قال " المطبلون " وقالت " حذام " أطار / محمدو ولد البخاري عابدين

قال " المطبلون " إن النظام جعل من مدينة أطار ملتقى طرق رباعي وما سيفتحه لها ذلك من فرص وآفاق الحيوية التنموية والتبادل التجاري، بعد أن كانت مربوطة بطريق وحيد مع العاصمة نواكشوط، واليوم ستكون " مصبا " وممرا للقادمين من أربع مراكز حيوية في البلاد هي بالإضافة إلى نواكشوط، 

تيرس زمور بنشاطها الرعوي وعاصمتها ازويرات بنشاطها المعدني، ثم نواذيبو بنشاطه الصيدي والمعدني ونشاط منطقته الحرة عبر السكة الحديدية محطة شوم، ومن شوم إلى أطار عبر الطريق المعبد، ثم تجكجه بعلاقاتها الاجتماعية والتاريخية بولاية آدرار وما سيفتحه ذلك للولاية من آفاق تبادلية بينها ووسط البلاد كولاية لبراكنه الرعوية والزراعية، ثم ولايات الجنوب الشرقي كلعصابه والحوضين بعد شق طريق تجكجه ـ كيفه.
قال " المطبلون " إن النظام واجه المشكل الذي كانت تعاني منه كل مدن البلاد بما في ذلك عاصمتها من عجز في إنتاج الكهرباء، ودعم محطة أطار بمولدات كهربائية حلت مشكل النقص في هذه الخدمة الحيوية بالمدينة وامتدت خدماتها إلى أحياء لم تعرفه من قبل، والرئيس والحكومة و " المطبلون " وهم تحت الخيام حضروا في الصباح انطلاقة مشروع تزويد ثماني مدن موريتانية من بينها أطار بالطاقة من المصادر الشمسية، وستمكن تلك المحطة من اعتماد المدينة على مصدر مستديم يغطيها هي والوديان المجاورة لها، كما نصبت بها آلاف أعمدة الإنارة الشمسية لإضاءة شوارعها وأزقتها المظلمة.
قال " المطبلون " إن النظام عمم خدمة المياه على المدينة وأحيائها، صحيح أنها مياه بها نسبة من الملوحة لكن ذلك يرجع إلى ماذا؟ الطبيعة الجيولوجية للمنطقة وندرة المياه العذبة بها، أم إلى علم الرئيس والحكومة ببحيرات عذبة في المنطقة و " حسد " تلك المياه لسكان المدينة وتعمد سقيهم بالمياه المالحة؟ على أية حال إذا كان هؤلاء السكان على علم بمياه عذبة " محسودة " لهم فإنه من حق منت اكليب أن تتحدث بالأسلوب الذي تحدثت به.. منذ زمن بعيد ونحن نسمع من سكان الولاية أنه لا حل لمشكل المياه فيها إلا عن طريق المياه السطحية، وفي ذلك تتنزل إقامة سد " سكليل " الكبير الذي ليس التفكير في إقامته وليد اليوم، بل إن فكرته كانت مطروحة منذ عقود لكن الأنظمة والحكومات السابقة كانت في كل مرة تتراجع عن إقامته لضعفها أمام بعض السكان المحليين ممن يرون أنه سيأخذ جزء من أراضيهم، حتى أن الصينيين جاؤوا بآلياتهم نهاية التسعينات وشرعوا في إقامته، لكن السكان طردوهم وصمتت الحكومة! اليوم توفرت القوة والإرادة في إقامته ما دامت الدراسات تثبت جدوائيته والمصلحة العامة تقتضي إقامته، دون أن ننسى الحل الأضخم والأكثر استدامة وهو مشروع مياه الشمال انطلاقا من النهر..
قال " المطبلون " إن النظام انتبه لطبيعة وخصوصية ولاية آدرار المعتمدة أساسا على الواحات تاريخيا وعلى السياحة لاحقا، فقام بما عليه فيما يخص رفع السبب الذي أدى إلى هروب السياح من الولاية بفعل ضربات الإرهاب في عهد " السيبة الثانية " وتسريح وضيق ذات يد القوات المسلحة وقوات الأمن واختراق المنطقة وبقية مناطق البلاد من طرف جماعات الإرهاب، فتم تأمين البلاد بما في ذلك المناطق السياحية في ولاية آدرار. فما المطلوب بعد ذلك؟ إرغام السياح على التوجه إلى هناك في ظل خوفهم حتى في بلدانهم والتحذيرات التي توجهها لهم بلدانهم من هذه المناطق؟! لم يضرب الإرهاب قطاع السياحة في بلادنا فقط بل حصل ذلك في كافة أرجاء العالم!
الخصوصية الثانية المتمثلة في اعتماد الولاية على الواحات، والتي قال " المطبلون " إن النظام انتبه لها تجسد في توجيهه للحكومة في اجتماع لمجلس الوزراء سنة 2012 بالعناية بالنخيل وتطوير أساليب زراعته والرفع من جودته وإنتاجيته، وبعدها انطلقت تلك العناية على عدة صعد تمثلت في عصرنة نظم ري الواحات بإدخال المئات من أنظمة الري بالطاقة الشمسية توفيرا للوقت والجهد وترشيدا للمياه مما ذلل الكثير من الصعاب، وتخفيضا للتكاليف بالإقلاع عن استخدام المضخات والوقود، وتحسين الإنتاج كما وكيفا بشهادة الواحاتيين أنفسهم، وعلى صعيد آخر أدخلت تقنية إكثار النخيل ( Multiplication ) بواسطة الأنسجة بدل الطريقة التقليدية للإكثار بواسطة الفسائل ( تنقل ) ببدائيتها وبطئها وتعرض النخيل المزروع بها للخلط الوراثي وتدني كمية ونوعية الانتاج وانتقال الأمراض والآفات، ودور هذه التقنية في سرعة التوسع في زراعة النخيل عن طريق الحصول على آلاف الفسائل المتجانسة والجاهزة للغرس في وقت واحد..
قال " المطبلون " إن النظام جعل مدينة أطار من أوائل المدن التي تقام بها ثانوية للامتياز بعد العاصمة نواكشوط تقريبا لهذه النوعية من التعليم من سكان الولاية، بالإضافة إلى تجميع وتنشيط مراكز التكوين التي كانت موجودة بها لزيادة كفاءتها، وأن النظام طور من الخدمات الصحية بالولاية عن طريق زيادة عدد النقاط الصحية وسيارات الإسعاف بها على غرار كافة مناطق البلاد، وتزويد مركز استطبابها الجهوي بالأجهزة التي مكنت أطقمه من إجراء بعض العمليات الجراحية التي لم تكن تجري به، وبرمجة إنشاء مركز استطباب كبير بالمدينة على شاكلة مركز استطباب كيفه بسعته وتخصصاته ليلبي الحاجيات الصحية للولاية والولايات المجاورة لها..
هذا ما قاله " المطبلون " أمام الرئيس في ولاية آدرار، ونقوله نحن " المطبلون " أيضا وإن كنا لم نحضر هذا الاجتماع لكننا نعرف الولاية جيدا وقد عملنا فيها لسنوات ونعرفها مدينة مدينة وقرية قرية وواديا واديا.. ونعرف ما كانت عليه ظروفها ونعرف ما طرأ عليها من تحسن، نعم تحسن وهذا هو وجه الخلاف بيننا نحن " المطبلين " وبين " الشرفاء الصادقين المناضلين.." أننا نتكلم عن تحسن ونقول هكذا كان وهكذا أصبح، دون أن يعني ذلك أن كل المشكلات وكل الصعاب وكل المعاناة قد اختفت، والرئيس نفسه يتكلم دوما عن تحسن بالنسبة لما كان والاستمرار في هذا التحسن والتحسين، وليس بمقدور هؤلاء " الشرفاء الصادقين المناضلين " الإتيان بغير التحسن والتحسين من ظروف البلاد وسكانها شيئا في شيئا..
فما الذي قالته " حذام " أطار؟ أن هناك مشكلات في التعليم ونقص في المعلمين والكوادر الصحية؟ هذا أمر معلوم لدى الجهات المعنية ولا يضيف قوله جديدا، وهو ما حدا بالحكومة إلى تكثيف عدد مدارس تكوين المعلمين ونشرها في الولايات، وهو ما حدا بها لزيادة أعداد مدارس الصحة وتوزيعها في الولايات كذلك، واكتتاب ما هو متوفر من كادر طبي والبحث في الخارج واستجلاب ما أمكن من أطباء وأخصائيين.. ومن عنده خطة بديلة أو سحرية للقضاء على هذا النقص بلمسة زر فليتفضل بها! تقول أيضا إن هناك فقر في الولاية وهجرة لأبنائها بحثا عن عمل؟ هذا أيضا معلوم، والفقر والبطالة والهجرة من الداخل بحثا عن العمل أمر شائع كذلك ومعلوم، ليس في ولاية آدرار بل وليس في موريتانيا وحدها، فالمشكلة اليوم في أمريكا وأوروبا واستراليا هي الأعداد الهائلة من المهاجرين الباحثين عن عمل وظروف أفضل والقادمين من كافة جهات إفريقيا شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، ومن آسيا والشرق الأوسط، ومن بلدان أقدم منا أكثر مؤهلات مقدرات مادية
عندما يفتح باب التعبير على مصراعيه بدون خوف ولا محظورات فمن الطبيعي أن تختلف الآراء والأساليب، ولكل أسبابه وأساليبه في ما يعبر به وعنه.. فهل تعتقدون أن الرئيس لا يسمع يوميا ما يقال مما هو أكثر " غرضية " مما قالته أمامه مواطنة أطار؟ وما الفرق بين أن تسمع الكلام الموجه إليك مباشرة وأن تسمعه من شاشة أو مذياع؟! 

30. نوفمبر 2016 - 6:43

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا