وللاستقلال "رمزيته"في مدينة أطار / إسلم ولد الطالب أعبيدي

كم هو جميل ذلك الإحساس الغريب الذي وجدتني أستسلم له في ارتياح تام وأنا أخلد الذكرى 56 لعيد الاستقلال الوطني المجيد في مدينة أطار الجميلة، حيث ثنائية المكان والزمان تبعث في نفسك اعتزازا بالتاريخ المجيد حين يكتب بأحرف الحاضر لتفك طلاسم ر-مزية الاستقلال في ولاية آدرار.

المكان:مدينة أطار بدعوة كريمة من الدكتور محمد المختار ولد أحمدناه، أطار عاصمة ولاية آدرار، أي بعبارة أخرى قلعة المقاومة الوطنية بامتياز، فلكل حبة رمل في هذه المدينة سيرة ولكل جبل قصة ولكل نخلة حكاية ولكل سفح رواية..
فعلى أرض هذه الولاية تم التخطيط لأول عملية فدائية في القرن الماضي وأقوى ضربة وجهت للمحتل الفرنسي ليس في موريتانيا فحسب وإنما في شبه المنطقة ..فمن سفوح آدرار انطلق الشهيد سيدي ولد مولاي الزين "القظفي" صحبة فرسان "اديشل" الشجعان من منطقة الزرقة بين أو جفت وشنقيط ،ليكتبوا على جبين التاريخ سطرا بمداد الدم والتضحية حين قتلوا قائد المستعمر الفرنسي كبولاني سنة 1905. الذي حذر من هذه المنطقة حين قال في إشارة واضحة إليها: "إن من يضع يده على النخيل في الصحراء يسيطر على البدو"
وهنا تصدى الأمير سيد أحمد ولد أحمد عيده والشيخ حسنا والشيخ الولي أبناء الشيخ ماء العينين وغيرهم من أبناء آدرار  لقوات المستعمر وقد هانت عليهم نفوسهم ذات يوم مقابل أرض عشقوها حتى النخاع. فلبسوا طوق البارود وتأبطوا أسلحتهم البدائية ليخلعوا حلل الكرامة من أشلائهم على صحراء متحركة ولأنها الخنساء طمرت بدمائهم أحلام المستعمر في البقاء.
الزمان: ذكرى الاستقلال والانتصار ومدينة أطار تستقبل فخامة رئيس الجمهورية الذي أعاد للمقاومة اعتبارها.
فلأول مرة في تاريخ الدولة الموريتانية الحديثة يصرح رئيس للدولة بضرورة إعادة كتابة التاريخ وإنصاف المقاومة الوطنية.
فمن نكد الدنيا وظلم ذوي القربى أن تكون أقلام المستعمر أكثر إنصافا لدماء شهدائنا وأبطالنا من أقلام مواطنين اختاروا أن يكتبوا التاريخ تحت الطلب وضغط الإكراهات الضيقة.

30. نوفمبر 2016 - 6:41

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا