نشيدنا الوطني الجوهرة التي يفتقدها تاج المملكة الإسبانية / إبراهيم مختار ولد عبد الله

ربما تستعجل القراءة بحثا عن الرابط في العنوان لكنني اعتذر منك وادعوك لنتناول المحتوى بتأن أكثر لكي لا نستسهل الخوض في الثوابت بعيدا عن الضوابط و في البداية وقبل الحديث عن أي تأييد او معارضة للدعوة بخصوص تغيير النشيد ننوه الى ان تناول هكذا مواضيع من غير المقبول ان يتم 

بعيدا عن الطرح المنهجي  الذي يساهم في تحديد معالم الطريق الذي سنسلكه معا لأجل عرض أي وجهة نظر إزاء مشروع التغيير المفترض بعيدا عن الفوضوية والانفعال العاطفي
ما هو النشيد الوطني؟
عن ماهية النشيد؟ أي نشيد وطني فهو من حيث الشكل  يتألف  نمطيا من عنصرين هما معزوفة موسيقية وكلمات تتصف بالحماس، والنشيد قد يكون معترف به رسميا او شعبيا يعتاد مواطن البلاد على ترديده في مختلف المناسبات الموسمية، وهو جاء كنتيجة طبيعية للتطور المجتمعات البشرية الى دول حيث  كان  ولايزال لبعض القبائل  اناشيدها الخاصة التي تتداولها كما هو الشأن مع قبيلة المساي ألأفريقية على سبيل المثال والتي لاتزال حتى اليوم تحتفظ بأهازيجها الخاصة والتي تعبر من خلالها عن  الانتماء للمعتقد وللأرض وللقبيلة، والنشيد الوطني على شكلها الحالي كان اول ظهور له مع النشيد الهولندي منتصف القرن الرابع عشر
ماذا يراد لنشيد ان يحققه ؟
بطبيعة الحال يراد لأي نشيد وطني أن يكرس قيمة الوطن والوطنية في الأذهان والعقول عبر تقوية الارتباط بالأرض من خلال إثارة الإحساس بالانتماء لها وللامة التي تأويها عبر تمجيد تاريخها ونضال أبنائها ناهيك عن توطيد العلاقة بين أفراد أبناء الوطن الواحد من خلال الاقتصار اثناء صياغة النشيد على ما يجمعه حصرا.
هل النشيد غاية أو وسيلة لتحقيق غاية ؟
السؤال عن ما إذا كان النشيد الوطني غاية او وسيلة رغم ما قد يوحي به من ترف  يظل موضوعي و ضروري فهو من وجهة نظري وكما تبين مما تقدم يفترض ان الشيد غاية في حد ذاته، وقيمته بنفس نسبة قيمته كوسيلة فهو غاية لأن وجوده بات ضرورة تفرضها متطلبات التعريف بأي كيان لتميزه عن غيره تماما كوجود العلم الوطني، وهو  ووسيلة لأنه وجد لأجل توحيد المواطنين عبر تمجيد مشتركات تجمعهم بحيث تخلق الكلمات واللحن الرابط  المقدس بالأرض بمجرد تناول  أي منهم
ماهي الحاجة لتغيير اي نشيد وبالتالي ماهي حاجتنا لتغير نشيدنا الوطني
من حيث المبدا التغيير من سنن الحياة وهو في ما يخص الرموز والثوابت لا يشذ عن القاعدة لا كنه يحتم علينا الحرص والتريث اكثر من غيره فالمنطق يستوجب أن لا يسعى اليه عاقل دون حاجة تبرره لا بل تبرره على نحو ملح فالنشيد الوطني  وهو موضوعنا يجب ان يكون مطلب تغيير لدواعي اكيدة جوهرية  تستدعي سلفا تحديد مكامن خلل  وإخفاق معطل لمعناه مناقض لغايته مثير للبعض أبناء الشعب على حساب الأخر على نحو يجعله غير مؤد للوظيفة المناطة به وتلك أسباب لا ينطبق أي منها على نشيدنا الوطني المستوفي موضوعيا  لكل متطلبات الأناشيد بل إنه اكثر منها روعة فهو مميز مثلنا على نحو خاص بحيث تناول وعلى غير المعتاد مضامين لم تألفها الأناشيد الوطنية، التي نجح وربما اكثر من بعضها في ان يكون و ببساطة  معزوفة  وكلمات صيغت بتوفيق من الله لأجل التعبير عن مشترك يجمعنا كشعب دون إثارة لأي مشاعر سلبية حيال أي من مكوناته،
نشيد الوطني 
إنما جعل من نشيدنا الوطني نشيدا متفردا مؤديا لوظيفته على نحو بديع وموفق هو انه دعا الى قيم ومثل لا تختلف البشرية جمعاء على أي منها، وهو انه نجح في إبراز مشتركات يكفل الالتفاف حولها  لكل الفرقاء والأطياف أن يجدو ما يجمع بينهم من قيم ومثل عليا ومن هنا جاء العنوان نشيدنا الوطني الجوهرة التي  يفتقدها تاج  المملكة الإسبانية ذا لك ان النشيد الوطني الإسباني يقتصر على مجرد معزوفة  أريد لها ان تكون المهرب عن الإشادة بماض سيقضب  البعض ذكره ، وحاضر لا يتفقون عليه ومستقبل قد لا يجمعهم وبالتالي هم لم يعدموا من يكتب لهم نشيدا وطني  مذو إطلاق مسابقة النشيد الوطني قبل 9 سنوات  وانما أخفقو في إبداع صيغة لنشيد يشيد بمشتركات كلي ثق ان ترجمة  نشيدنا الوطني مع التصرف فيه تكفلها لهم فهنيئا لشعب الموريتاني بنشيده الوطني  وهنيئا له بكل هذ التميز والثراء
 

13. أكتوبر 2016 - 16:27

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا