مقاطعة باركيول وحلم العودة الى التّسمية القديمة لها (ولايـة آفطوط) / ابوه ولد أعمر

عندما طالعت عنوانا لبعض المواقع الإلكترونية عن "التقطيع الاداري المنتظر بموريتانيا"، استهواني ذلك العنوان لما يترتب عليه من مضامين هادفة للتنمية المستدامة لموريتانيا  وتعزيز اللامركزية  فيها .
ولكنني عندما قرأت الموضوع ،لا حظت أن حلم سكان مقاطعة باركيول لايزال بعيد المنال ، 

لا لأنه لم يخطر على بال أصحاب القرار المعنين بالتخطيط الإداري !! ولا لأن مقاطعة باركيول لم يرد اسمها من بين المقاطعات المرشحة للولاية !! لا، ولا ذاك.. بل إن هذه المقاطعة التى يعود إنشاؤها في سبعينات القرن الماضي ، ضمن التخطيط الإداري للجمهورية الإسلامية الموريتانية،تم اعتمادها آنذاك على أنها ولاية،تحمل إسم (ولاية أفطوط)، ربما يكون الاستغناء عن استحضارها في هذا المقام واردا ؟ فالدولة اعتبرت أنها أسست ولاية وهذا ما تثبته وثائقها الإدارية ، من أختام وشكليات رسمية ، كما هو حال الوثيقة الادارية الموجودة بحوزتنا، وهي نسخة من إعلان ميلاد بتاريخ : 20/11/1975 .
إن مشروع إنشاء تلك الولاية الذي استبشر به السكان في تلك الفترة كخطوة إيجابية لتقريب الإدارة منهم بعد أن عانى الكثير منهم من متاعب التنقل بين مناطق آفطوط المترامية الأطراف ، وبين مدينة كيفة عاصمة ولاية لعصابة التى تبعد عن بعض تلك المناطق أكثر من (200 كلم) من أجل الحصول على أوراق أو خدمات  مدنية ،والتي قد تكون فرص السفر للحصول عليها ، بل وسهولتها في بعض الأحيان أكثر توفرا للباحثين عنهافي نواكشوط  بدلا من عاصمة الولاية نفسها .
ومع الفرحة بذلك المشروع فوجئ الجميع بأن ( ولاية آفطوط) لم تعد هي الاسم الرسمي الذي بنيّ عليه المشروع ، و إنما استبدل باسم آخر هو : ( مقاطعة باركيول !!)   و لكن ماهي الأسباب ؟ هل تعود لأخطاء إدارية؟ أم أن سكان آفطوط لم تتوفر فيهم المعايير المطلوبة للحصول على ولاية ؟ مثلا: (ك: إينشيري، وتيرس زمور، وتكانت ..) أم لعوامل سياسية أخرى..؟.
مهما كانت الأسباب من وراء عدم تحقيق ذلك الحلم في هذه المقاطعة التي تضم مركزا إداريا هو (لعويسي) وثماني بلديات من بينها بلدية الغبرة التي كانت هي المركز الإداري الوحيد في السبعينيات قبل إنشاء " ولاية آفطوط " التي أصبحت حلما لا يزال يراود السكان .
قد لا تخفى على الدولة أهمية هذه المقاطعة من حيث النمو الديمغرافي،حيث يقدر عدد سكانها بما يربو على ثمانين ألف نسمة ، موزعـــة على ثماني بلديـــات ،هي:(باركيول، بولحراث، الغبرة ،لعويسي، أرظيظيع، كلير ، دغفك ، البحير)، و مع أن كل بلدية من هذه البلديات مهيأة لأن ترشح كمقاطعة من حيث المساحة الجغرافية ، والنمو الديمغرافي ، والمعطيات الاقتصادية الأخرى، كالزراعة و التنمية الحيوانية ، و التجــارة ، وغير ذلك من المقومات الاقتصادية والاجتماعية التي يحتاج السكان فيها إلى تقريب الإدارة و مسايرة التنمية، خاصة في المناطق المهمشة .
إنّما تتمتع به هذه المقاطعة من موقعها المتميزيجعلها ترقى إلى أن تتحوّل أحلام سكانها إلى واقع ملموس ، فهي تتوسط بين ثلاث ولايات ، هي: (تكانت شمالا، ولبراكنة غربا ، وكوركول جنوبا) ،إضافة إلى ارتباطها بولاية لعصابة التى تقع فى حدودها الغربي، فسكان هذه المنطقة يستمدون تنوعاتهم الثقافية والاجتماعية من سكان هذه الولايات التى حباها الله بهذا التناغم الاجتماعي والحضاري ، وهو ما جعلها نموذجا للأخوة الإسلامية ، وفقا للتعاليم الإلهية التى نجدها في قوله عزّوجل {سورة الحجرات،الآية:13}:" يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم".
كما أنها نموذجا آخر للتعايش السلمي، والوحدة الوطنية الصادقة التى تذوب فيها الفوارق بين الأعراق البشرية من خلال التلاحم ، والتراحم، والمحبة بين مكونات سكانها ، والتعــاون فيما بينهم، ومؤازرة بعضهم البعــض،عملا بقوله تعالى {سورة القصص، الآية:35}: "سنشد عضدك بأخيك"،وقوله تعالى: {سورة المائدة،الآية:2} "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" .
إن سكان مقاطعة باركيول وهم يعيشون نشوة الإنجازات الكبرى التي تحققت في عهد السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز، والمتمثلة في المشاريع العملاقة التالية:
1. طريق باركيول الغايرة.
2.  مشروع مياه آفطوط الشرقي .
3. شبكة الكهرباء بعاصمة المقاطعة (والتى يطمح السكان إلى توسعتها لتعم باقي البلديات الأخرى).
4. المشروع الحضاري الكبير (تجمع القرى ببلدية بولحراث) .
إضافة إلى مشاريع يتطلع المواطنون بالمقاطعة إلى انجازها، وهي:
• مشروعي طريق باركيول بولحراث صواطة.
• مشروعي طريق (باركيول بولحراث الغبرة مونكل).
• مشروع تجمع قرى ماقة ببلدية كلير، وغير ذلك من المشاريع الكبرى التي سيظل سكان مقاطعة باركيول بشكل خاص ، وسكان مثلث الأمل بشكل عام ، ممتنين بها للسيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز، ولا غروه ، فهو رئيس الفقراء والمهمّشين ، وسكان مقاطعة باركيول هم أول من هبّ في الميسرات الحاشدة تأييدا لمسار السادس أغسطس 2008 م التصحيحي  للمجلس الأعلى للدولة بقيادته ، كما كانت نتائج هذه المقاطعة فى الانتخابات الرئاسية 2009 و2014 م  فى طليعة النتائج الداعمة للسيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز .
ومع ما يشهده سكان المقاطعة من إنجازات في البنى التحتية فإن آمالهم لازالت معلّقـة في تحقيق حلمهم الأكبر، وهو تحويل مقاطعة باركيول ضمن الخطة الجديدة للتقطيع الإداري المزمع تنفيذه من طرف السلطات العليا في الدولة إلى ولاية تعود إلى اسمها القديم (ولاية آفطوط الشرقي) ، وبذلك يكتمل الحلم وتتحقق الآمال في التنمية الشاملة لهذه المنطقة من وطننا العزيز التى شهدت ردحا من الزمان عرف فيه سكانها وأطرها الكثير من التهميش والنسيان ،بل والحرمان حتى من المناصب السامية فى الدولة، أو استحضارها ضمن الخطط والبرامج الوطنية الكبرى !!.
                                                   

1. نوفمبر 2016 - 9:07

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا