من أوهام النخبة الموريتانية حول إصلاح التعليم /السالك ولد محمد موسي

منذ استقلال بلادنا ما تزال تسود في وطننا اوهام خطيرة ووبيلة عن طريقة اصلاح تعليمنا الذي اصبح اقرب ما يكون الى منفوس حبلى غرقته القوابل.و اذا انطلقنا من حقيقة لامراء فيها وهي اننا بلد متعدد لغويا ولابد له من اعتماد تدبير ديمقراطي وناجع للمسألة الثقافية،فان هذه الاوهام المعرقلة لتقدم بلدنا عدبدة واليوم اتقدم بأبرزها الى الرأي العام :-

1_ان اصلاح التعليم وامتلاك التقنية لا يكونان إلا بالعدول عن التعليم بلغة الام الي التدريس بلغة اجنبية .وهو امر لامبرر له وخاصة اذا كانت اغلبية شعبنا ناطقة بالعربية وهي لغة حية تنافس الفرنسية عالميا بل تتجه للتفوق عليها.صحيح انه من حق غير الناطقين بالعربية ان يختاروا اللغة التي تناسبهم في التعليم والعمل اذا كانت لغاتهم الاصلية لم تصل الى مستوي يمكتها من نقل المعارف بصورة مناسبة..قد يقول قائل ولكننا ندرس المواد الادبية بالعربية والعلمية بالفرنسية.وهنا اقول ان هذه ازدواجية هجينة وعقيمة ندفع ثمنها الان ولن تقوم لنا قايمة مالم نتجاوزها.ان كل الدول المتقدمة علميا وثقافيا تدرس كافة المعارف بلغاتها الوطنية.وهو ما يعني ان نخبتنا في الموالاة والمعارضة اما أنها تجهل هذه الحقيقة وهو جهل مشين او تتجاهلها وهو جرم عظيم.

-2_ان الوحدة الوطنية لا تكون الااذا درس الجميع بلغة واحدة ومنهج ازدواجي هجين واحد .بالرغم من كون البلد متعددا لغويا وهذا غباء وسخف في فهم مقومات الوحدة الوطنية .فهل كندا وبلجيكا وسويسرا دول لا تمتع بوحدة وطنية وهي على التوالي تدرس بلغتين وثلاث وأربع.؟! ان الوحدة الوطنية تقوم على العدل والمساواة والانتماء الوطني الصادق مع احترام حقوق الجميع وفي مقدمتها الحقوق الثقافية واللغوية.

--3_انه يمكن ان يتقن الاطفال في مرحلة مبكرة لغتين مختلفتين تماما .وهذا جعل بالفروق الفردية.لان اتقان لغة اجنبية في مرحلة مبكرة الى جانب اللغة الأم هو امر نادر الحدوث ولابكون الا لبعض الافراد .وهو مايعني ان الازدواجية الحقيقية هي ملكة نخبوية ومن العبث محاولة جعلها هدفا عموميا.ولهذا فانه لاحرج في استخدام اللغات الاجنبية في بعض مستويات التعليم العالي لان هذا التعليم نخبوي بطبعه ولانه يجري في مرحلة عمرية تكون فيها شخصية الطالب قد تشكلت بصورة ناضجة.ولايخشى عليها تشوه او استلاب.

- 4_انه يمكن الفصل بين التعليم والعمل والادارة .فيجري التعليم بلغة وتسود في الادارة و الاأعمال لغة اخري.وهذا جهل بالسنن الحضارية وطبائع العمران .فضلا عن كونه تسيبا في التدبير وتفريطا في السيادة الوطنية.فما معنى ان ينص الدستور على ان لغة اولغات معينة رسمية ويقبل ان تتم معاملة المواطنين بلغةاجنبية لمجرد ان قلة من جيل الاستقلال وابنائهم يريدون استغلال ما تتمتع به هذه اللغة من امتياز وحظوة لدي بعض المتنفذين على حساب الحقوق الثقافية للأغلبية المغلوبة على امرها.فمتى نتحرر مما يسميه بعض الكتاب (سلطةامالزن)؟ومتى يفرض الموريتانيون بمختلف قومياتهم احترام حقوقهم اللغوية ؟
-5_ان فشل نظام الازدواجية المبكرة وتهافت مخرجاته يمكن التغطية عليه بافتتاح ما يسمى(مدارس الامتياز).وهو اعتراف بان الازدواحية نخبوية وهو ما يجعل من الانصاف عدم تطبيقها في التعلبمين الاساسي والثانوي لانهما موجهان للعموم ويطلب ان يستفيد منهما اكبر كم من التلاميذ مع محاولة المحافظة على درجة من الجودة.لقد كان من الافضل ان تفتح اقسام امتياز في كل مؤسسة ويترك النفاذ اليها ميسورا طوال السنة الدراسية لتشجيع التنافس بين تلامذة اامؤسسة الواحدة للدخول في هذه الاقسام.وابشر اتباع (المدرسةالاملازية)بانه سياتي قريبا اليوم الذي يتقاعد فيه زملاؤهم من المدرسين المفرنسين للمواد العلمية ولن ينفع اللجوء الى اساتذة التسعينات وبداية الالفية ولا اللجوء الى ساقطي التعليم السينغالي والايفواري من حاملي الشهادات المزورة.
-6_ان ازمة التعليم يمكن حلها بمنع الزي الوطني وفرض اللباس الاوروبي على المدرسين وليس هذا إلا إيغالا في الابتعاد عن فهم حقيقة الازمة وتوسيعا للهوة بين المجتمع والمدرسة الاملازية الهجينة والعقيمة.
الاهل بلغت .اللهم فاشهد.أعييت لو ينفع الإعياء.

 

السالك ولد محمد موسي

باحث في مجال العلوم الإنسانية

5. يناير 2017 - 16:21

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا