ؟ أم رجعت القهقري ؟
إن السنة من أعمار الجادين عمر طويل فإذا كنت ربحت عامك فلتحمد ربك ولتسأله الثبات والقبول ولتحرص على أن تكون سنتك القادمة أفضل فقد كان السلف يقولون "من كان يومه كأمسه فهو مغبون "
وقال ابراهيم الحربي "صحبت أحمد بن حنبل عشرين سنة فما رأيته في يوم إﻻ قلت خير مما كان عليه باﻷمس "
ومن دعاء النبي الكريم صلي الله عليه وسلم "واجعل الحياة زيادة لي في كل خير"
أخيرا تصور نفسك وقد حضر اﻷجل وصار العمر كله كهذا العام هل يرضيك أن تلقى ربك بما في هذا العمر إن آخر عمرك سيتبع أوله وﻻحقه سيتبع سابقه فأفق من غفلتك واصح من سكرتك وتدارك بقيتك قبل فوات اﻷوان وانصرام الزمان وحلول الخسران
أجدك لم تسمع وصاة محمد نبي الإلَهِ حين أوصى وأشهدا
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى وﻻقيت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على أﻻ تكون كمثله وترصد للموت الذي كان أرصدا
بارك الله لنا جميعا في اﻷعمار و اﻷعمال