تحية للرئيس الغامبي البطل يحيى جامي / سيد محمد ولد أخليل

قد سيستغرب البعض – لا أقول النصارى الدخن - من هذا المقال ! وقد يصيح الواحد منهم : كيف يجرؤ هذا المسلم المتخلف على الطعن في شرع البشرية الجديد الديمقراطية ؟!
الديمقراطية التي غرت الجميع بزخرفها اليوم ، وجعلتهم يرضخون لأوامرها المطاعة من أكبرهم إلى أرذلهم !

الديمقراطية اللعينة التي لم نر منها غير الشؤم على العراق وليبيا وتونس ومصر وسوريا، ورغم ذلك يمنع منعا باتا التنديد بها لأنها أصبحت دينا يقدسه الكبار فكيف يخرج عن طاعته الصغار ؟ أمريكا الجديدة وأوروبا القديمة تدعوان إليه، بل وتفرضانه على الناس فرضا لوجه الله ؟ لا، بل لوجه المصلحة الإنتهازية الأنانية ولوجه الشيطان !
ومن أنكر شؤم هذه الديمقراطية فليعد إلى اليوتيوب ليرى ما حل ببلدان المسلمين بسبب حرياتها ومظاهراتها ومساواتها بين الحاكم المسلم والزبال ! ولا يستويان أبدا حتى عند أولئك القراصنة.
انظر كيف خربت هذه الدخيلة المشؤومة الدول باسم الإصلاح، ولا زالت تسير في ذلك الإتجاه مسرعة تسابق الزمن من أجل إطفاء نور الله وتحطيم حضارة الإسلام العظيم ! تارة بقلب المفاهيم الإسلامية وفرض قوانينها ونظمها ومنهاجها على قوانين ونظم ومناهج الإسلام العظيم ! ومن كذبني في هذه من عبيد فرنسا فالواقع يكذبه.
لقد استمعت إلى ريبورتاج في إحدى القنوات التشادية تكلم حول ملك بلجيكي (ليوبولد الثاني / عام 1886) قال فيه إن النصارى عليهم أن يطؤوا على رقاب السود في إفريقيا، وينهبوا ثرواتها، ويبثوا فيها أعلام النصرانية الخسيسة بدل أعلام أهلها، ويقلبوا مفاهيمهم، ويحتقرونهم، ولا يجالسونهم ولا يآكلونهم، وبذلك فقط تزدهر الحضارة الغربية ويزداد نصارى أوروبا غنى وتحضرا على جثث الآخرين !
وقد كان، فهذه هي أهداف الإستعمار الحديث الأساسية، وأهداف الدبلوماسية (الإستعمار المتخفي المتواصل)، وقد رأينا، ولا زلنا نرى كيف فرضوا مفاهيمهم الإبليسية وأسسهم الغبية على غيرهم – وخصوصا المسلمين -، معتمدين على خداع العقول بنهضة علمية تجريبية بإمكان كل أحد الوصول إليها إن أجتهد في ذلك، ومثال ذاك: الصين، أبرز القادمين، التي قد تتجاوزهم قريبا في هذا المجال.
فبهذا العلم المادي الذي صنعته الحاجة والتجربة، والذي لا يستحيل إلا على من حرم عليه التوسع في مجاله كدولنا، والعاقل يتساءل كيف لم تفكر دولة إسلامية واحدة في جلب سيارة أو طائرة أو هاتفا مستعملا، ومحاولة تقليد صناعته ؟ والتقليد هو فقط بداية الإبتكار، والصين خير مثال على ذلك.
جواب السؤال السابق: لأن ذلك خط أحمر اتفقت على وضعه الدول الكبرى، كما اتفقت على معاقبة كل من يرفض ديمقراطيتها ونظمها الخسيسة، أو يصر على فرض شرع ربه في شأن حياته الخاص، فما شان هؤلاء اللصوص بنا وكيف نتخلص منهم؟ أنجانا الله من شرهم المتفاقم.

تلك هي الديمقراطية الفاجرة الشاربة المترنحة الكاسية العارية، فكل نظمها وتوجيهاتها – إلا ما لابد منه لإضفاء الشرعية عليها -، خطها الزناة الفجار المخمورين الذين خرجوا على الطاعة الإلهية من المفكرين المجرمين الذين لم يسجدوا سجدة واحدة لله ! وحاولوا بعقولهم بناء مجتمعات مبنية على نظرية "الشعب الرب الذي يحل ويحرم"، وكتابه المقدس "الدستور" !
أصبحت الفرنسية لغة الحياة هنا وجنة الدنيا، أما العربية فلغة الرجعية والسلفية (مذهب أهل السنة والجماعة) التي يظلمونها بالتطرف وهم يعلمون أنهم يكذبون ، لأن الإسلام الصحيح وهو إسلامها مبني على القواعد التالية:
1- عدم جواز الخروج على الحاكم المسلم مهما كان، فداعش والإخوان بخروجهم المشاهد على الحاكم إما بالتفجيرات أو المظاهرات، ليسوا من أهل السنة والجماعة، وهذا هو مفهوم الكلمة الثانية "الجماعة"، يعني جماعة المسلمين الملتفة حول حاكمها المسلم مهما كان.
2- عدم جواز السكوت عن البدع ولا التعايش معها دون اعتراض علمي عليها على الأقل (أي الرد بالكلمة لا اليد، لأن الهداية بيد الله وحده ومن شاء "فليؤمن" ومن شاء "فليكفر" أو "ليضِل"، وهذا هو ما يسمى بالحوار الذي لا يقبله ولا يفهمه أغلب المبتدعة الذين يحول الهوى بينهم وبين الحق، ويملأ قلوبهم حقدا وبغضا لأهل الحق تنفيرا منهم ومنه.
وهذا ما يمثل الجانب الأول وهو "أهل السنة"، وكمثال على ذلك: انظر ما كان عليه أحد كبارهم وهو الإمام مالك في مجال الصفات، ستعرف أنه لم يكن أشعريا في هذا المجال. لكن وكالعادة سيخرج لك بعض خفافيش الفكر، لينكر أن مالك قال قولته تلك، بل منهم من يقول لك إن كتاب الإبانة الذي فيه العقيدة الأشعرية الحقيقية عقيدة صاحبها أبو الحسن الأشعري، مدسوس عليه ! وينسى المسكين أن أهل الحق لا يحتاجون للدس كأهل الباطل، فإذا قالوا ان الإمام الجويني والإمام أبو الحسن قد رجعا عن بدعهما، فأعلم أيها الفرخ النافر أنهما قد رجعا لأن كلامهما وحالهما في ذلك أمور ثابتة نقلها أهل الصدق الثقات عن أكثالهم من الثقات، ودونوها في كتبهم التي لا تحيد عن قول الله تعالى وقول رسوله صلى الله عليه وسلم إلى ما سواهما من أوساخ البشر وترهاتهم وكراماتهم ! 

وكبرهان على اختلاق وجهات النظر حول هذه السلفية التي تمثل مفهوم أهل السنة والجماعة الحقيقي أو أهل الحديث كما يسمون، بين مؤيد لها بقوة وإخلاص وهم قلة تصل إلى حد الندرة، يكاد العنكبوت يبنى عليها بيتا لضعف أصوات أصحابها ، طالع آراء بعض كبار مشايخ الوسطية العرجاء – لا أريد ذكر اسمه -، تراه في مسألة الإحتفال بعيد المولد ، يحاول التوفيق بين المعترضين والموافقين، وليته اختار أحد الطرفين، فذلك أجمل لأن الحلول الوسطية ليست دائما مفيدة بل هي مشجعة على تشتت الناس بين الناقص والسالب، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء مثل المنافقين !
وإذا نظر المسلم العاقل إلى أصل هذا الإحتفال وجد أن أصحابه هم الدويلة الشيعية الفاطمية المعروفة بعدائها لأهل السنة وقتلها لهم ولعلمائهم ، إضافة إلى فشلها الذريع في رد الحملة الصليبية الأولى على الشرق، بل وتحالف بعض خلفائها ووزرائها مع الصليبيين ضد المجاهدين !
هؤلاء هم أول من احتفل بعيد المولد لإثبات انتمائهم المشكوك فيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أي أنها مجرد دعاية فاشلة لنسبهم المطعون فيه ، وقد وقعت حادثة مضحكة في بداية زمن هذه الدويلة المشؤومة على الإسلام والمسلمين في المغرب، حيث كانت تتطلع طمعا إلى احتلال الأندلس الذي حكمه أنذاك بعد فترة من التشتت، خليفة قوي هو الخليفة عبد الحمن الثالث (باني مدينة الزهراء)، وهو بالمناسبة أول من تسمى بالخلافة في الأندلس ضنا بها على أولئك الشيعة الفسقة الفاطميين ، فكتب إليه الخليفة الفاطمي يهجوه، فرد عليه الجواب في سطر على ظهر نفس الخطاب مفاده: "قد عرفتنا فهجوتنا ولو عرفناك لهجوناك !".
إضافة إلى كون هؤلاء الشيعة من اللاعنين لأهل البيت كعائشة وحفصة أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف يتسنى لهم الزعم أنهم يبجلونه ويعظمونه بذلك الإحتفال ؟!
إضافة إلى مشابهة هذا الإحتفال لإحتفال الضالين النصارى بعيد ميلاد المسيح، ومن تشبه بقوم فهو منهم (وقد كدنا في هذا الزمن نتحول إلى قبيلة منهم !)، ولم يعرف المسلمون حتى على مستوى الأفراد الإحتفال بأعياد الميلاد إلا بعد دخول المستعمر لبلدانهم وترسخ أخلاقه فيهم.
إضافة إلى كون أعياد الإسلام التي احتفل بها النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون، هي المتفق عليها، وهي: عيد الأضحى وعيد الفطر المجيدين، هذه هي التي تنسب حقا للإسلام، أما غيرها فمجرد نظريات واجتهادات، ولو سلم هذا العيد من بعض التجاوزات لكان ذلك أخف، لكن يأبى الشيطان إلا أن يرغم أنف من يدافع عنه، وآخر ذلك ما سمعتموه جميعا ليلة العيد من بدع تصدح بها مآذن المساجد في عاصمتنا ! لبعض إخوتنا الزنوج وغيرهم، يتغنون بمدائح وغيرها – لا ريب في أنهم يتعبدون الله بها أو يعتقدون ذلك –،اتخذوا لها المسجد مكانا، والتعبد زمانا وصفة ! فدخلت بذلك في مجال العبادات الغير مشروعة وبالتالي أفونس البدع !

من يستغرب من دعوة مبحوحة ضعيفة إلى الوقوف في وجه هذه التجاوزات النصرانية التي جاوزت حدودها ؟ من يستغرب من دعوة مسلم إلى تطبيق شرع الله تعالى، والعودة بالمسلمين إلى جادة الصواب بعيدا عن البدع التي هي أول أسباب فشلهم وهوانهم ! وآخرها بدعة الديمقراطية التي أصبحت دينا عند الكثيرين، وما أقبحها في ذوي الشيب !
من يستغرب من فرح مسلم بتصدي رئيس الدولة الغامبية لمشروع الديمقراطية الخبيث ووطئه برجله (حتى وإن كان انتصارا لنفسه) ؟ ولو كنت مكانه لألغيت الديمقراطية من أساسها، ولطردت سفراء هؤلاء القراصنة جميعا ، وأنا على يقين من أنهم لن يتركوني وشأني، ولكن الموت بإقبال خير من الموت بإدبار، ومن نصر الله ينصره ! فمتى تعود إلى المسلمين ثقتهم بدينهم وخالقهم، ويعملوا على تقوية أمتهم بالوحدة التي جعلها هؤلاء النصارى مستحيلة عليهم !
متى يقولون للمستعمر كفاك كذبا ونهبا ودسيسة أيها الخسيس ! "إرحل" فانت من يستحق الرحيل لا مبارك أو القذافي أو حتى بشار !
إلى متى ترفل تلك الدول الباردة في الحرير بنهبنا ونحن نموت جوعا، ومن الإرهاب والبدع والدسائس الديمقراطية المبنية على المظاهرات وحقوق الحيوان المنادِي بها، وحرية المرأة الوقحة، وحرية الكفر والإلحاد والعلمانية والخساسة، وحرية التعبير وإن كانت بسب الخالق ورسوله أو سب الرئيس والعلماء، ثم نسمع خبرا أن دولهم تعطي حق اللجوء وتؤي وتُغني كل من يتجرأ على سب ربنا ونبينا على أرضنا إذا فر إليها ! وحكوماتنا العاجزة تتفرج على ذلك دون أدنى اعتراض أو قطع مستحق للعلاقات، سيريحنا قطعا من الكثير من الدسائس والأراجيف !

أعرف أن بعض الديمقراطيين الدخن قد يرى أن هذا المقال يغرد في واد والواقع يغرد في واد (وقد يسخر، والحال يسخر منه)، ولكنها الحقيقة التي لابد من ذكرها على الأقل ، لابد من لعن أبو الديمقراطية وإن غضب كهنتها وعبادها، لابد من قول كلمة الحق في أسيادهم النصارى الذين لا يتورعون عن أذية المسلمين ونصرة أعدائهم اليهود.
فتحية للبطل يحيى جامي الذي أتمنى من كل قلبي أن يقرأ هذا المقال (هههه)، وأن يصمد في وجه هذه الظاهرة السخيفة التي يعتقد العالم الإسلامي اليوم أنها مفتاح أبواب الجنان ، وأقول له أحسنت صنعا بطرد فريق الخنزيرة المفسدة (قناة الجزيرة المشؤومة)، وستحسن أكثر إذا كنت أول رئيس يرغم أنف الصهيونية العالمية وكلابها النابحة باسمها، لكن لابد من الصرامة واقتلاع النبتة الشيطانية الديمقراطية من جذورها. ولا تخش غير ربك، فأمريكا وحلفها الماسوني كله، أحقر من أن يخشاها أضعف وأحقر المسلمين .
نحن بهذا الدين أقوى منهم، وفوقهم لأنهم وصلوا على قمر السماء الأولى ثم توقفوا، أما نحن فبالإيمان والصدق ترفرف أرواحنا حول العرش فوق سبع سماوات، فأي الطائفتين أهدى سبيلا ؟

15. ديسمبر 2016 - 10:10

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا