النفط في موريتانيا والتودد الأمريكي الجديد... / عبد الفتاح نوح

لايخفى علينا اليوم أهمية النفط في جميع نواحي الحياة ،  حيث أصبح مادة حيوية للحياة والإنسان.
ففي حياتنا اليومية لم نعد نستطيع الإستغناء عن المنتجات النفطية بجميع أشكالها ، ويظل النفط  بدون منافس وسيحتفظ في المستقبل بدور أساسي.

إن أهمية البترول عالميّاً وعدم الاستغناء عنه جعله يُشكل قوة اقتصادية وسياسية مُهمة للدُول التي تمتلكه، ولكن هذا الأمر لم ينطبق على جميع الدُول، فالعراق وليبيا واجهت حروباً وانتكاسات كبيرة بسبب محاولتها السيطرة على كامل البترول الموجود في كُلٍّ منهما.
وقد شاهدنا الغزو الأميركي الذي كان باتفاق مع مجموعة من الدول الأوروبية منها ألمانيا وفرنسا وروسيا  فيما يتعلق بحصيلتهم من هذا الغزو لأن العراق بالفعل أنذاك تمتلك الاقتصاد الأقوى في الوطن العربي حيث يضم 115 مليار برميلا وينتج 2، 2 مليون برميل يوميا ممايعني أنها قادرة على مواصلة الإنتاج لمدة مئة عام القادمة ...
وقد تم بالفعل إجتياح العراق والسيطرة على اقتصاده ، ويذكر ان مساعد وزير الدفاع أنذاك في حكومة جورج بوش  حين سئل لماذا ضربتم العراق وليس كوريا الشمالية وعندهم نفس التهديد، فقال أنسيتم أن العراق يطفو على بحيرة من النفط ؟
وتتواصل سياسة أمريكا هذه في تجويع الشعوب ونهب ثرواتهم لتصل إلى إفريقيا وبالتحديد  إلى نيجريا فحسب تقارير صندوق النقد الدولي 2015 أن نيجريا من أغنى الدول في قارة إفريقيا حيث يعتمد الإقتصاد بصورة أساسية على إنتاج النفط. ويبلغ حجم تصديرها النفط إلى العالم مايزيد على 2.7 مليون برميل يوميا يذهب الولايات المتحدة لتبقى نيجريا واحدا من البلدان الأشد فقرا في العالم....
وليست موريتانيا بمنأى عن العالم، يقول وزير الطاقة والنفط في الحكومة المشكلة 2005 في كتابه "النفط والطاقة في موريتانيا
(.. وقعت الحكومة العقود الأولى لتقاسم الإنتاج النفطي في عروض البحر عام 1996 وتم أول أكتشاف للنفط في عام 2001. ومنذ ذالك الحين، تعاقبت ست أكتشافات أخرى في المنطقة. وتبلغ الإحتياطات أنذاك 450_ 500 مليون برميل.
بدأ أول إنتاج يوم 24 فبراير 2006 في حقل شنقيط على بعد 80 كيلومترا من الساحل وعلى عمق 2600 متر منها 800 متر من الطبقة المائية.....  وبالنسبة لليابسة تم توقيع أولى عقود تقاسم الإنتاج النفطي في عام 2004 ..)
وتتوالى بعد ذالك الإكتشافات وتصبح البلاد  وجهه مفضلة لشركات أستكشاف واستغلال النفط منها على سبيل المثال لا الحصر CNCPI (الصين) و توتال (فرنسا) وربسول (إسبانيا) ووينترشال(ألمانيا)... إلخ
لكن لا عين رأت ولا أذن سمعت  فلم نرى أي تطور للبلد ، لا بنى تحتية ولافوائد للميزانية فأين ذهبت تللك الأموال ؟
و اليوم تأخذ الولايات المتحدة الأمريكية  استيراتيجة جديدة في موريتانيا وذالك ببناء أكبر مبنى لسفارة في البلد ، ونرى السفير الأمريكي يتجول في الطرقات وبين أزقة الأحياء العشوائية يحضر الحفلات العامة والمناسبات الخاصة وكأنه بين أهله وذوييه ، فماهي القصة وراء هذا التودد الأمريكي الجديد عندنا ؟
وهل ستصبح موريتانيا مثل ليبيا والعراق ؟ أو نيجريا ؟
أم أن نفطنا سيظل يباع في الخفاء والشعب في سبات عميق !!

18. ديسمبر 2016 - 12:38

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا