المناضل الأسير راشد حمّاد الزغاري يرفع رأسنا مجددا.. فألف تحية / محفوظ الحنفي

استقبال موريتانيا للأسير الفلسطيني المناضل راشد حمّاد الزغاري؛ هو حدث لا يجوز أن يمر علينا مر الكرام؛ وكأنه أمر عادي أو حدث غير ذي معنى..
كل الشعوب والأمم تحتفل وتعتز بمواقفها المشرفة وتحرص على تخليدها وتوثيقها لتكون فخرا لأجيالها اللاحقة وبوصلة توجيه تهتدي بها في رسم سياساتها ومواقفها 

وتوجهاتها المبدئية..
المناضل راشد حمّاد الزغاري اعتقلته السلطات اليونانية وحكمت عليه بالسجن 18 عاما، قبل أن تضطر للإفراج عنه بعد تسع سنوات بضغط من الأحزاب اليسارية اليونانية ورحلته فورا إلى الجزائر؛ لكن مخابرات المخلوع مبارك اعتقلته في مطار القاهرة بتواطؤ مع المخابرات الأمريكية التي تسلمته وطارت به إلى سيد عالم الإرهاب (أمريكا) حيث حكم عليه بالسجن 25 عاما، فلما انقضت محكوميته أرادوا ترحيله بعيدا عن أرضهم... لكن أين؟
إلى فلسطين الأسيرة حيث أهله وربعه وبلده الأصلي.. لكن يأبى الاحتلال الصهيوني عن ذلك..
إذن؛ إلى أي بلد آخر عربي أو إسلامي... هنا رفضت كل الحكومات المرتعدة فرقا من الغضب الأمريكي أن تكون حضنا أو ملاذا أو ملجأ ولو مؤقتا لمناضل حاز شرف إغضاب الولايات المتحدة والكيان الصهيوني فأصبح من "المنبوذين"..
دولة واحدة كانت تتولى رئاسة الجامعة العربية، ورئيس واحد كان أنقذ مؤسسة القمة باستضافتها وتولي رئاستها مدركا كامل الإدراك حجم المسئوليات القومية والأخلاقية والوطنية والدينية المترتبة على هذا الاستحقاق الكبير الذي أراده تكليفا لا تشريفا؛ فأصر على تحمل كل أعباء ذلك التكليف غير خوان ولا هياب لتبعات الوفاء بالأمانة والصدق في تحمل أعباء الرسالة؛ ولو كلفه ذلك غضب كل العالمين..
لذا لم تتردد هذه الدولة لحظة واحدة في احتضان هذا البطل المشرد المطارد دون جريرة سوى أنه رفض احتلال أرضه والتآمر الدولي على قضيته العادلة؛ مؤكدة بذلك قناعة راسخة بوحدة الأمة وقضاياها ونضالاتها العادلة.
إنها موريتانيا ورئيسها محمد ولد عبد العزيز..
فهنيئا لنا أن كانت بلادنا شرفا وتشريفا للأمة منذ اللحظة الأولى لتحملها مسئولية قيادة العمل العربي المشترك، وفي ظرف هو؛ وبامتياز؛ أحلك وأصعب ظرف مرت وتمر به أمتنا... إنه عصر الردة العربية عن كل قيم النضال المشرف... وعصر الخذلان البشع لكل قضايانا المصيرية وفي مقدمتها قضية التحرير وقضية الوحدة..
وألف تهنئة للرئيس الذي طهر عاصمتنا من دنس سفارة العدو؛ ثم لم يترك فرصة واحدة تمر دون إثبات أن قرار جرف مبنى السفارة الصهيونية في موريتانيا لم يكن أبدا عملا دعائيا ولا تصرفا استعراضيا؛ بل بدافع فطري وموجه يستجيب له الرجل على سجيته الصافية انطلاقا من قناعة وإيمان بصدق انتمائه القومي والديني والوطني الذي لا شائبة تشوبه..
وعلى الدرب نسير.. و"من سار على الدرب وصل"
 

21. نوفمبر 2016 - 6:44

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا