هزلية تعليم الجنرال!! / أحمد ولد محمد المصطفى

أحمد ولد محمد المصطفىأكتب هذه الأسطر على وقع إصرار الجنرال وزبانيته من أزلام الأمن في تدنيس آخر "قلعة" للعلم والأخلاق، من خلال فرض امتحان بالقوة في مقررات لم تدرس على "ثلة" من أزلامه لم تجلس على كرسي الدراسة قبلها، وتحاول أن تمثل دور طلبة العلم ووراث ولد الحسين وولد المحبوبي وولد عدود.

كما يحاول هو أن يلتحق ركضا بركب المرزوقي والكتاتني وبن كيران، لكن سيقعد به الشبه والتماهي ويبقيه في ركبه الحقيقي ورفقته في الرحلة غير المشرفة إلى النهاية المخزية مع بن علي ومبارك والقذافي وصالح والأسد... لكم الحق أن تقروؤا العنوان كما تشاؤون فتعليم الجنرال هزلي، والتعليم في عصر الجنرال هزلي، النتيجة الأولى تأكدت منها أسرته في أيامه الخوالي في اللوكه فلم تضيع جهدها في أطره على ما لم يخلق له، والنتيجة الثانية تشهد لها الوقائع في المعهد المعسكر، والجامعة المغلقة، والزنازين التي لا تخلوا من طالب علم أو طالبته. تذكروا فقط أن طلاب المعهد العالي لم يتلقوا دروسا خلال العام الجاري، وأن الإضرابات تشل جامعة العيون، والشرطة تحاصر جامعة نواكشوط، وثانويات موريتانيا بدون تعليم بعد إضراب الأساتذة، ومعلمو المدارس الإبتدائية توقفوا أكثر من مرة عن التدريس، ويهددون بالدخول في إضراب عن التعليم. تذكروا أن إحدى فتوحات "الجنرال" توزيعه للتعليم إلى أشلاء، ومنحه صفقة خاسرة لبعض وكلائه السياسيين الفاشلين، حيث يشرف أربعة من رجالاته في الاتحاد من أجل الجمهورية على "وزارة دولة" من أربع وزارات منتدبة عاجزة كلها عن القيام بدور إدارة واحدة، وليس الحديث عن "استيراد" أساتذة ومعلمين من غامبيا والسنغال من هذا المجال ببعيد. تذكروا أن الطبع يغلب التطبع وأن "الجنرال التاجر" يعد الأمور بالربح والخسارة المادية البحتة، وينظر للأمور نظرة مادية مجردة من أي قيم أو أبعاد معنوية، وقد أوصله –نظره الثاقب أو المثقوب- إلى أنه لا معنى لوجود مساحات في قلب العاصمة إلا للمتاجر أو الحمامات أو المخابز، بناء عليه ستباع كل مؤسسات التعليم بمساحاتها وبناياتها على أن يكون له حظ في الثمن، وشراكة في النتيجة. تذكروا أن المثل يقول "من جهل شيئا عاداه"، والجنرال يجهل التعليم والتربية، يجهل الديمقراطية، يجهل الحريات، يجهل الأخلاق والمثل والقيم، والأدهى أنه يجهل أنه يجهل... تذكروا أن الجنرال الذي يجري الصفقات –حتى داخل مجلس الوزراء- ويأمر مساعديه بعدم الشراء من عند "أهل افلان" لأن قطع غيار السيارات لديهم أغلى من سعر بقية باعة قطع الغيار بخمسين أوقية، ويدلهم عبر الهاتف على مكان خلل داخل السيارة، ذاك قصارى علمه، ومكانه في الأخبية وداخل الورشات الفنية وليس في الفصول أو قاعات الدرس، أو مجالس العلم. ما يجهله الجنرال أن الجهل لا يصمد كثيرا، وأن "حربه على العلم" خاسرة لا محالة مهما تزلف أدعياء العلم وزبانية النظام في الثناء على سقطات الجنرال، وتصرفاته وخططه التجهيلية. سيبقى المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية كما كان قبلة لطلبة العلم من طلاب المحاظر وخريجي المعاهد الفرعية وحملة الباكلوريا الباحثين عن الاستزادة من العلوم الشرعية، وسيذهب الجنرال بجهله وجشعه وزبانيته ومصفقيه إلى مكانهم الطبيعي هناك في أحد المنافي الضيفة خارج البلاد، إن لم يجدوا طريقا سالكا في أحد مجاري الصرف الصحي تأسيا بقدوته ومنقذه القذافي.

11. مارس 2012 - 11:54

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا