السيد الرئيس بعد كل ما يناسب مقامكم الموقر ...
لايخفى على عاقل ماتولونه من عناية للتعليم الفنى والمهنى، منذ انتحابكم رئيسا للدولة ، حيث كان ضمن برنامجكم الانتخابى مخطط طموح لاصلاح التعليم الفني والمهني ، وقد بذلتم جهدا كبير فى ايصال ذلك البرامج
الى الرأى العام الموريتانى، فيذكر لكم اهتمامكم بتوصيل فكرة العناية بالتعليم الفني والمهني ، حتى ان فئة من أهل التعليم أخذت عليكم الاشادة بالتعليم المهني وتفضيله على بعض التعليم الآخر،
فى ماموريتكم سيادة الرئيس ، تحقق الكثير فقد تم إنشأ مؤسسات تكوين مهنى وتاهيل اعداديات وثانويات جديدة وحتى مدارس تكوين مهنىة (مدرسة الاك) ، لكن لايزال تطور التعليم الفني والمهني بحاجة الى تحقيق اندماج فى الحياة النشطة، كما هو الحال فى دول الجوار على الاقل.
سيادة الرئيس
على مستوي المؤسسات :
لاتزال تغيب برامج تدريبة مرتبطة بسوق العمل ، ولاتزال تنقص المنهجية التعليمية بحسب الطلب فى سوق العمل (مؤسسات ، شركات ...الخ) البرامج الحالية ليست سوى حقيبة تعليمة تخصصية ، ولا ترتبط بالضرورة مخرجاتها بمدخلات السوق ، تغيب النظم والمعايير الوطنية و الدولية فى الكثير من المستويات التكوينية ، تغيب كفاءات تعليمية ترتبط بخلق التشغيل الذاتى والاندماج فى بيئة العمل ، تغيب مستويات من التنسيق بين جميع الوحدات التعليمية برغم توُحدها على المستوى الوطنى.
لا يزال يغيب سيادة الرئيس الشراكة الحقيقة بين القطاعات ، وهي اشكالية مطروحة على جميع الاصعدة ، لكن فى التعليم الفني يجب ان ترقى هذه العلاقة الى اعلى مستوايتها ، فمخرجات التعليم الفنى هي بالضرورة مدخلات مباشرة الى جميع القطاعات ، وانعكاسها ذا مردودية ايجايبة مباشرة على تلك القطاعات سواء من تقديم يد عاملة منتجة او تقديم منتجات حسب الطلب تلبى الحاجة او حل لاشكاليات فنية ، ودعنى هنا سيادة الرئيس ، أنقل لم تجربة احدي الدول المجاورة – لاشك انكم على اطلاع عليها - ففى هذا الدوله سيادة الرئيس، لايتم اعتماد اى ميزانية للمؤسسات التعليم الفني المهني (تقريبا) ، لكن بالمقابل جميع المؤسسات التى تُوجه تكويناتها المستمر وتحسين خبرات عمالها اوطلب إكتتاب الى مختلف مؤسسات التعليم الفني المهني ، يتم تشجيع ميزانيها ، وبذلك تحصل مؤسسات التكوين المهني على اعتمادات مالية احيان تكون اكبر من المستحقات المالية المبرمجة عندها لتسير تلك التكوينات ، مما يخلق لديها فائض فى ميزانيها وهو ما يشجعها على ان تخلق فضاءات للتكوين الاقليمى وحتى العالمى ، هذه الدولة سيادة الرئيس تستقبل سنويا العديد من المترشحين من مختلف بقاع القارة الافريقة فى اطار شراكات اخذت بعدا اقليما ، اما نحن سيادة الرئيس فنتمنى عليكم قبل اكتمال ماموريتكم ، خلق شراكة وطنية بين مؤسسات التعليم الفني و المهنى و مؤسسات القطاعين كنوع من التمييز الإيجابي لصالح التكوين المهني فقط على المستوي المحلى.
الانتاج المهنى والفنى :
سيادة الرئيس يغيب فى مؤسسات التكوين الفني و المهني الانتاج المهني (براعات الاختراع، الانتاج التنكلوجى ، الحلول الفنية لبعض الاشاكاليات التقنية والفنية ....الخ) سبب هذا الغياب هو الروتين و إعادة التدوير فى تلك المؤسسات وعدم وجود عقول مرتبط بعصر التكنلوجيا الجديدة ، تغيب هذه الجزئية وهى التى جعلت اليابان يخرج من الحرب ويلقع فى صاورخ الانتاج التكلوجي الفنى والمهنى ،
رجاء سيادة الرئيس قبل انتهاء ماموريتكم ، خلق فضاءات حرة فى مؤسسات التعليم الفني تشجع الاختراع وترتبط بتقديم حلول فنية لبعض الاشكالات التقنية المطروحة.
سيادة الرئيس
على مستوي المكونين :
يطالب سيادة الرئيس اساتذة التكوين الفني والمهنى بجملة مطالب من 25 نقطة تم ايداعها فى عريضة مطلبية الى الوزارة الوصية قبل ثلاث سنوات من الآن ، ولم تتحقق منها واحدة بحسب مايعلنون ، وكما تعلمون من المستحيل اصلاح التعليم الفنى والمهني من دون اصلاح حال القائمين عليه وعلى رئسهم المكلفون بمهة نقل المهارات و صقل الخبرات، لذلك سيادة الرئيس اود ان اجمل تلك المطالب فى ثلاث نقاط اساسية :
اولا : تحسين ظروف الاستاذ ، ففى الانشاء تم قياس التعليم الفنى فى كثير من تبعاته المالية على "التعليم الثانوى" وهو حطأ فادح ، فمخرجات التعليمين مختلفة تماما كما ان آلية نقل الكفاءات التعليمية مختلفة ، هذا بالاضافة الى ان البرامج التعليمة والمعرفية متباينة تباين السماء والارض ، ففى دول الجوار (الجزائر ، المغرب ، السنغال ...) يتم القياس بين التعليم الفنى والمهني مع التعليم العالى ، ذالك ان مخرجاتهما متقاربة ( دخول مباشر الى سوق العمل ، آلية نقل الكفاءات العلمية متقاربة ...الخ) هذا القياس هو الاصح ، عند المالكية من منظري العلوم المعرفية.
ثانيا : ظروف عمل مناسبة من خلال جدول زمنى مناسب و متناسق بحيث يربط بين نقل التعليم والمعرفة والانتاج الفنى والمهنى الذى تعرضا له سابقا ، ورشات عمل تتيح فرصة الانتاج والمشاركة النشطة فى المساهمة فى حلول المشاكل الفنية والمهنية المطروحة ، على عكس قاعات التدريس الكلاسيكية والتى تعيد التجربة التعليمة "غير المهنية" مجرد تلقى تعليم..!!
ثالثا : خلق بيئة عمل مرتبطة بالسوق ، من خلال تدريب مهنى وفنى مرتبط بالتخصص وتحسين خبرة ، وتلقى مهارات و المساهمة والمشاركة الفاعلة فى ما يقام من نشاطات اقليمة وعالمية وفي هذا السياق اود الاشادة بالتعاون الالمانى ، وارجوكم سيادة الرئيس تفعيل هذا التعاون بما يسمح بنقل المعارف والتكنولوجيا بين البلدين بما يواكب متطلّبات السوق والتطوّرات المتسارعة في المعارف التقنية والمناهج التطبيقية ، وليس استجلاب بعض الصناعات الالمانية فقط..!! كما حدث قبل ذلك مع كندا.
كلنا أمل سيادة الرئيس فى ان تتخذوا خطوات جبارة قبل انتهاء ماموريتكم ، لتحريك سواكن التعليم الفني والمهني ، من اجل بناء اجيال يعول عليها فى غد مشرق لهذه البلاد.