يوم أمس السبت 29 اكتوبر 2016 كان يوما مشهودا من أيام النضال الوطني في موريتانيا، يوم التحمت فيه القوى الحقوقية بنظيرتها السياسية في ظل احتضان شعبي قل نظيره وعز شبيهه، يوم قرر فيه الشعب الموريتاني أن يتنكب طريق النظام وأن يكون في خانة الرافضين للتلاعب بمصيره
وثوابته الوطنية وقفا بالمرصاد للناهبين لثروته و المدنسين لسمعته، يوم ثأر فيه الشعب من المتهافتين على النظام في أيام عزه والسائرين في فلكه وقت سطوته والسالكين سبيله حين نفوذه. والذين لن يصرفوا دقيقة من التباكي عليه بعد أفوله، قرر الشعب إذن أن يثور على تلك القوى التي أرادت أن تطيل أمد تكسبها به والذي استمر على مدى أكثر من ستون عاما مضت هي عمر الدولة الموريتانية وتحاول أن تزيد.
الشعب الموريتاني أراد أن يقف بالمرصاد لمن أراد الاعتداء على الدستور الوطني والعبث برموز السيادة، وقف صفا واحدا وصدح أن أوقفوا مخرجات هذه المهزلة التي احتضنها قصر المؤتمرات بنواكشوط بداية اكتوبر الجاري، وكفى تجاهلا واستحقارا لهذا الشعب وامتهانا لإرادته.
الشعب الموريتاني رأى أن الحكومة الحالية عاجزة عن تقديم المفيد عبر تسخير ما أتيح من إمكانيات وتوظيفها في ما ينفع الناس ويمكث في الأرض، لذلك قرر التخلي عنها حين لم تقدم له أي إنجاز خلال السنوات السبع الماضية خاصة على الصعيدين التعليمي والصحي.
الشعب الموريتاني أصابه الممل بل أصابته خيبة الرجاء في رئيس وعده بالقضاء على الفقر وتقريب الخدمات من المواطنين عبر تسهيل ولوج المواطنين إلى الإدارة، كما نبذ من يمارس سياسة الخداع الاستراتيجي عبر انتهاج سبيل الوعد بالنوال. ذلك الوعد الذي لم يتحقق حتى يوم 29 اكتوبر 2016.
الشعب الموريتاني رأى سياسة التنويم المغناطيسي تمارس عليه عين اليقين فأرجع البصر كرتين محاولا - بعد استفاقته - أن يفكر ويستجمع ما تيسر من إمكانيات التقييم، لكي يتخذ قراره على بصيرة ويبني حكمه على أسس من التبصر تجعل المشكك في حيثياته يطأطئ رأسه وهو حسير كسير، بفعل قوة الحجة وصمودها أمام نزوات المطبلين ممن قرروا أن يتصامموا عن دعوة الحق التي تبدوا كالشمس في رابعة النهار.
الشعب بحماس شبابه وتضحية نساءه وحكمة شيوخه قرر إضفاء الشرعية على نشاط المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة وتكتل القوى الديمقراطية والمنظمات الحقوقية والمجتمع المدني يوم أمس السبت 29 اكتوبر 2016. مسلما إياها مفاتيح أموره، تاركا لها حرية التصرف الهادف إلى وقف الحكومة الحالية وكنس أفعالها إلى مزبلة النفايات.
هذا الحمل الثقيل يجعل المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة وشركاءه اليوم أمام تحد كبير فهو أًبح يمتلك تفويضا شعبيا هادرا، يفرض عليه أن يكون على قدر المسؤولية وأن يسخر كل الإمكانيات المتاحة من أجل أن يوقف هذه اللعبة سيئة الأداء والإخراج و التي خرج الشعب رفضا واستنكارا لها. المنتدى وشركاءه اليوم مطالبا بجعل التفويض نصب عينيه وهو يحث الخطى نحو إزاحة هذا النظام بما يراه مناسبا من وسائل. وبالتالي فنرجو أن يكون للمنتدى من القوة والقدرة ما يجعله على قدر المسؤولية..
نتمنى أن يكون المنتدى بحجم التحدي، السبت 29 اكتوبر 2016 يوم فتح فيه التاريخ أبوابه للخالدين .. فهل من داخلين؟؟ .. التاريخ يسجل والشعب ينتظر ونحن معه من المنتظرين..