قبل فترة ليست بالطويلة ألقى الإمام أحمدو ولد لمرابط خطبة جمعة تكلم فيها عن العلاقات الموريتانية الإيرانية وعن استغلال هذه الأخيرة لهذه العلاقات من أجل تمرير عقيدتها الدينية، ورؤيتها المذهبية في صفوف الشعب الموريتاني؛ مما يمكن أن تكون له عاقبة وخيمة على مستقبل هذا الشعب في وحدته الدينية،
ولحمته الاجتماعية، ومن هنا طالب الإمام الرئيس محمد ولد عبد العزيز بأن يضع حدا لهذه العلاقات التي لا تخدم بقدر ما تهدم...
والواقع أن الإمام كان على قدر كبير من الصواب فيما ذهب إليه، وكان من الواجب أن يكرره ويؤكد عليه في خطب عديدة فالأمر جد خطير؛ إذ السفارة الإيرانية وعملاؤها النفعيون لا يزالون – وحتى وقت كتابة هذه السطور – يبذلون جهودهم المحمومة ويواصلون سيرهم الحثيث على الأرض الموريتانية بغية زرع عقيدتهم المنحرفة، ومذهبهم الضال
وصلني من أحد مشايخ التصوف أنه جاءه قبل أيام واحد من أولئك العملاء، ومعه شخص يعرفه هذا الشيخ، فتقدم هذا العميل – في وقاحة – إلى الشيخ بمبلغ كبير من المال قائلا: إن السفير الإيراني يقرئكم السلام... ويقول لكم إنه بلغه أنكم حضرة صوفية لآل البيت... وإنه بناء على ذلك سيقرر لكم زيارة قريبة... وهذا المال هدية لكم تصرفونه في مصالح الحضرة وأتباعها. طبعا الشيخ رفض هذا العرض القذر واعتبره إهانة له أو "ابتلاء" – حسب تعبيره – ومن ثم قال لهذا العميل – في غير تردد – إنه لا يسمح بوجود السفير الصفوي في حضرته
هذا مجرد مثال لحيل هذا السفير الدنيئة، وأساليبة الملتوية التي تعلمها من سيرورة عقيدته عبر التاريخ تلك السيرورة التي كان سلاحها "التقية" والحذر من المواجهة وعدم رمي الأوراق كاملة...
إن السفير الإيراني في بلادنا لا يماثله إلا السفير الأمريكي ذلك الثعبان الخطير الذي ينفث سمومه – في غير توان – حيثما توجه وأينما حل ، وإذا أردتم عنه مزيدا فاسألوا جمهورية السودان فعندها عنه خبر اليقين!
بصراحة أصبحت أكره "الدراعة" وهي ثوبي الأصيل؛ لأنني رأيت هذا الثعبان يلبسها، وصرت لا أحب حضورالحفلات والمناسبات الاجتماعية خشية أن أقابل هذا الشيطان هناك! فهل تراكم تتهمونني بالمبالغة؟ لا أظن. بل أجزم بأن كل موريتاني أصيل يشاطرني نفس المشاعر
بخصوص إيران الفارسية وأذرعها الشيطانية التي تحاول أن تدثرها بدثار آل البيت، وآل البيت منها براء، فإن دبلوماسيتها ما حلت بأرض إلا سعت جاهدة أن تزرع فيها مذهبها الجعفري، وعقيدتها الاثناعشرية؛ ليس حبا في آل البيت كما يتوهم البعض، وإنما توسلا إلى استعادة أمجاد الامبراطورية الفارسية التي طواها الإسلام، ومن ثم أخذ الثأر من هذا الإسلام من خلال التشويش على عقيدته النقية وتعاليمه الصحيحة من الداخل... ويا ليت المجتمعات الإسلامية السنية تفهم ذلك على حقيقته
وما ظنكم بقوم ينعتون الشيخين الجليلين الموقرين أبابكر وعمر بأسوإ النعوت، ويثلبونهما أشنع الثلب؟ ومن هما أبوبكر وعمر؟ إنهما الصديق والفاروق! الأول صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحلك لحظة مرت به لحظة الهجرة من مكة إلى المدينة؛ حيث كانا في الغار محمد واحد والصديق ثان، "وما ظنك باثنين الله ثالثهما؟!" كما قال رسول صلى الله عليه وسلم (سيرة ابن هشام). والآخر صاحب الموافقات المشهودة والبصيرة النافذة الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون، وإنه إن يكن في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب" (صحيح البخاري)
إلى جانب ذلك يسب هؤلاء الصفويون الخليفة الأريحي عثمان بن عفان ذا النورين الذي ناب عنه رسول الله صلى عليه وسلم في بيعة الشجرة... يسبونه – لعنهم الله – أقبح سب، وكذلك يفعلون بأمنا عائشة رضي الله عنها التي أنزل الله براءتها من فوق سبع طباق... بالله عليكم كيف يستقيم حب النبي صلى الله عيه وسلم لامرئ وهو يؤذيه – عليه الصلاة والسلام – في أهله وفي أصحابه؟ إن ذلك لا يستقيم كما لا "يستقيم الظل والعود أعوج"
ويحسن بي أن أذكر القارئ – هنا – بأن للشيعة مبادئ يوجبون على كل من يريد الدخول في عقيدتهم أن يؤمن بها، ومن هذه المبادئ نورد الآتي:
1 – اجتماع السقيفة كان انقلابا على السلطة وسرقة للخلافة، وللتذكير فإن اجتماع السقيفة حضره أبوبكر وعمر إلى جانب عدد كبير من المهاجرين والأنصار رضوان الله عليهم جميعا، وتمخض هذا الاجتماع عن تنصيب أبي بكر الصديق خليفة للمسلمين
2 – زوجات الأنبياء لسن منزهات عن ارتكاب الفاحشة، وفي ذلك ما فيه من الغمز الدنيء الماكر الذي يتورع قلمي عن شرح مغزاه...
إن المد الشيعي إضافة إلى ما فيه من عبث بعقيدتنا ومقدساتنا الإسلامية نرفضه كمسلمين أشد الرفض، فإن فيه – أيضا – خطرا كبيرا على النسيج الاجتماعي؛ حيث يبدأ ناعما ولكنه لا يلبث أن ينبت مخالب قوية تفتك بكل شيء... وما مثال لبنان واليمن والعراق والبحرين عنا ببعيد
سادتي لا أظنكم بحاجة إلى من يذكركم بأن الشيعة لا يمثلون الإسلام القوي الناصع الذي فتح البلاد وحكم العباد، وإنما يمثلون منه – إذا كانوا لا بد أن يمثلوا منه شيئا – نسخة مزيفة شائهة لا ترهب ولا تخيف أعداءه التاريخيين...؛ ولذلك نجد هؤلاء الأعداء لا يتحملون كلاشينكوف بيد عربي سني، ولكنهم يتحملون القنبلة النووية بحوزة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بمثل ما يتقبلونها عند الباكستان...! فما السر؟
بسيط... الإسلام الذي يخيف هو الإسلام العربي السني...
افهموها يا سادة فالحروب القادمة حروب دينية خالصة...