انتبهوا ولبوا نداء سيدكم / محمد افلج الشنقيطي

"على جامعة الدول العربية اتخاذ مواقف ثابتة، فلماذا لا تفعل؟ هل يليق بمسلم أن يتبنّى موقفاً مدافعاً عن الأسد الذي قتل أكثر من 600 ألف مسلم؟"
" لو اتحدنا كمسلمين لحُلَّت جميع المشاكل وبدون أي تدخل خارجي"

"لنا إخوة من العرب والتركمان والأكراد في الموصل ولن نبقي مكتوفي الأيدي"
"عدم اتحاد المسلمين يزيد من معاناتهم"
"تركيا مستعدة لتحمل دور أكبر في ظل التطورات التي تعيشها المنطقة الإسلامية"
       تلك مقولات وغيرها كثير، قائلها طيب واسمه طيب ومسعاه طيب إنه رجب طيب،  قوله ودعواته ونداءاته لها جمالها الخاص؛ إذ ترجع بكل مسلم إلي الوراء لتذكِّره بأمجاده وأجداده، تذكره برجال مخلصين دعوا وقاتلوا لتوحد الأمة الإسلامية وأرسل الله علي أيديهم من القوة والنصر والتمكين للأمة الإسلامية، ما جنت الأمة ثمرته وحمدت عقباه، وأقل ما يذكر من تلك النتائج تأخر الهزيمة الكبرى -التي نعيش اليوم تبعاتها- قرونا.
     ليست هذه المقولات أو الجمل جميلة بذاتها، وإنما اكتست جمالها من كونها من رئيس لدولة قريبة العهد بالعلمانية المقيتة الداعية إلي التخلي عن الإسلام  وما يمت له، من رئيس لدولة وصل المسلمون -السطحيون- إلي مرحلة القنوط من أي نصر للمسلمين من جهتها، من رئيس عليه الضغوط الدولية، مكبل باتفاقيات أبرمت في وقت ضعف، من رئيس أعين الغرب تراقبه، ووسائل الإعلام تشوهه، والمسلمون أنفسهم رغم انقطاع أملهم من غيره يتهمونه؛ لضيق أفقهم وبفعل من الصورة النمطية لديهم عن كل سياسي، وعدم فهمهم للواقع المحيط به وعدم فهمهم لسياسته وطموحاته.
مقولات قالها قائلها في زمن رؤساء المسلمين أذناب إبل جرباء، والمرؤوسون قطعان غنم تتجه أني شاء حاديها، لا يصلح لهم حال ولا يستقيم لهم شأن، ولا مرشد لهم إلا الغراب، حل بهم من الوهن والهوان ما لا يلوح في الأفق زواله، حلبهم تدمر وموصلهم تكالبت عليها كلاب الأرض، وعواصم دولهم استنسر بها البغاث الشيعي، غنيهم منهمك في لذاته وفقيرهم لا يعطيه الفقر فسحة للتفكير.
        إنها أيها المسلمون بكردكم وعربكم وترككم أسودكم وأحمركم وشرقيكم وغربيكم ضاقت أعينكم أم اتسعت واتسعت أنوفكم أم ضاقت،  مقولات بمثابة صيحات من مناد ينادي بأعلى صوته أن اتحدوا خلفي وطالبوا معي بما أطالب به لأجلكم واتبعوني كي أجد لكم مجدكم الضائع قدموا لي الدعم، اكتبوا عني، افهموا ما أريد وحاولوا فعل ذاك لغيركم.
       ومن قرأ ها وغيرها واستنطقها يجد فيها استجداء من الرجل لبني دينه أن يزيلوا كل العقبات -أيا كانت داخلية أو خارجية....- التي تحول دونهم وما يدعوهم إليه، ومن تتبع سياسة الرجل في دولته ومحاولة ازدهارها وخاصة في المجال العسكري، ونصره لمن استطاع نصره من المسلمين، وقرأ وسمع مطالباته اليومية بتعزيز العلاقات الإسلامية العسكرية والسياسية وقرأ تنظير من ينظرون للسياسات الخارجية في حزبه سيجد أن طموحه أعلي لكن لابد لليد من شقيقة، ومن عرف المحيطين به وتعرف عليهم من خلال ما يكتبون وما يقولون عرف أن الرجل يروم المعالي.
      فلا تضيعوا الفرص يامن لا تعرفون إلا تضييعها، وغيروا من حالكم لتتغير، ولا تنشغلوا في القشور عن اللباب، ولا تدعوا الإعلام الغربي -والعربي في الوقت الحالي ما هو إلا نسخة منه- يصنع عقولكم وثقافتكم، دعوا خلافاتكم الحزبية الجزئية جانبا، وكسروا ما ران علي قلوبكم من حجار القومية والوطنية والجهوية والقبلية بسماع وفهم ما قاله محمد عاكف: "أيها المسلمون أنتم لستم بعرب ولا ترك ولا بلقانيين ولا أكراد ولا قوقازيين أنتم أمة واحدة هي الأمة الإسلامية" وانتبهوا ولبوا نداء سيدكم، رجب طيب، طيب الله مسعاه.

15. نوفمبر 2016 - 10:22

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا