وتكررت أخطاء الاتحاد / محمد الأمين ولد الفاضل

أخطاء كثيرة ارتكبها اتحاد الكتاب والأدباء الموريتانيين بعض هذه الأخطاء كان من قبل انعقاد مؤتمره الحادي عشر، والبعض الآخر جاء من بعد انعقاد المؤتمر ومن بعد انتخاب مكتب لهذا الاتحاد، ولم يسلم يوم انعقاد المؤتمر من تسجيل أخطاء شنيعة.
فمن قبل انعقاد المؤتمر الحادي عشر للاتحاد سمعنا عن نزاعات وصراعات وخلافات وصلت إلى المحاكم،

 وطالعنا في تلك الفترة بيانات وبيانات مضادة خلت في كثير من الأحيان من  اللياقة ومن أدب الخلاف، ولم تتورع  في أحايين أخرى عن إذكاء النعرات القبلية والجهوية. وفي يوم انعقاد المؤتمر فوجئنا بأن أول بيان ينشر في العهد الجديد، قد تم توقيعه من طرف "المبدعون الشباب"، وقد تم تخصيصه للتهجم على شاب معتقل قد نتفق أو نختلف على الطريقة التي عبر بها عن احتجاجه، ولكن، لم يكن من الأدب، ولا من الذوق الرفيع، ولا من حسن الأخلاق، أن يتلى بيان في فعاليات المؤتمر للتهجم على شاب معتقل، خصوصا وأن هذا الشاب ليس عضوا في هذا الاتحاد حتى يكون الاتحاد ملزما بأن يتبرأ من الأسلوب الذي اعتمده ذلك الشاب  في التعبير عن رأيه.
لم تتوقف أخطاء مكتب الاتحاد عند هذا الحد، بل ظل هذا المكتب يرتكب الخطأ تلو الآخر إلى أن وصل به الأمر إلى ارتكاب أخطاء شنيعة على هامش الحفل الذي خصصه مكتب الاتحاد لتكريم إعلامي بحريني من أصول عراقية يعمل بقناة العربية وزار موريتانيا لتغطية مؤتمر القمة العربية السابع والعشرين.
بدءا لا بد من القول بأن تكريم أصدقاء موريتانيا ومحبيها وعشاقها هو من الأعمال المطلوبة التي على مكتب اتحاد الكتاب والأدباء أن يسارع إليها، ولكن فيما يخص تكريم "محمد العرب" فإن هناك ملاحظات قد يكون من المهم الحديث عنها في هذا المقام.
الملاحظة الأولى : لا أستطيع أن أشكك في حب "محمد العرب" لموريتانيا، ومن الراجح عندي بأن هذا الصحفي قد أحب فعلا موريتانيا، وربما يكون قد أحبها من أول نظرة، ولكن ذلك لن يمنع من القول بأن الأساليب التي اختارها محمد العرب للتعبير عن حبه لموريتانيا كانت في أغلبها أساليب صبيانية وساذجة.
الملاحظة الثانية : لقد كان هناك من هو أولى بالتكريم من محمد العرب، فهناك مثقفون وفنانون من خارج موريتانيا أحبوا موريتانيا حبا عظيما، وعبروا عن ذلك الحب من خلال أعمال أدبية وفنية ذات قيمة كبيرة، وهؤلاء قد أحبوا موريتانيا منذ عقود وليس منذ أشهر، وهم الآن قد تقدم بهم السن، ولذلك فقد كانوا أولى بالتكريم من أي شخص آخر.
الملاحظة الثالثة: إن منح محمد العرب  لقب عاشق موريتانيا وسفير بلاد المليون شاعر وتوشيحه بوسام الاستحقاق الثقافي الأول لاتحاد الكتاب والأدباء الموريتانيين دفعة واحدة ليعد تمييعا للألقاب وللأوسمة, ولا يختلف هذا التمييع  عن التمييع الذي تقوم به الجهات الرسمية مع كل ذكرى استقلال.
الملاحظة الرابعة: إن تكريم الأشقاء لا يعني ـ بأي حال من الأحوال ـ أن ننسى أنفسنا أو أن نتنازل عن كرامتنا وعن قيمنا وعن خصوصياتنا. إنه علينا أن نتخلص من عقدنا، فما شاهدناه من لقطات مخجلة خلال استضافة محمد العرب هو من الأمور التي تبعث على القلق، وخاصة عندما تأتي تلك اللقطات من اتحاد الكتاب والأدباء الموريتانيين الذي لا نريده أن يكون بهذه "الخفة"، ولا بهذه السطحية والسذاجة التي ظهر بها خلال استضافته لمحمد العرب.
الملاحظة الخامسة: هذه الخفة هي التي أوقعت مكتب الاتحاد في الخطأ الشنيع الذي جعله يخلط بين ألوان العلم الموريتاني والعلم البحريني (هذا إذا ما صدقنا الإيضاح الذي نشره الاتحاد، ومن حقنا أن نشكك في ذلك الإيضاح خاصة وأن هناك صورة متداولة قد خلت من اللون الأبيض). فمتى كان للضيف المكرم الحق في أن يحدد شكل الدرع أو لون الوشاح؟ ومنذ متى كان يتم خلط ألوان الأعلام عند التكريم؟ فما جرت به العادة  والعرف هو أن كل دولة تختار ألوان علمها عند التكريم والتوشيح، ويتأكد الأمر أكثر إذا كانت تلك الدولة يمر علمها بظرفية حساسة جدا كما هو حال علمنا في أيامنا هذه.
إن ما قام به الاتحاد من خلط ومن تشويش لألوان العلم الموريتاني ليعد كبيرة سياسية، ومن المعلوم بأن الكبائر تعظم بالزمان والمكان، فأن يساء إلى العلم الوطني في شهر نوفمبر، وفي ظرفية كهذه تشهد جدلا كبيرا حول هذا العلم، وأن تكون الإساءة من طرف اتحاد الكتاب والأدباء الموريتانيين، فإن كل ذلك يجعلنا نقول وبأعلى صوت بأن مكتب اتحاد الكتاب والأدباء الموريتانيين قد ارتكب جرما كبيرا في حق وطنه.

2. نوفمبر 2016 - 13:37

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا