تدور في قصر المؤتمرات منذ 29 سبتمبر الحالي الأيام التشاورية في إطار ما يسمى بالحوار الوطني الشامل؛ الذي دعت له الأغلبية الحاكمة وبعض أحزاب المعارضة (نسخ متشعبة من الحزب الحاكم ...)، وذلك من إنجاح ورشات هذا الحوار والاتفاق على جميع النقاط المطروحة على طاولة الحوار
وهي كثيرة ومتشعبة ... وقد قاطع هذا الحوار "منتدى المعارضة" بشكل ضمني؛ وحُقَّ له ذلك.
ولكن التساؤل المطروح هل كان الحوار الجاري أمرا دُبر بليل لتكريس المأمورية الثالثة ؟ أم هل تلك المأمورية ستأتي ولكن على منوال عهد سيدي ولد الشيخ عبد الله؟ أم أن ذلك كله توقعات والحقيقة هي براءة الرئيس من كل ذلك؟
تلك التساؤلات لعمري واردة "والذي يستطيع جوابها هو الرئيس "وعند جهينة الخبر اليقين"، ولكن هنالك مؤشرات دلت وتدل على أن الحوار لم تُراعى فيه المعايير اللازمة لنجاحه ... ولم يُهيأ له الظرف المناسب نظرا لغياب أحزاب وازنة وإن غالط المتحاورون في تسميته ب " الحوار الوطني الشامل" وهو بالعكس ليس شاملا .... بل هو حوار بين المجتمع المدني؛ والمنظمات الحقوقية (أو العقوقية)؛ وكل يغني على ليلاه، والشعب ضحية لجريمة تُحاك على شاكلة جرائم الأنظمة العسكرية والأنظمة الدكتاتورية المقيتة...
وهنالك أمورٌ يندى لها الجبين؛ تَظْهر لكل ذي قلب طاهر غيور على هذا الوطن تتجلى في الو رشات؛ وقد لاحظتها بأم عيني بوصفي مشاركا، ومن ضمنها :
* انتكاسة كبيرة في تحول القيم والمبادئ لدى الكثير من المثقفين المتملقين تتمثل في عزوف البعض منهم عن تبيين الحق للأسف الشديد في كثير من النقاط؛ حتى أن بعضهم المتدخلين طالب بالاعتراف بقومية مزعومة " قومية بمبارة" في موريتانيا، واللجنة لم تمنعه رغم علمها بكذبه.
* وجود أشخاص بقاعات ورشات الحوار بالقصر الرئاسي لا يزالون في مستوى " الروضة" أو " الابتدائية" ومن الغريب أنهم يتجرؤون على الغوص في مواضيع عصية على أهل الاختصاص أحرى الجهلاء؛ فيهذرون ويفجرون القنابل ببعض الكلام الوقح والذي يدل على النذالة والجهل وقلة الأخلاق...؛ بل ربما يُقحمون الخلافات الشخصية بينهم وآخرين في موضوع لا علاقة له بذلك؛ تشهيرا بمن خالفهم.
*بعض رؤساء الجلسات عنصري بامتياز ويغالط الرأي العام حول ذلك.
* أن مستقبل موريتانيا على المحك؛ نظرا لنقاش أمور تعتبر ثوابت وطنية حساسة كرموز وشعار البلد : العلم النشيد...
* أن النظام عَلَّب الحوار بواسطة القائمين عليه لأن بعضهم خسيس والوطنية منه براء.فلا حول ولا قوة إلا بالله، تبقى الكرامة والوطنية... وكأن موريتانيا تقول حاليا:
العز في كَنَفِ العزيز ومن *** عبَدَ العبيد أذله اللهُ.