سمعت ضجة في موضوع تحديد سن الزواج ب 18 سنة، واعترض البعض على ذلك بشدة واعتبره اعتراضا على زواج رسول الله صلى الله بعائشة رضي الله عنها في سنّ مبكّرة، فأردت أن أساهم في النقاش لإخراج الزواج النبوي من حلقة النقاش القانوني الدائر.
أشير بأن زواجه صلى الله عليه وسلم
بعائشة رضي الله عنها بتسع سنين ليس دعوة للزواج بالأطفال، وإنما كان لحكم ربانية سامية للإعتبارات التالية:
1- لأنه صلى الله عليه وسلم تزوجها بالوحي- عن عائشة - رضِي الله عنها - قالَتْ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أُرِيتُك في المَنامِ ثلاثَ ليالٍ جاءَني بكِ المَلَكُ في سَرَقَةٍ - أي: قطعة جيِّدة - من حريرٍ فيقول: هذه امرأتك، فأكشف عن وجهك فإذا أنتِ هي، فأقول: إن يكُ هذا من عند الله يُمضِهِ))؛ (رواه مسلم
2- تزوجها بعد النضج الجنسي الصناعي العرفي (التسمين)، وكان عادة جاهلية ولم يكن هناك خطر الحمل المبكرالذي يخشى من الزواج المبكر لكون عائشة رضي الله عنها لا تنجب، فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: أرادت أمي أن تسمنني لدخولي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أُقبل عليها بشيء مما تريد حتى أطعمتني القثاء بالرطب، فسمنت عليه كأحسن السمن. رواه أبو داود وابن ماجه، وصححه الألباني.
3- وكانت سياسة الدعوة تقتضي ربط الصلة بأبي بكر الصديق، وكانت السيدة عائشة تَفُوق أَتْرابَها في حدة الذكاء، وقوَّة الحافِظَة، واقتضت الحكمة الإلهية وجودها في البيت النبوي لما ستنقل عنه من شرائع دقيقة ، وتفاصيل حياته الأسرية و الوقائع التي كانت تدور في البيت النبوي،
4- لتبقى رضي الله عنها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم 47 سنة تبلغ للأمة ما نقلته من رسول الله صلى عليه وسلم من العلم، فقد روت عنه 2210 أحاديث، وقال أبو موسى الأشعري: " ما أَشكَل علينا أمرٌ فسألنا عنه عائشة، إلا وجدنا عندها فيه علمًا.رواه الترمذي ، فهل هذا الزواج يقارن بزواجاتنا اليوم؟ ثم هل تزوج بكرا أخرى؟ ثم هل أوصى الناس أن يتزوجوا الأطفال؟ وأين زوجاته صلى الله عليه وسلم من ذلك؟ أودّ أن ينقاش تحديد سن الزواج في دائرة أخرى غير هذه.