الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد
فيحكى أنه كان في قديم الزمان ،وسالف العصر والأوان ،
رفقة تجوب بادية من بوادي الصحراء ، أجهدهم السفر، وبلغ منهم التعب والجوع الغاية ،فنزلوا يستريحون ويطعَمون وعند نزولهم بادروا فجمعوا الحطب ،وأشعلوا النار ،وبدؤوا عملية الطبخ ،ولكن وقع ما ليس في الحسبان ، فبدل أن يضعوا الدقيق في القدر وضعوا الحناء !ولم يكتشفوا الأمر إلا بعد أن نضج الطعام أونضجت الحناء .ولكن ماذا يفعلون ؟هل يريقون الطبيخ ويقومون بتنظيف القدر من آثار الحناء ، ويبدؤون عملية الطبخ من جديد بعقل وروية؟ وعندئذ يكون تعبهم قد ذهب سدى ، وجهودهم قد ضاعت هدرا ، ومصابرة الجوع قد طالت أمدا . لقد استبعدت الرفقة هذا الرأي ، وقررت إصلاح الحناء !!وخصوصا إن لدى الرفقة لبنا وسمنا وسكرا .
وبدأت عملية الإصلاح وجربت الرفقة السكر والسمن واللبن ، وظلت الحناء على مرارتها لم يفد فيها اللبن والسمن والسكر وتوصلت الرفقة في النهاية إلى أنه لا أمل في إصلاح الطبيخ و تحلية الحناء
تذكرت هذه القصة وأنا أتابع الاقتراحات الرامية إلى إصلاح هذا القانون المسيء .
هذا القانون من وجهة نظري غير قابل للإصلاح
إن هذا القانون يغير الشرع ويلغي عقوبة الرجم
و يجرم ماعلمت إباحته من الدين بالضرورة مثل التزويج قبل السن التي يحددها المموِّلون ويستخدم مصطلحات فسقة الشذوذ ، ويشرع الدياثة ، ويفتح الباب واسعا أمام تعامل منظمات الممولين مع النساء المسلمات ، ويوجب القذف وهو من الموبقات السبع .
هذا القانون رقرر تصديق الدعوى بلا دليل وهو أمر مخالف للشرع والعقل ورحم الله البوصيري الذي قال :
والدعاوى إن لم تقيمواعليها بينات أبناؤها أدعياء
يضاف إلى ذلك أن القانون يهيئ لتسونامي من الاعتداآت الجنسية ذلك أن تطبيق هذا القانون بما فيه من خطة عمل مداها ثلاث سنوات وموارد بشرية ومالية وماينص عليه من محاكم للبت في الاعتداءات الجنسية ضد النساء ووحدات شرطة وخبراء نفسيين ومنظمات ترفع دعاوى الاعتداءات الجنسية ومجتمع مجند للإبلاغ ومراكز استقبال وخطوط خضراء للتبليغ . ومناهج تربوية تسهل كشف الاعتداءات الجنسية وحملات إعلامية وتكوينية
هذه الاستعدادات الضخمة تحتاج إلى كم هائل من الاعتداءات الجنسية قد لا تكون بلادنا بسكانها المحدودين ومجرميها المحدودين قادرة على تشغيل هذه الآلة العملاقة وإقناع الممولين ، وفي سبيل ذلك ربما يضطر من يقفون خلف هذا القانون إلى توظيف عدد من المجرمين للقيام بالكم المطلوب من الاعتداءات الجنسية أوفتح الباب أمام مجرمي القارة الإفريقية لتشغيل هذه الآلة العملاقة
وبذلك يكون هذا القانون وسيلة لنشر الاعتداءات الجنسية أوجلب مجرمي الاعتداءات الجنسية من بلاد أخرى
إن أفضل طريقة للتعامل مع هذا القانون هو طريقة كعب بن مالك رضي الله عنه في التعامل مع رسالة ملك غسان روى البخاري في صحيحه عن كعب بن مالك رضي الله عنه أنه قال وهو يروي قصة الثلاثة الذين خلفوا : " فبينا أنا أمشي بسوق المدينة إذا نبطي من أنباط أهل الشأم ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول من يدل على كعب بن مالك ؟ فطفق الناس يشيرون له حتى إذا جاءني دفع إلي كتابا من ملك غسان فإذا فيه : أما بعد فإنه قد بلغني أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة فالْحَق بنا نُواسِك . فقلت لما قرأتها وهذا أيضا من البلاء فتيممت بها التنور فسجرته بها
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك