بسم اللـه الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
حق الرد على المحامي عبد الرحمن بن ديحي
{يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}
{تالله ما جئنا لنفسد في اﻷرض ...}
{وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ...}
{ومن يكتسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا}
{والذين جاؤوا بالافك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الاثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم}
لقد أطلقت بعض الأوساط، منذ نحو ثلاثة أشهر، شائعات خطيرة نشرت فى بعض صفحات الفيس بوك يتهمني مروجوها زورا وبهتانا وظلما وعدوانا بما اللـه يعلم براءتي منه براءة الذئب من دم يوسف. وقد التزمت بالصمت مدة طويلة، رغم ما لحق بي من الأذى، وذلك لأسباب في مقدمتها نصائح الشيخ الوالد، وذلك طبقا لنهج تربى عليه وربانا عليه، وهو نهج {ادفع بالتي هي أحسن}، ونهج عدم الانتصار للنفس وإيكال الأمر إلى اللـه فيما يعلم العبد براءته فيه.
ثم اضطررت قبل نحو أسبوعين إلى الخروج عن صمتي بعد أن تسلق بعض المدونين على ظهري للتطاول على والدي الشيخ محمد الحافظ النحوي واتهامه بما يثبت جهلهم به أو تجاهلهم لما يعلمه الخاص والعام من نهجه في معاملة الناس، لكنني اكتفيت بنشر بيان على بعض صفحات التواصل الاجتماعي، في وقت تعالت فيه أصوات كثيرة من الناصحين تعتبر أن من اتهموني ظلما وعدوانا قد اخترقوا كل الإشارات الحمراء بتوجيههم سهام الاتهام أيضا إلى الشيخ الوالد وتطاولهم عليه وعلى من حوله، لكن الشيخ الوالد بادر بعقد اجتماع لأفراد الأسرة في الديار المقدسة ووجه تعليمات صارمة بتحمل الأذى ومقابلة الإساءة بالإحسان أو بالصمت على الأقل والاشتغال إزاء كل اتهام ظالم بتلاوة القرآن وذكر اللـه والصلاة على رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم. وقد عمم هذا التوجيه على أفراد الأسرة في موريتانيا وخارجها وعلى من يؤازرهم من الإخوة والأحباب، ووجدت نفسي مرغما من جديد على الصمت، غير أنه ما إن نشر بيان الشيخ الوالد حتى لحقه عن قرب مؤتمر صحفي بادر فيه المحامي عبد الرحمن ولد ديحي إلى اتهامي بشكل مباشر، بأخطر تهمة يمكن أن توجه إلى إنسان بعد الشرك باللـه، وبصيغة لا تخلو من تعريض بالأسرة، وعلى أمواج الإذاعات والقنوات.
ومنذ ذلك الحين وأنا أطالب بتمتيعي بحق الرد، بنفس الأسلوب، فقد بلغ القذف والقدح مدى غير مسبوق باجتراء محام يفترض أن يكون من أعرف الناس بالقوانين والأحكام الشرعية على إطلاق تهم جزافية بالغة الخطورة، لا سند له فيها، ثم استغلال القنوات الفضائية وشبكة الأنترنت لتعميم هذا الاتهام، وتلويث سمعتي وسمعة الأسرة أمام القاصي والداني، ويأبى اللـه عن ذلك، فاللـه يعلم المفسد من المصلح.
وبناء عليه، ونظرا لبلوغ القذف مدى غير مسبوق، وعملا بما يوجبه الشرع من صيانة العرض، وفي انتظار أن يتيسر لي حجز العودة من الديار المقدسة إلى بلدي قريبا بإذن الله، فقد رأيت من الواجب المستعجل أن أرد على بعض الاتهامات الظالمة عبر وسائل الإعلام، وخاصة تلك التي نشرت عن قصد أو عن غير قصد تلك الاتهامات. وهذه خلاصة العناصر التي أود عرضها على الرأي العام، محتفظا بحقي عند الاقتضاء في الدفاع عن عرضي بالوسائل التي يتيحها الشرع والقانون.
أولا - أؤكد تعاطفي وتعاطف الأسرة مع الأسرة المنكوبة التي تربطني شخصيا بها أواصر قربى. وبغض النظر عن تلك الأواصر، فأنا أومن بأن المصاب في فقيدنا زيني رحمه اللـه ليس مصاب أسرته المباشرة بل هو مصابنا جميعا، آجر اللـه الأسرة وآجرنا جميعا وتغمد الفقيد بواسع رحمته.
ثانيا - أقول للمحامي عبد الرحمن ولد ديحي الذي اعتبرني متهما من طرف وشاهدا لطرف، إنني لست شاهدا في هذه القضية ولا ناقة لي فيها ولا جمل. وقد قلت من قبل وأكرر أنني لست في وضع يؤهلني لتبرئة أحد أو اتهام أحد أو الشهادة ضد أحد، أحرى ضد أخ قضى نحبه، في ظروف أقل ما تقتضيه الشفقة والمؤازرة. وأتحدى أيا كان أن يقدم دليلا على أنني شهدت ضد المرحوم، أما كوني متهما عندكم، فيكفيني علم الله أولا ثم كون هذه التهمة غير صادرة عن العدالة في بلدي، وقد يكون من حقك نظريا أن تتهم أيا كان، وأنا رهن إشارة العدالة عند الاقتضاء لتتبين الحقيقة، لكنني أقول لك من الآن: اللـه حسيبك، وهو الشهيد على براءتي، واتهامك إياي لا يعدو أن يكون بهتانا أو ظن سوء فاختر أيهما شئت، واقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا.
ثالثا - أقول للمحامي عبد الرحمن الذي قذفني بشكل صريح على رؤس الأشهاد: اتق اللـه. كيف تسمح لك نفسك بأن تتهمني بعلاقة مشبوهة بطالبة، وأنت تعرف ما في هذا القول من القذف؟ وكيف تؤسس على هذا الإفك المبين افتراضا بعلاقتي بجريمة قتل والعياذ باللـه؟ أين هي محاضر التحقيق التي تدعي أنها بينت أن لي علاقة مشبوهة بالطالبة؟ أين هي بينتك على هذه الدعوى الظالمة؟ {وتحسبونه هينا وهو عند اللـه عظيم}! وليعلم المحامي الذي قذفني، وليعلم الجميع أن علاقتي بالطالبة المذكورة لا تتجاوز علاقة زمالة في الدراسة والنشاط الطلابي، فقد كانت عضوا في مكتب اتحاد الطلبة الذي أرأسه، لكن علاقتي بها في هذا الاتحاد هي مثل علاقتي بغيرها من أعضائه ومثل علاقة سائر أعضائه بعضهم ببعض، وليس فيها بحمد اللـه ريبة. وقد بادرنا في اليوم الأول للحادث، بعد نشر تعزية موجهة لأسرة المرحوم والأسرة الطلابية، على صفحة الاتحاد، بادرنا بتعليق عضوية الطالبة المذكورة في انتظار أن تقول العدالة كلمتها، فأين العلاقة المشبوهة في هذا؟ وبأي حجة توجه إلي تهمة العلاقة بجريمة قتل والعياذ باللـه؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين!
رابعا - أقول للمحامي عبد الرحمن الذي قذفني وافترى علي: هات الدليل على أنني كنت، يوم الحادثة، في ارتباك شديد وشديد للغاية، كما تدعي. ما هي براهينك؟ أين هم شهودك؟ ما هي دلائل الارتباك المادية التي يمكن أن تؤسس عليها تهمتك؟ ما الذي تقصد بالارتباك الشديد إلا إذا كنت تعني ما يشعر به أي إنسان سويّ من الحزن إذا علم بمصاب من هذا النوع؟ نعم، إذا كان نشر تعزية ارتباكا، فقد ارتبكت، وإذا كان القدوم إلى المستشفى من أجل مواساة الأسرة وحضور الصلاة على الفقيد ارتباكا، فقد ارتبكت، وإذا كان التوجه إلى المفوضية لاستقصاء الحقيقة ارتباكا فقد ارتبكت، لكنك بهذا المعنى ستتهم كثيرا من الناس بأنهم وقعوا في ارتباك شديد لأنهم حزنوا على الفقيد كما حزنت، ولأنهم حضروا إلى المستشفى كما حضرت ولأنهم بحثوا عن الحقيقة كما بحثت عنها، ولن تجدني وحدي في هذا الموقف، ولن تجد فيه معي شخصا وحيدا آخر، أشرت إليه، وارتبكت فيما يبدو حين قلت إن التحقيق كشف عن شخص أو شخصين ثم تراجعت فلم تجرؤ على توجيه سهام اتهامك إلا إلى شخص واحد هو شخصي الضعيف، نعم، أنا أيها المحامي عبد الرحمن شخص ضعيف، ولكنني قوي باللـه واللـه شهيد على براءتي مما قذفتني به. أما الدعوى التي سبقك بها آخرون وقالوا فيها إنني تغيبت عن الامتحان وإنني جئت إلى الجامعة متلثما، فقد سبق أن بينت بطلانها فقد كنت في بيت والدتي حين أبلغني أحد الطلبة الخبر. وأرجو ممن يبحث جادا عن الحقيقة أن يراجع المسئولين في الجامعة ليعرف إن كنت تغيبت عن امتحان أو حضرت في حال ارتباك.
خامسا - أقول للمحامي عبد الرحمن الذي منح بكلامه على القنوات الفضائية ذريعة لمن اتهموني وهددوني بالهاتف وعلى صفحات الفيس بوك، ظلما وعدوانا، أعدَّ جوابك لرب العزة المنتقم الجبار، فيما يؤدي إليه كلامك من التحريض على الأبرياء ومنح الذرائع للسفهاء. أما أنا فأتمثل بقول اللـه سبحانه وتعالى {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا اللـه ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من اللـه وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان اللـه واللـه ذو فضل عظيم}. {وأفوض أمري إلى اللـه إن اللـه بصير بالعباد}.
سادسا - أطلب ممن أراد أن يطلع على مزيد من التفاصيل بشأن ردودي المفصلة على التهم الظالمة التي وجهت إليّ أن يرجع إلى البيان الذي نشرته على الفيس بوك.
سابعا - أشكر لرئيس وبقية أعضاء لفيف المحامين في قضية المرحوم زيني ترفعهم عما وقع فيه زميلهم عبد الرحمن من القذف بغير بينة وأجدد تعاطفي مع الأسرة المنكوبة، فمصابنا في المرحوم واحد وعزاؤنا فيه واحد، وأسأل اللـه الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، والذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء أن يبين براءتي من هذا الإفك المبين، ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيي عن بينة واللـه سميع عليم.
{ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم}
من الديار المقدسة
29 ذي الحجة 1437
القوي بربه، الغني به عما سواه