تساؤلات من وحي الاستقلال ؟؟ / الحامد احمد جباب

جميل أن نرى العلم الوطني بلونيه الذهبي والأخضر يملآن سماء الوطن احتفالا واحتفاء بتلك الذكرى العزيزة على قلوبنا فإنه أمل تحقق وجهاد توج بالنصر، وثمن لدماء عزيزة سفكت ، ونفوس شردت ودنيا مصالح عطلت من أجل أن تكون كلمة الله في موريتانيا هي العليا وهذا كله تحقق ولله الحمد 

بجهود شهداءنا البواسل ، لكن ماذا بعد ؟؟؟ يبدوا أن بعد الإستقلال أعباء ثقيلة من البناء تنوء بها العصبة أولو القوة .
لم تذهب فرنسا عن موريتانيا ككل المستعمرين حتى تركت قيودا تعوق الحركة ، ولم تفك تلك القيود بعد قرابة ستة عقود من الاستقلال ، لأنها قيود محكمة ولها حراس منا ، وفكاكها يحتاج ههما جبارة  وعناء مضنيا وأعمالا عبقرية تكسر القيود .
وقف الاحتلال في سبيل تعليمنا الصحيح فجهلنا ، وفي مواردنا الاقتصادية ففتقرنا، وفي تكوين أخلاقنا فانحللنا ، وفي حسن ادارتنا فتوكلنا ، وقرب بعضنا وأبعد بعضنا فاختصمنا واليوم نلتفت بعد عقود من الاستقلال فنرى عقلنا يجب أن يعلم ، ومالنا يجب أن يخلق ، وأخلاقنا يجب أن تبنى ، وخصومتنا يجب أن تقلع من جذورها ، وألفتنا يجب أن تأسس من جديد ، حتى يكون  للفرح معنى.
هل ياترى هو استقلال أم استغلال؟ من تحرر ؟  وهل هنالك فرق بين مستعمر أجنبي وآخر وطني ؟ لماذا نكذب على أنفسنا وعلى شعبنا ؟
لم ننل الإستقلال بعد بل لا تزال أذيال المستعمر تتحرك عبر لوحة تحكم عن بعد بطريقة أكثر من ذكية، عنوانها فساد الوطن وتشجيع المفسدين .
لن أكون كالمعارضين بالفطرة وننكر بعض التحسينات التي ظهرت مؤخرا لكن تبقى قليلة جدا في حق وطن مليء بالخير ومواطنوه قلة مقارنة بالدولة المجاورة مع ذلك فيه من الفقر والمعاناة ما لا يعلمه إلا الله .
حتى هذالعيد الذي يسجل تحت رقم السادس والخمسون و الوطن لا يزال في هيئة محتشمة لا تليق به شكلا ولا مضمونا ،لباسه قديم والأوطان حوله  تزينت بالتخطيط العمراني والبنى التحتية فباتت تلبس من كل عصري ، عكس عاصمتنا التي تتميز بعدم وجود صرف صحي . والمواطن الموريتاني المسكين سمح في حقه لعله يجد وطنا يرفع رأسه ولو على مستوى الشكل ، لا يزال المواطن الموريتاني في أحياء سكنية متهالكة لا ماء والكهرباء إن وجدت فهي مصدر حياة وموت في آن واحد بسبب العشوائية وسوء التوزيع.
نعم إنه الاستقلال  في ظل المعاناة وغياب السياسات الهادفة التي تبني ولا تهدم و تجمع ولا تفرق ، فهل حقا الاستقلال يعني المعاناة والظلم ؟ هل جاهد المقاومون من أجل الحرية وبناء الوطن أم أنهم ماتوا في سبيل تكريس الأحادية والظلم والفساد ؟ حاشاهم لم يظنوا أن أبناء جلدتهم أسوء من عدو مخالف في الملة .
خروج المستعمر إذا لم يكن سوى مسرحية أبطالها ساسة فاسدون رغم أن فصولها مختلفة منها ما كتبه المصلحون ومنها ما كتبه المفسدون ومثلوه بأنفسهم وكان رديئا يسوء القارئين والسامعين والمشاهدين.
وفي فصلها الثاني الذي لم يكتب إلا قبل سنوات ولم يمثل ولم يعرض حتى الآن وراءه شباب موريتانيون يملؤهم الأمل والصدق وحب الوطن ويريدونه أن يكون جميلا يعجب الناظرين وأن يكون حلوا ممتعا يأسر الحاضرين و يشجع المهاجرين من أبناء الوطن إلى العودة إليه .

28. نوفمبر 2016 - 9:37

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا